بسم الله الرحمن الرحيم
نضرة الحفاظ في شرح بهجة اللّحاظ
بما لحفص من روضة الحفاظ
الحلقة الأولى
الحمد لله الذي وحده علا فقد علا بذكره وبفضله علي عبادة فهو وحده المتفضل عليهم بالنعم التي لا تحصي ولا تعد , أنزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا جعله مهيمنا علي غيره من الكتب المنزلة علي أنبياءه المكرمين تكلم سبحانه بالقرآن قديما فلم يزل متكلما سميعا بصيرا عالما حكيما ...
أحمده حمد عبدّ شاكرا لنعمه مثنيا بها عليه فهو سبحانه صاحب الهبات و العطيات ...تفرد بالخلق فكان له الأمر والنهي والسمع والطاعة ,,,
قال في محكم التنزيل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقال (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) ,,,
وفيهم قال المصطفي صلي الله عليه وسلم ( أهل القرآن هم أهل الله وخاّصته)
و بعد فهذا شرح مختصر لرواية حفص عن عاصم بن أبي النجود الكوفي من طريق روضة الحفاظ وهذا الشرح علي متن بهجة اللّحاظ للعلامة السمنودي الذي اختصر الذي اختصر فيه رواية حفص من طريق روضة الحفاظ للإمام أبي الحسن المعدل الشريف ,
وهو الطريق الوحيد الذي يثبت لحفص قصر المنفصل , ثم وضح ما يترتب علي هذا القصر من قراءة وأوجهه جائزة . وهي احدي طرق طيبة النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري رحمه الله ...
لك الحمد يا مولاي في السر والجهر علي نعمة القرآن يسرت للذكر
وظل هدي للناس من كل ظلمــــــــة و لأله غرّ وسامية القـــــــــــدر
وصليت تعظيما وسلمـت سرمدا علي المصطفي والآل وصحبه الزهر
المعني :ــ بدأ الشيخ حفظه الله بحمد الله والثناء عليه في سره وعلانية عملا وإقتداء بما بدأ الله به في أم الكتاب بقوله تعالي (الحمد لله رب العالمين) وبقول نبيه صلي الله علي و سلم كل شئ ذى بال لا يبدأ بـ بسم الله فهو أبتر وأوضح أن هذا الحمد أ نه لمولاه أي الذي يتوليّ شأنه كله في سره و علانيته ومن أعظم نعم الله عليه نعمة القرآن إشارة إلي قوله تعالي ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) وقول رسوله الكريم ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) وكذا نعمة تيسيره إشارة إلي قوله تعالي ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) ......
ثم أوضح مهمة هذا القرآن للناس أنه هداية لهم من كل ظلمة وأن علاماته وآياته علامة علي إعجازة وقدرته علي إخراج الناس من ظلمة وضلالة ولما لا وهو حبل الله المتين والصراط المستقيم والذكر الحكيم والسراج المنير ,,,,,,,,,,
ثم صلي علي رسول البشرية ومعلم الإنسانية الرحمة المهداة والنعمة المسداة خير من صلي وقام وقرأ القرآن سيدنا محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي الشريف رسول رب العالمين إمام المتقين ورحمة الله للعالمين الذي آتنا بالقرآن وأخرجنا الله به من الظلمات إلي النور نبي أدام الله شريعة وعمم سنته ورفع ذكره وطهر من كل نقص وعيب تولي بنفسه سبحانه الدفع والدفاع عنه فقد جعل سبحانه الذل والخزي والبعد والعار علي من خالفه أو حآجّه أو انتقص شيئا من أمره وطلب منا التعبد إليه سبحانه بتباع أمره والإقتداء بسنته والذب عنه إنما هو دين نتدين الله عز وجل به فصلوات ربي وسلامه علي أفضل خلقه وأكرم رسله وخاتم أنبياءه صلاة تباري الريح مسكا ومندلا ... ونسأل الله أن ينعم علينا بمحبته تعالي ومحبة رسوله النبيّ الأميّ القرشي الهاشميّ ..
قال الشيخ/
وبعد فهذا ما رواه معـــــــــــــــــدل بروضة الفيحاء من طيب النشر
بإسناده عن حفص الحبر من تلا علي عاصم وهو المكني أبا بكـر
أشار إلي أن هذا النظم إنما هو لحفص من طريق الروضة لأبي معدل الشريف علي قصر المد المنفصل ولا نعلم طريقا لحفص يثبت له قصر المد المنفصل سوي هذا الطريق وهو زرعان عن عمرو بن الصباح من طريق الفيل وهو المشهور عند العراقيين ...
وهذه الرواية والطريق محققة في النشر في القراءات العشر للإمام الحفاظ وعالم عصره و أوانه محمد بن الجزري رحمه الله وهو الذي ينتهي عنده جميع الأسانيد والطرق وأيضا إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر للعلامة الدمياطي
وإلي لقاء قادم في الحلقة الثانية لنكمل رواية حفص على قصر المنفصل
وصلى اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم