لي صاحب دخل الغرور فؤاده = إنّ الغرور أخيّ من أعدائي
أسديته نصحي فزاد تماديا = في غيّه وازداد فيه بلائي
أمسى يسيء بي الظنون ولم تسؤ = لولا الغرور ظنونه بولائي
قد كنت أرجو أن يقيم على الولا = أبدا ، ولكن خاب فيه رجائي
أهوى اللقاء به ويهوى ضدّه = فكأنما الموت الزؤام لقائي
إني لأصحبه على علاّته = والبدر من قدم أخو الظلماء
يا صاح إنّ الكبر خلق سيء = هيهات يوجد في سوى الجهلاء
والعجب داء لا ينال دواؤه = حتى ينال الخلد في الدنياء
فاخفض جناحك للأنام تفز بهم = إنّ التواضع شيمة الحكماء
لو أعجب القمر المنير بنفسه = لرأيته يهوي إلى الغبراء