بانَ الخَليطُ ولو طُوِّعتُ ما بانا
مِن أجمل ما قيل في الغزل، ما قاله جَرير،
بَانَ الخَليطُ، وَلَو طُوِّعْتُ ما بَانَا، -- و قَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أقرانا
(بان : ابتعدَ، الخليطُ : الصاحب، وهنا يقصد مَن كان يُحِبُّها، أقرانا : ما تُربط به البعير مِن حبال، وهذا تشبيه)
حَيِّ المَنَازِلَ إذْ لا نَبْتَغي بَدَلاً -- بِالدارِ داراً، وَلا الجِيرَانِ جِيرَانَا
قَدْ كنْتُ في أثَرِ الأظْعانِ ذا طَرَبٍ -- مُرَوَّعاً مِن حذارِ البينِ محزانا
(الأظعان: هي المرأةُ المُسافرة في هودجها، الطرب: الاهتزاز للفرح أو للحزن وهي هنا للحزن، مروعا من حذار البين: شديد الخوف بسبب الفراق)
يا رَبُّ مُكتَإِبٍ لَو قَد نُعيتُ لَهُ -- باكٍ وَآخَرَ مَسرورٍ بِمَنعانا
لَو تَعلَمينَ الَّذي نَلقى أَوَيتِ لَنا -- أَو تَسمَعينَ إِلى ذي العَرشِ شَكوانا
كَصاحِبِ المَوجِ إِذ مالَت سَفينَتُهُ -- يَدعو إِلى اللَهِ إِسراراً و إِعلانا
يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَتَهُ -- بَلِّغ تَحِيَّتَنا لُقّيتَ حُملانا
يا أم عَمروٍ جزاك الله مغفِرةً -- رُدي عليَّ فُؤادي كالذي كانا
يلقى غَريمكُمُ مِن غَيرِ عُسرَتِكُمْ -- بالبذل بُخلاً وبالإحسان حِرمانا
لقد كَتَمْتُ الهوى حتى تَهيَّمَني -- لا أستطيعُ لهذا الحُبِّ كِتمانا
لا بارك الله فيمن كان يَحْسَبُكُمْ -- إلا على العهدِ حتى كان ما كانا
ما أحدثَ الدهرُ مِمَّا تعلمين لكم -- لِلحبل صرماً ولا للعهد نسيانا
...
إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ، -- قتلننا ثمَّ لَم يُحيينَ قتلانا
(الحور: شدة بياض العين وشدة سوادها مع اتساع العين، وهي صفة مستحبة في العيون.)
يَصرَعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حَرَاكَ بهِ، -- و هنَّ أضعفُ خلقْ اللهِ أركانا
(يقدرن بسحر جمالهن على صاحب العقل والحكمة، فلا يملك من أمره أمامهن شيئا.)
...