[frame="13 10"]بسم الله الرحمن الرحيم
ترتفع الأكف هذه الأيام لعلها تبلغ الإجابة ،تلهث الأنفس بترانيم الأماني لعلها تبلغ الإجابة ،
تسيل وديان الأعين ، بمدادالقلوب لعلها تبلغ الإجابة ، تتعالى المنابر بالدعاء لعلها تبلغ الإجابة ،
تتصفح القلوب القرآن لعلها تبلغ الإجابة ، تتبادل الأحبة رسائل التذكير لعلهم يبلغوا الإجابة ،
ولكن الجميع قد يغفل أو يتغافل عن حاصد الحسنات وجالب الحسرات ومضيع الدرجات وكاسب السيئات ومضيع الأعمال الأوهو
النقاء المفقود ،والخير المولود والمسارع للرضوان والمبعد عن مزالق الشيطان ، الأ هو نقاء السريرة والبعد
إيذاء الغير والظلم والإساءة فكم من مظلوم قد يكن أقل مكانة عند الخلق منك رفع أكفه داعيا عليك وأمن
وأمنت معه ملائكة السماء في اللحظة التي كنت أنت إماما للناس تؤمهم
وتؤمن ويأمن الناس بتأمينك فأي الرسالتين ستصل سريعا وأي الرسالتين ستبلغ الإجابة ،
نعم أحبتنا في الله ما دام
لن يبلغ دعائنا حناجرنا ما دمنا نحرص على عدم إصلاح النفس من العيوب ،وأكل مال العباد والتعدي على الضعفاء
والظلم والإساءة للغير ، ومحاربة من يقل ربي الله
لا تـظــمـنّ اذا ما كنت مقتـدرا ... فالظـلم ترجع عقـباه الى الـندم
تـنام عيـناك والمظلـوم منـتبـه ... يـدعو عليك وعيـن الله لم تـنم
حقيقة لا بد أن تكن نصب أعيننا في حياتنا كلها وفي رمضان بصورة خاصة
إياك والظلم فبسببه لن نملك نقاء القلب ولن نبلغ الإجابة
كلنا نكره الظلم فنقع فيه دون قصد أو إرادة
لأن الظلم ربما يأتي من ابسط الامور كألتسرع في اتخاذ القرارات
فعليك بالتأنيّ قبل اصدار الحكم الطائش كي لاتظلم
فكم من ظلم أتى بسبب اتهام
وكم من ظلم حصل بسبب الشكّ
وكم من ظلم وقع بسبب سؤ الظن " ان بعض الظن اثم "
اما الظلم القاهر فهو الكذب المتعمد
فلاتختلق الكذب كحيلة من اجل الحاق الضرر بشخص ما مهما اشتدت الخصومة
بينك وبينه لأن هذا هو الظلم بعينه
يلزمنا المصارحة والشفافية وعدم التهرب وإنكار الأخطاء والعزم على تطهير الأنفس من المشاحنة والبغضاء وظن السوء
وتتبع عثرات الغير فمن كانت مهنته وديدن حياته تتبع عثرات الغير لا بد أن يجد عثرة
ولا بد أن يجد من يسلط الله عليه فيتتبع عثرته ويكشف الله سوءته
أحبتي في الله: فالله الله الله الرفق بالمؤمنين فكم من قلب غض طري تلملم جراحه بقول جزاكم الله خيرا
وكم من أنفس شفافة كان عظيم الثناء عليهاقول شكر الله جهودكم
فلما نبخل عن من احب الخير بكلمة طيبة تضمد جراحهم وترفع دافعيتهم للعمل الخيري
ولم نحرص على محاربة الأنفس التي مرادها عمل الخير ولا ترتجي من الخلق ثناء إنما تواصل في الخير وعطاء
المؤمن مراءة أخيه إن رأى منها خيرا شد على يده وقوى عزمه وإن رأى سوء سترة والتمس له الأعذار وناصحه فيما بينه
وحرص على بقاءه ونقاء قلبه عليه ،فما حاجتنا للمشاحنة وهي سبيل حرق الحسنات وضياع الدرجات والتنافس
والتخاصم في العمل الذي يرتجى لله ،وما الفائدة من إغلاق منابع الخير في أنفسنا ، ولم نقلص عمل الخير ونحجره على ذواتنا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه. أخرجه الإمام مسلم.
فكم من أناس محبي للخير حريصيين على توصيل الرسالة ولكن لهم قاعدة ثابته ((ألزم بيتك وابكي على خطيئتك )) ولهم بذلك
من الحكم الشريعي مخرج ومخلص من حصر نفسه على ذاته وبكائه على خطيئته
وقد أخرج الحاكم بسنده عن أبي أمية الشعباني قال: سألت أبا ثعلبة عن هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ
لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة: 105}
فقال أبو ثعلبة: لقد سألت عنها خبيرا أنا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا أبا ثعلبة مروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فإذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة،
ورأيت أمرا لا بد لك من طلبه، فعليك نفسك ودعهم وعوامهم،
فإن وراءكم أيام الصبر، صبر فيهن كقبض على الجمر،
للعامل فيهن أجر خمسين يعمل مثل عمله، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
قال صاحب عون المعبود في شرح الحديث: الزم أمر نفسك واحفظ دينك واترك الناس ولا تتبعهم،
وهذا رخصة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار.
والله أعلم
فمن أعظم القواعد التي تكن مخرجا وسبيلا لتنقية القلوب
وقفة محاسبة للنفس :
قال أبو حاتم البستي:الواجب على العاقل أن يلزم الصمت الى أن يلزمه التكلم،فما أكثر من ندم
إذا نطق وأقل من يندم إذا سكت"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء،[/frame]