في قصة نوح عليه السلام مع قومه عبر وفوائد لأولي الألباب، كما قال الله في قصص الأنبياء {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} ، فحري على المسلم الاعتبار بها، ولنا معها وقفات بسيطة.
الوقفة الأولى: الجهل والبدع طريق لكل شر، فلما وقع قوم نوح في الجهل وسوس لهم الشيطان بدعة تصوير الصالحين للتنشط على الخير، وما زال بهم حتى عبدوا هذه التصاوير.
الوقفة الثانية: البدعة شر وإن بدت في مظهر حسن، والأنبياء لم يتركوا خيراً إلى أرشدوا إليه، فالتصاوير التي كان تشييدها ونصبها عاملاً للنشاط في العبادة صارت أصناماً تعبد؛ ولهذا جاءت الشريعة بمنع كل بدعة وكل ذريعة إلى الشرك.
الوقفة الثالثة: الغلو في الصالحين إحدى وسائل الشيطان لإيقاع الناس في الشرك.
الوقفة الرابعة: عقوبة الشرك عظيمة في الدنيا والآخرة، فلما عاقب الله قوم نوح بالطوفان في الدنيا، فإنه توعدهم بالخلود في جهنم في الآخرة.
الوقفة الخامسة: ليست العبرة في معرفة الحق بكثرة الأتباع، بل إنها بالدليل، فقوم نوح كذبوه إلا قليلاً منهم، قال تعالى {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}.
الوقفة السادسة: العناد و الاستكبار عن الحق من صفات الكافرين، قال تعالى{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً}.