الأدب الخامس:
أن نحرص دوما على أنفسنا وأهالينا وذرياتنا من كل مؤذ لنا وحتى لدوابنا من إبل وغنم وبقر ,ويكون ذلك ببذل الأسباب الموصلة للسلامة والأمان من كل مؤذ ,والأشياء المؤذية بعضها مشاهد لنا والبعض الآخر غير معلوم لنا لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عنه وعن كيفية السلامة منه وإليك المزيد والمزيد من البيان في ذلك:
• إغلاق الأبواب.
• إحكام ربط القوارير والعلب التي فيه الماء واللبن والعصير ونحوها مع التسمية.
• تغطية القدور التي بقي فيها طعام مع التسمية.
تنبه : إذا لم تتمكن من التغطية للقدور بأن ضاع ما يغطى به مثلا فعليك بوضع أي شيء تجده فوق القدر والصحن ولو تعرض عليه عودا من الأعواد.
• إطفاء النيران من سراج ونحوه .
• منع الأولاد من الخروج من البيت عند غروب الشمس وإن كانوا في الخارج أدخلهم حتى وقت العشاء.
• وكذا منع إرسال البهائم عند غروب الشمس بل تُكَفُ عند مربضها.
ففي مسند الإمام أحمد:
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الآنِيَةَ وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ غَلَقاً وَلاَ يَحُلُّ وِكَاءً وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَلاَ تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تُبْعَثُ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ». تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم
بيان بعض مفردات الحديث الشريف:
(فواشيكم) قال أهل اللغة الفواشى كل منتشر من المال كالإبل والغنم وسائر البهائم وغيرها وهى جمع فاشية لأنها تفشو أي تنتشر في الأرض
(فحمة العشاء) ظلمتها وسوادها وفسرها بعضهم هنا بإقباله وأول ظلامه وكذا ذكره صاحب نهاية الغريب قال ويقال للظلمة التي بين صلاتي المغرب والعشاء الفحمة
روى البخاري في صحيحه:
عن عَطَاء عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِذَا اسْتَجْنَحَ { اللَّيْلُ } - أَوْ كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ فَحُلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا » .
بيان مفردات الحديث الشريف:
( استنجح ) أظلم . ( جنح الليل ) ظلامه وقيل أول ما يظلم . ( فكفوا صبيانكم ) ضموهم وامنعوهم من الانتشار و الخروج ذلك الوقت . ( أوك . . ) من الإيكاء وهو الشد والوكاء اسم ما يشد به في فم القربة ونحوها . والسقاء ما يوضع فيه الماء أو اللبن ونحو ذلك . ( خمر ) من التخمير وهو التغطية . ( تعرض عليه شيئا ) تجعل على عرض الإناء شيئا كعود ونحوه امتثالا لأمر الشارع.
وروى مسلم في صحيحه:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ (( غَطُّوا الإِنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ فَإِنَّ فِى السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ (( ( وباء ) والوباء مرض عام يفضي إلى الموت غالبا.
وروى مسلم في صحيحه:
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أخبرني أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِىُّ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ لَيْسَ مُخَمَّرًا فَقَالَ « أَلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا ». قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ إِنَّمَا أُمِرَ بِالأَسْقِيَةِ أَنْ تُوكَأَ لَيْلاً وَبِالأَبْوَابِ أَنْ تُغْلَقَ لَيْلاً.
ذكر العلماء للأمر بالتغطية فوائد منها:
• صيانته من الشيطان فإن الشيطان لايكشف غطاء ولا يحل سقاء.
• وصيانته من الوباء الذي ينزل فى ليلة من السنة.
• صيانته من النجاسة والمقذرات.
• صيانته من الحشرات والهوام فربما وقع شيء منها فيه فشربه وهو غافل أو في الليل فيتضرر به. ]المصدر شرح النووي على صحيح مسلم [/CENTER][/SIZE][/LEFT]
هذه الأحاديث فيه جُمَلٌ من أنواع الخير والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا, فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ,وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسبابا للسلامة من إيذائه فلا يقدر على كشف إناء ولا حل سقاء ولا فتح باب ولا إيذاء صبي وغيره إذا وجدت هذه الأسباب, فيجب علينا أن نحرص على هذه الآداب في إقامتنا في منازلنا وكذا إذا خرجنا للنزهة والرحلة مع الأهل والأولاد, متعنا الله وإياكم بالسلامة والإيمان.
[CENTER]وللآداب بقية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ذوفكر