بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، اللهمَّ صلِّي على عبدكَ ونبيكَ وخليلكَ الناطقِ بوحيكَ ، والذي جعلتهُ لسان الصِّدقِ الأبدي ، سيدّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وأزواجهِ وذريِّتهِ وباركْ وسلِّم , كما تحبهُ وترضاهُ آمين.
وبعد :-
فتفضلوا معي أيها الأكارم ، للاطلاع على هذه النفحات المباركة ، منْ معجزاتِ القرآنِ العظيمِ ، والتي تفضل بها الباحث الأستاذ البرفسور : [ زغلول النجار ] ، غفرَ اللهُ تعالى لهُ ولولديهِ ، ولنا ولوالدينا ، ولجميعِ المسلمينَ آمين.
{ تحريم زواج الإخوة من الرضاع }
قالَ تعالى : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء 23 ، وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : [ قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فِي بِنْتِ حَمْزَةَ : لاَ تَحِلُّ لِي ، يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ ، هِيَ بِنْتُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ ] (متفقٌ عليهِ ) .
أيها الافاضل : قد أثبتتْ ، الأبحاث العلمية ، التي أجريتْحديثا { وجود أجسام } ، في لبنِ الأمِ المُرضعةِ ، الذي يترتب على تعاطيهِ ، تكوين { أجسام مناعية } ، فيجسمِ الرضيعِ ، بعدَ جُرعاتٍ ، تتراوح منْ (( ثلاث إلى خمس جرعات )) ، وهذهِ هي الجرعات المطلوبة ، لتكوين { الأجسام المناعية } ، في جسم الإنسان , حتى في حيواناتِ التجاربِ المولودةِ حديثاً، والتي لمْ يكتملْ ، نمو الجهاز المناعي عندها ، فعندما ترضع اللبن تكتسب بعض الصفاتالوراثية الخاصة بالمناعةِ ، منْ اللبنِ الذي ترضعه , وبالتالي تكون مشابهة لأخيها أولأختها ، منْ الرضاعِ ، في هذه الصفاتِ الوراثيةِ . ولقدْ وجُدَ أنَّ تكون هذه الجسيماتِ المناعية، يمكن أنْ يؤدي ، إلى :[[ أعراضٍ مرضيةٍ ]] عندَ الإخوةِ ، في حالةِ الزواجِ .
ومنْ هنا ، نجد الحكمة ، فيهذا الحديثِ الشريفِ ، الذي نحنُ بصددهِ ، في تحريمهِ : (( زواج الإخوة منْ الرضاع )) ، والذي حددَالرضعات بخمسِ رضعاتٍ مُشبعات.
[[ إن القرابة ، منْ الرضاعةِ ، تثبت وتنتقل ، في النسلِ ، والسبب الوراثة ، ونقل الجينات , أي أنَّ قرابة الرضاعة ، سببها انتقال جينات{عوامل وراثية } منْ حليبِ الأمِ ، واختراقها لخلايا الرضيع واندماجها مع سلسلةِ الجيناتِ ، عند الرضيع ، يساعد على هذه النظرية ، أنَّ حليب الأم ، يحتوي على أكثر منْ نوعٍ من الخلايا، ومعلوم أنَّ المصدر الطبيعي للجينات البشرية ، هو نواة الخلاياdna، كما يحتمل ، أنَّ الجهاز الوراثي ، عندَالرضيع ، يتقبل الجينات الغريبة ، لأنهُ غير ناضج , حالهُ حال عدة أجهزة في الجسم , لايتم نضجها ، إلا بعد أشهر وسنوات ، من الولادة ، وإذا صح تفسير قرابة الرضاعة ، بهذهالنظرية ، فإنَّ لها تطبيقات في غاية الأهمية والخطورة ]].