الأدب الرابع:
.
لا تخلو الرحلة للبر من بعض التغيرات في الأحوال الجوية ومنها: اشتداد الريح ونزول المطر وكذا وجود السحب المظللة لنا من الشمس أحيانا.
•فعندما يشتد الريح فلا تسبه أو تلعنه بل اكسب من وراءه الأجر بالصبر والدعاء الحسن الجميل.
ففي سنن الترمذي
عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا :
اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قال الشيخ الألباني: صحيح
علما بأنك إذا لم تعرف الدعاء النبوي أو لم تحفظه فقل قولا مشابها له ففي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الريح. فإنها من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب)
ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها (.قال الشيخ الألباني: صحيح
( من روح الله ) أي من رحمته بعباده
•وعند نزول المطر افعل مايلي لتكون على السنة والطريقة الحسنة .
.كشف ما أمكن من الجسم والمتاع
ففي صحيح مسلم
عن أنس قال: أصابنا مطر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال لأنه حديث عهد بربه تعالى
قال النووي شارح صحيح مسلم ( فحسر ) أي كشف بعض بدنه ( حديث عهد بربه ) أي بتكوين ربه إياه ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها (
هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر واستدلوا بهذا.....
و عن ابن عباس : أنه كان إذا مطرت السماء يقول يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي ويقول ونزلنا من السماء ماء مباركا.
قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد موقوفا
.قل ما ورد من دعاء عند نزول المطر وكذا قل ما ورد عند انتهاء المطر.
ففي صحيح البخاري
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال
اللهم صيبا نافعا.
وفي سنن أبي داود
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل و إن كان في صلاة ثم يقول:اللهم إني أعوذ بك من شرها فإن مطر قال : "
اللهم صيبا هنيئا"
قال الألباني: حديث صحيح
وفي صحيح البخاري
عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف أقبل على الناس فقال :(هل تدرون ماذا قال ربكم). قالوا: الله ورسوله أعلم قال :( أصبح من عبادي مؤمن وكافر فأما من قال:
مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب,وأما من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب.
.وإذا اشتد المطر وخيف منه فقل هذا الدعاء فلن يصيبك منه أذى بإذن الله .
ففي صحيح البخاري
عن شَرِيكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يَخْطُبُ ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمًا ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ ،فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ « اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا » . قَالَ أَنَسٌ َلاَ وَاللَّهِ مَا نَرَى في السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ ، وَلاَ قَزَعَةً ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ . قَالَ فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ ، فَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا ، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ في الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يَخْطُبُ ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا . قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ«
اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» . قَالَ فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِى في الشَّمْسِ . قَالَ شَرِيكٌ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ فَقَالَ مَا أَدْرِى .
•الشمس يحبها الناس في الشتاء بحثا عن الدفء, فيجلس الناس تحتها لكن الذي يحصل أن الشمس تتحرك فنكون في مكان فيه شمس وظل وهذا المكان منهي عن الجلوس فيه فلا تجلس رحمك الله.
ففي سنن أبي داود
عن محمد بن المنكدر قال حدثني من سمع أبا هريرة يقول:قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم "إذا كان أحدكم في الشمس "وقال مخلد " في الفيء " فقلص ( قلص الشيء . تقلص قلوصا ارتفع ) عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم " . قال الشيخ الألباني: صحيح
والسبب في النهي:
•وفي مسند الإمام أحمد حدثنا عَبْدُ اللَّهِ حدثني أَبِى حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ قَالاَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ - قَالَ عَفَّانُ في حَدِيثِهِ - حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ أَبِى عِيَاضٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ يُجْلَسَ بَيَّنَ الضِّحِّ وَالظِّلِّ وَقَالَ « مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ ». قال الألباني: حديث صحيح
الضح : ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض أي يكون نصفه في الشمس ونصفه الآخر في الظل .
•قال صاحب كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير: الجلوس بين الظل والشمس مضر بالبدن إذ الإنسان إذا قعد ذلك المقعد فسد مزاجه لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين كما هو مبين في نظائره من كتب الطب...
وإلى اللقاء في أدب جديد والسلام خير ختام
أخوكم ذو فكر