لاشكّ أن خبر تدنيس القرآن الكريم أصابنا بنوبة من الفزع والغضب تعبيراً بسيطاً تُجاه هذا الكتاب العظيم ..
ولكن ..
ماذا بعد ذلك ؟
مُظاهرات ..
تحطيم واجهات زُجاجيّة ..
بيانات .. واستنكارات .. وصيحات ..
ثمّ .. ماذا ؟
هل نحنُ مُجرّد فُقاعة ( فارغة ) تمتلئ ثم تتلاشى مع الزمن ؟
مليار مسلم ..
ملايين المساجد ..
آلاف العلماء والدعاة والقضاة ..
مئات المُفكرين .. والمُبدعين ..
!!
التغيير ،، يبدأ من العُمق .. من الإصلاح الديني .. قبل أن نصرخ في وجه الآخر يجب أن نصرخ في وجوه بعضنا ونُصلح عيوبنا .
التغيير ليس بالتحطيم .. واللطم .. والصراخ حتى تتقطّع الحبال الصوتية !!
التغيير هو ( البناء ) والبناء يكون في العمل والأداء .
( خالد ) : واحدٌ من المليار .. لكنه مُنتج .. لم يصرخ ولم يركض في الشوارع .. ولم يُحطّم إشارات ودعايات ..
لكنه قدّم خطوة كبيرة وضخمة لحلّ الأزمة ، فعل شيئا رائعا تُجاه تدنيس المصحف ..
جَمَعَ أهلَ الحيّ ، وأسسوا حلقة تحفيظ قرآن في المسجد ..
هكذا نحفظ للقرآن هيبته وكرامته ..
نعم ، التعبير الصوتي والغضب لانتهاك محارم الله أمر مهم ، لكنه يظل وقتي ، وغير مؤثّر في الواقع ..
نحنُ نريد أشياء يستمر أثرها وينتشر ..
حلقة تحفيظ القرآن في المسجد سيتخرج منها في أول سنة 30 طالبا ..
وفي ثاني سنة 30 .. وهكذا نبني المحافظة على كتاب ربنا في صدور الأجيال ..
شخصية أخرى
كذلك لم تصرخ ..
لكنه قدّم الكثير في الأزمة ( أزمة تدنيس القرآن ) ..
( صالح ) .. الشيخ الداعية صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ .. وسط الزحام والزخم الإعلامي وفوران الشارع الإسلامي ، يفتتح الشيخ الداعية مبنى المركز الخيري لتعليم القرآن الكريم ..
هكذا نبني ..
وهكذا يُصبح لنا تأثيرا ..
التغيير وفق المنهج الشرعي المُنضبط ، بعيدا من الانفعالات الوقتية التي قد تضرّ الدعوة أحيانا .