«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»لو أقسم على الله لأبره «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
إن لله عباداً اختصهم تبارك وتعالى بمنـزلة وفضيلة ليست لغيرهم من الناس، ومن هؤلاء من أخبر عنه صلى الله عليه و سلم بقوله: »رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره« ( [1]).وقال أيضاً صلى الله عليه و سلم :» ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار؟ كل جواظ زنيم متكبر«.( [2]).
وأعلى النبي صلى الله عليه و سلم منـزلة الضعفاء وشأنهم فقال لسعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- حين رأى أن له فضلاً على من دونه: »هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟«( [3])، وقال صلى الله عليه و سلم في حديث آخر:»أبغوني ضعفاءكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم« ( [4]). وقال صلى الله عليه و سلم :»طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع « ( [5]).
وتفاضل الناس إنما هو بمعيار واحد وميزان واحد هو التقوى، فأكرمهم عند الله أتقاهم.
هذه الحقائق البدهية والمسلمات التي يعيها كل مسلم مهما كانت ثقافته وعلمه قد تغيب عن بعضنا بفعل مؤثرات أخرى.
ومن ذلك أن أرباب الأعمال، بل والدعاة إلى الله يعتنون بفئات معينة من الناس، فصاحب الذكاء، والرجل القيادي، وصاحب الشخصية الجذابة…. يجدون من التقدير والاعتبار لدى هؤلاء مالايجده غيرهم، ويبحثون عنهم ويعتنون بهم، لأنهم هم المؤهلون لتولي الأعمال والمسؤوليات، ويرى هؤلاء أن الرجل الصالح مهما بلغ من التقى والزهد والعبادة مالم يكن يحمل مواصفات القيادية فليس هو المؤهل لتولي المسؤولية.
وهذا أمر لانـزاع فيه فقد قال تعالى على لسان ابنة شعيب ((إن خير من استأجرت القوي الأمين)).
وقال صلى الله عليه و سلم لأبي ذر –رضي الله عنه-: ياأباذر ، إني أراك ضعيفاً ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لاتأمرن على اثنين ، ولاتولين على مال يتيم " ومع ذلك قال عنه صلى الله عليه و سلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر« ( [6]).
.................................................. ........