تحولت مباريات الشباب والأهلي في السنوات الأخيرة إلى مباراة مثيرة وتنافسية انضمت للمباريات الكبرى بين اندية النصر والهلال والاتحاد والاهلي, وذلك على إثر الصخب الإعلامي الذي اصبح يسبق كل مباراة بينهما.
وبرغم ان هذا الامر أصبح واضح للعيان في الفترة الأخيرة, إلا أن الأهلاويين يرفضون اعتبار هذه المباراة كلاسيكو خاص, متهمين الجانب الشبابي بافتعال التصريحات المثيرة قبل المباراة بهدف خلق أجواء مشحونة وضغوطات على الجانب الأهلاوي.
في حين يؤكد الجانب الشبابي على أن المباراة أصبحت ذا طابع خاص بعد أن تمكن الشباب من التفوق على الأهلي في مناسبات عديدة أهمها الحصول على لقب الدوري في آخر جولة من الموسم الماضي, وهو ماجعل الأهلاويين يتخذون موقف خاص في مبارياتهم مع الشباب للثأر ورد الاعتبار.
بداية شرارة المنافسة
بدأت شرارة التنافس الشبابي الأهلاوي منذ التصريح الشهير لرئيس نادي الشباب خالد البلطان والذي أزاح فيه الأهلي من مربع الكبار, معتبراً أن الكبار فقط هم ناديه والهلال والاتحاد. وهو ماجعله يدخل في مشادات كبيرة مع الأهلاويين.
وظهر الغضب الأهلاوي من خلال مدرجات جماهيره خلال مباريات الفريقين في موسم 2009, حيث كانت تحمل الجماهير شعارات ولافتات تتهكم فيها على هذه التصريحات, معتبراً أن الكبار أربعة من ناحية العراقة والتاريخ والشعبية الجماهيرية.
احتجاج السعران
اشتعلت شرارة التنافس حينما كسب الفريق الأهلاوي احتجاجه على الشباب بسبب مشاركة لاعبه عبدالعزيز السعران الغير نظامية في ذهاب دور الثمانية من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.
وتسبب ذلك الاحتجاج في خروج الشباب من البطولة بعد فشله في معادلة النتيجة 3-0 خلال لقاء الاياب والذي انتهى شبابياً بهدف دون مقابل. ليخرج الشباب للسنة الثانية على التوالي من البطولة دون أن يحققها.
تلك القضية الشهيرة, تسببت في حالة من الجدل في الشارع الرياضي بشأن أحقية قبول الاحتجاج من عدمه, وهو مادفع الشباب للجوء للمحكمة الدولية لشكوى الاتحاد السعودي الذي قبل احتجاج الأهلي.
حالة الركود
بقيت أثار هذه القضية عالقة بين علاقة الناديين الرسمية بعد ذلك الموسم, وهو ما اتضح من خلال تصريحات منسوبي الناديين, وكذلك على الصعيد الإعلامي والجماهيري.
وبرغم انقطاع العلاقة بين الناديين, إلا أنه لم يخرج أي من منسوبي الإدارتين ليتحدث عن الآخر, ولكن الإعلاميين المنتمين للناديين تفرغا لمهمة التراشق, كما حدث ذلك أيضاً بين مشجعي ومحبي الناديين
لم يدم الصمت الإداري طويلاً, حيث التقى الفريقان في بطولة كأس ولي العهد, ونجح الأهلي في تحقيق الفوز والتأهل لنصف النهائي, ليخرج رئيس الشباب خالد البلطان متهماً الحكم في المساهمة بفوز الأهلي وخسارة الشباب.
ذلك التصريح أغضب الجانب الإداري في الأهلي, حيث خرج رئيس الأهلي الامير فهد بن خالد ليرد على تلك التصريحات, رافضاً أن يكون فوز فريقه جاء بفضل مساهمة من حكم المباراة, مشدداً على تعرض فريقه للظلم من الحكم ولكن ذلك لم يمنع الفريق من تحقيق الفوز.
تصريحات مابين التحدي والتهكم
هذه التصريحات أعادت الاجواء المشحونة بين الناديين من جديد, ولكنها ساهمت في إعطاء بطولة الدوري حلاوة كبيرة وإثارة لا تُمل, حينما تنافسا على لقب دوري زين للمحترفين, وامتد هذا التنافس المثير حتى الجولة الأخيرة.
وقبل الجولة الأخيرة التي كان بيدها حسم اللقب لأي منهما, أطلق رئيس الشباب خالد البلطان تصريحاً تهكم فيه على الأهلي, مطلقاً العديد من عبارات التحدي, مبرراً ذلك بأن أحد إداريي الأهلي هو من بدأ في السخرية من الشباب.
لتشتعل الامور مجدداً حتى المباراة الأخيرة في بطولة الدوري, لتحتشد الجماهير الاهلاوية في ملعب الامير عبدالله الفيصل, ولكن الشبابيون نجواً في كسب التحدي حينما خرجوا بالتعادل وهو ماحسم لهم لقب البطولة.
الاثارة تتجدد
وقبل موعد المباراة الأولى بين الناديين في السادس من شهر شوال بعد ذلك الختام المميز لبطولة الدوري الموسم الماضي, تتجدد الاثارة بين الناديين, ويعتبر كل منهما أن المباراة تمثل ست نقاط وليست ثلاثة فقط, على اعتبار أنها تمثل مباراة خاصة بعيداً عن بطولة الدوري, وتحديداً بين الإدارة والجماهير وحتى الإعلام.
وستقام المباراة على استاد الملك فهد الدولي بالرياض, والذي سيحتضن الفريقين بعد غياب طويل, حيث أن آخر مباراة جمعتهما على هذا الملعب كانت في موسم 2007 بعدما كسب الشباب نظيره الأهلي في إياب دور الثمانية من كأس الملك.