( أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )
بقلم / ابو ثلاب
كلنا يعرف قصة نبي الله لوط عليه الصلاة و السلام مع قومه ,, بإختصار نذكر شيئاً منها .. أراد لوط هداية قومه من عملهم المشين فحاول و دعاهم و ذكرهم بالله .. و عرض عليهم كل الوسائل الدعوية ما بين الترغيب و الترهيب .. لكنهم رفضوا دعوته و ظلوا على منكرهم و باطلهم .. فحذرهم من بطش الله بهم و عقابه .. فزادوا استهزاءً و إنكارا .. حتى قاموا بطرده و إخراجه من قريته و مأواه ( فآواه الله ) و قالوا متبجحين ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) يعني أنهم أظهروا فسادهم علانية و لم يستحوا و قالوها مجاهرة و مبارزة للواحد القهار .. و اعترفوا أن لوط رجل طاهر .. و هم أنجاس ,,, و ما هي إلا أيام معدودة ثم يأتيهم العذاب الأليم فيقلب الله عليهم ديارهم و يجعل عاليها سافلها و يمطر عليهم حجارة من السماء و خسف الله بهم حتى أصبحوا في مزبلة التاريخ و عظة و عبرة لمن بعدهم من أهل الفساد و النكران.
و يعيد التاريخ نفسه .. و تأتي في زماننا هذا.. عصابات و مجموعات تشبه عصابة قوم لوط .. و في المقابل تماما يوجد رجال و نساء أهل غيرة و حرقة على دين الله و أعراض المسلمين يشبهون نبي الله لوط عليه الصلاة و السلام
فيقوم هؤلاء الرجال أهل الغيرة بدعوة تلك العصابات و المجموعات إلى الله .. و تذكيرهم بحق الله عليهم .. و تحذيرهم لمكر الله بهم و بطشه .. فلا يزيدهم هذا إلا إصراراً على المعاصي و المنكرات . و أصبح أولئك الأخيار يقفون في كل مرة في وجه أولئك الأشرار الذين تربوا كتربية قوم لوط في الصد و الإبعاد عن طريق الله .. ينصحونهم في كل مكان و بكل طريقة .. يرسلون إليهم الرسائل و العبر و يضربون لهم القصص و الأمثال و يعلمونهم نهاية هذه الطرق الخبيثة و الوسائل المشينة .. لكن طبع الله على قلوبهم و أصبح الشيطان أميرهم و حبيبهم .. بل أصبحوا من جنود إبليس و دعاة على أبواب جهنم
فقاموا بطرد أولئك الأخيار حتى تكون الساحة لهم يعلمون ما يشاءون و لا يضايقهم أحد .. فأرسلوا جنودهم من الإنس جنود إبليس اللعين .. ( و اقسم بالله أن بعضهم قد شابه إبليس في بعض صفاته من الخيانة و الغدر و الفحشاء ) فمرة يحاولون غواية أولئك الأخيار بطرق كثيرة .. ومرة يغرونهم بالمال و النساء و المنكرات الكثيرة .. ومرة يؤلفون قصصاً عليهم و يشوهون صورتهم أمام المجتمع ..
و مرة يسجنونهم .. و أخرى يلجمونهم إلجاما .. يريدون إخراجهم من هذه الأرض حتى يتسنى لهم فعل المنكرات و الفضائح .
فسبحان من شبه هؤلاء الأشرار بقدوتهم من أشرار قوم لوط .. و سبحان من شبه الأخيار بقدوتهم نبي الله لوط عليه الصلاة و السلام .
و ستبقى هذه الصورة بين أهل الخير و أهل الشرر تتكرر في كل زمان و مكان .. فلا يفرح أهل الباطل برحيل بعض أهل الخير .. فإن الخير لا يعتمد على فلان أو فلان .. بل إنه لا يموت واحد منهم إلا و يقوم مكانه آلاف كثيرة .. و الواقع حولنا يشهد بذلك
لكن السؤال المهم : ماذا ستكون النهاية يا ترى ؟ هل ستكون نهاية الأشرار كناهية قوم لوط .. و نهاية الأخيار كعز و شرف نبي لوط ؟؟!! ... نعم هي كذلك إن استمر الحال كما هو عليه الآن .. فأقسم بجلال الله أن النهاية ستكون كذلك . قال الله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض و لا فساداً و العاقبة للمتقين ).
اللهم اهدنا ووفقنا لطاعتك و اهدِ كل من أعرض عن ذكرك و سعى في غواية الناس عن طريقك.