[align=center][grade="8B0000 DEB887 A0522D A0522D 8B0000"]في ذلك النهار المظلم ..رأيته يجرجر خطاه .. وكأن جسده غير قادر على حمله
كان يضع كفه اليسرى على عينيه محاولا ربما إطفاء هذا اليوم ... من ذاكرة أيامه .
جرجرت أنا الاخر خطاي باتجاهه ، وكان قد سبقني إليه أحد مسؤولي الأمن
ضممناه معا
مجبرين إياه على تنفيس مشاعره المدنره
بكى بكاء مرا .. ثم تهاوي .. وتهاوينا معه ..
لم يكن وحده الذي فقد غاليا .. كلنا فقدناهم ..
لم يكونوا مجرد شهداء واجب ، كانوا اباء واخوانا ، و أعماما و أخوالا ،
كانوا مواطنين مثلنا يشكلون كما نشكل نسيجا اجتماعيا متشابكا
وهاهم يغادروننا نتيجة فعل غادر . وهنا الاخرون يرقدون بجراحهم على أسرة الوجع ..
بفعل هذا العمل الذي أوجع كل مسلم ، وكل انسان على وجه الأرض .
كانت دموع ذلك الشاب الفاقد أخاه
دموعنا جميعا
وكانت آهات اقارب الجرحى وحسراتهم
اهاتنا وحسراتنا كلنا
فلقد دخل علينا الربيع
وهو يكتسي عباءة سوداء
تفوح بالبارود
وتتطرز بالوحشية التي لا تعرف معنى الأخوة
ولا تدرك مغزي الدين
ظللت أراقب الشاب وهو ينقل خطواته الحزينه على الارض التي لم تعد تحمل أخاه
كان نهارا مظلما .
ظل الدم البريء الذي كان يلطخ ثياب أحد الذين استقبلوا الجرحى ، ماثلا أمامنا كجرح تفجر فجأة
وأخذ يتدفق كل الوقت بمرارة لا تحتمل
كان الجميع يعملون بكل طاقاتهم لإسعاف المصابين
لكنهم لم يكونوا محتملين لما كانوا يشاهدونه :
من كان يوقف نزيفا .. كان ينزف بالحزن
من كان يخيط جرحا .. كان يشعر بجرح اكبر منه
من كان يجهز جبيرة .. كان منكسر القلب .
ما أبشع ذلك النهار
لقد غطت رائحة البارود قرص الشمس .. فتحول النهار الى ليل كاحل
كان ليلا على مشاعرنا وليلا على ضمائرنا
كان كل واحد منما يناجي نفسه
أأكون انا هدفا لأخي ؟ هل صار هذا الشخص الذي جمعتني به رحم الوطن الواحد هو من يهددني
لماذا ؟ بحق أي دين يحدث هذا ؟
حالة هائلة من التشويش الدامي ، أصابت كل من رأي ذلك النهار .ز الذي لم يكن ككل نهار ..
ذلك الربيع الذي لم يكن كأي ربيع .. إذ لم تشرق فيه الازهار ، ولم تخضر فيه الأغصان
بل تفتحت فيه المتفجرات .. وتدلت منه الاشلاء المتفحمه
ربيع ادخلنا للســــواد الدامس [/grade]
........
الربيع الأسود
مقاله للكاتب سعد الدوسري .. جريدة الرياض
تحياتي
حزن[/align]