10*10= عشيرة
شيخ عشيرة من شيوخ القبائل في الجزيرة العربية , معروف عنه الكرم والشجاعة والحكمة , يلجأ إليه الكثير من شيوخ القبائل والعشائر الأخرى لأخذ رأيه ومشورته في كثير من الأمور, يحترمون رأيه ويقدرونه ويجلونه , ويستأنسون إلى رأيه ومشورته , وكان لهذا الشيخ زوجة واحده رزقه الله منها بعشرة أولاد ذكور , كلهم ورثوا عنه صفاته وأخلاقه , وعلمهم الفروسية وطبعهم على طبعه , وعندما أصبحوا كلهم في سن الزواج , حيث أن أصغرهم في السابعة عشرة من العمر وأكبرهم في السابعة والعشرين , قرر أن يزوجهم كلهم في ليلة واحده , وأخذ يسأل ويبحث عن زوجات لأبنائه , وكان يرغب بأن يزوجهم من أخوات من أم وأب , ولكنه لم يجد طلبه بين جميع القبائل والعشائر المتواجدين في المناطق القريبة
فطلب من أولاده أن يجهزوا أنفسهم للسفر معه إلى مناطق أخرى للبحث لعلهم يجدون ما يصبون إليه ,
وفعلا قاموا بتجهيز الخيل , والزاد والماء ,وفي الصباح الباكر بعد أن تناولوا طعام الإفطار , امتطوا صهوات جيادهم , واتكلوا على الله , وانطلقوا إلى جهة الشمال من ديارهم , وبعد مسيرة يوم , وصلوا إلى مضارب قوم , فنزلوا بالقرب منهم ,ليرتاحوا من وعثاء السفر ويريحوا جيادهم , بالقرب من أحد
الجداول الصغيرة , فاغتسلوا وسقوا خيولهم , وخلدوا إلى النوم , وعندما أصبحوا , وبزغت الشمس
تناولوا إفطارهم , وبينما هم كذلك وإذا براعي أغنام يرعى قطيعه , وهو متجه نحوهم , إلى حيث هم بالقرب من جدول الماء , وذلك ليسقي غنمه , وعندما وصل إليهم سلم عليهم , ودعوه لتناول الطعام معهم فلبى دعوتهم , وسألوه عن هذا الموقع فأجابهم , وسألهم بدوره هو أيضا فأخبروه بقصتهم, وعندما أوضحوا له سبب سفرهم , قال لهم , إن ما تبحثون عنه موجود عند أحد مشائخ الجزيرة ويدعى الشيخ سنجار, فشكروه وشدوا الرحال إلى حيث مكان الشيخ المذكور, وأثناء المسير تذكر الشيخ بأن هذا الشيخ المدعو سنجار بينه وبين أبيه المتوفى عداوة قديمه , ولكنه قال في نفسه , لابد أن أذهب إليه وأكمل المشوار , وليفعل الله ما يشاء , ولعل طول المدة من العداوة قد أزالها الزمن , وأكملوا المسير إلى حيث مضارب الشيخ سنجار , وقبل أن يصلوا إليه , شاور أولاده ثم اتخذ القرار , بأن يدخلوا إلى خيمة الشيخ سنجار بعد المغرب وهم ملثمون , وكان من عادة العرب قديما أنه إذا دخل عليك عدوك أو حتى قاتل أبيك أو ابنك إلى بيتك أو خيمتك , وطلب الأمان , يعطى الأمان , ولن يمسه أحد بسوء مادام في وجهك , أو دخيلا عليك , , وفعلا عندما غربت الشمس بقليل , ذهبوا إلى خيمة الشيخ , ودخلوها وهم على تلك الحال . واستقبلهم الشيخ سنجار , وهو مستغربا من لثامهم , وعندما جلسوا , أزاح الشيخ
عن لثامه , وكذلك فعل أولاده مثله , فعرفه الشيخ سنجار , وحينها قال له لك الأمان , وذبح له الخراف وأعدوا لهم عشاء وأكرموهم ورحب به وبأولاده , وبعد ثلاثة أيام سأل الشيخ سنجار ضيفه عن سبب مجيئه إليه وعن حاجته . وقال له حاجتك مقضيه كيفما ومهما كانت , فعرض عليه طلبه وأنه يريد أن يزوج أبناءه ببناته , فوافق الشيخ سنجار فورا , وقال له طلبك قد وصلك . واشترط أن يكون العرس في مضاربه , فوافق وتم تجهيز حفل الزفاف , وفرح الجميع , وكان عرسا ضخما استمر لمدة عشرة أيام
ودخل الشباب على عرائسهم . وبعد عشرات السنين أصبحوا عشيرة كاملة . فأقول :
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/9.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عشرة رجاجيل لهم قيمـه وشيمـه=بيـن قبايـل العربـان لهـم تقديـر
كل واحد منهم عنـده قـوة شكيمـه=فرسـان شجعـان وايضـا مناعيـر
عيالهم بني أعـم وقلوبهـم رحيمـه=وكلهـم عيـال خـالات ومشاهيـر
جدانهم اثنين لهـم قـدر وحشيمـه=يتقاطـر عليهـم الضيفـان مقاطيـر
أهل كرم وجـود ونفوسهـم حليمـه=يرحمون الضعيف ويعطـون الفقيـر
رايهـم واحـد وعقولهـم حكيـمـه=ما فرقتهم الدنيا على كيف ما يصيـر
هذي قصة حقيقيـه عليهـا القيمـه=ماهي نسج خيال ولا هي بتحوير [/poem]