احذرى الإهتمام الزائد بالطفل
أحياناً، تبالغ بعض الأمهات في لعب دورهنّ. هكذا تتحوّل حماية الطفل ورعايته إلى خنق لشخصيته، وحدّ لإستقلاليته. للحفاظ على صحة طفلك النفسيّة،
ننصحك ببعض الخطوات لتربيته ليصبح إنساناً متوازناً، وليس شخصاً اتكالياً لا يعرف أن يخطو خطوة من دون مساعدة والديه.في البداية، اسألي نفسك إن كنت تبالغين فعلاً في حماية طفلك. هل تتبعينه من مكان إلى آخر في كلّ لحظة؟ هل تمنعينه من الخروج للعب مع الأصدقاء خشية إصابته بمكروه؟ هل تكثرين من تأنيبه على طريقة كلامه أوأكله أو تصرفاته في المجتمع؟إن كانت الإجابة بنعم، يجب أن تسألي نفسك عن السبب الذي يدفعك إلى هذا التصرف غير العقلاني.كل الأمهات يتابعن خطوات أبنائهنّ ويحاولن إرشادهم على الخلق الحسن، لكنّ المشكلة تكمن حين تتحوّل التربية إلى وسيلة للكبت وليس إلى وسيلة للتطور والإنفتاح والتعلم.أحياناً يكون السبب في الحماية المفرطة، مشكلة عانت منها الأم في طفولتها، كأن لم تحظ بالرعاية الكافية من الأهل، وشعرت ربما بإهمال والديها. لهذا تتحوّل تربيتهنّ لأطفالهن إلى تعويض عن نقص في العاطفة. في بعض الأحيان، تكون رعاية الطفل وسيلة لتعويض أيضاً عن علاقة زوجية متخلخلة وضعيفة. وفي أحيان أخرى، يكون الطفل الأصغر في العائلة أو ذلك الذي يعاني من مشكلة صحية ضحية هذه المحبة القاتلة، لأنّ الأم تتخيل أن عمره أو ظرفه يفرضان رعاية خاصة.فما النتائج التي قد تترتب على صحة الطفل النفسية وعلى صحة الأم أيضاً؟تقول الطبيبة النفسية المتخصصة في علاج الأطفال لينا أيوب أن رعاية الأم المبالغ بها قد تخلق ردود فعل متناقضة عند الأطفال. "يمكن أن يتحول الطفل إلى متمرّد وعصبي وغير قابل للضبط، أو على العكس من ذلك، يمكن أن يتحوّل إلى اتكالي خجول وضعيف الشخصيّة. بعض الأطفال يعيشون في دوامة أنّهم غير قادرين على فعل شيء من دون وجود أهلهم إلى جانبهم".وتقول الطبيبة: "من المهم أن تدرك الأم أنّ طفلها ليس جزءاً منها، وأنّه كائن مستقل له مشاعره وأحلامه وطباعه. وأنّ العاطفة الزائدة ليست تعبيراً عن حب صحي، بل على العكس، فهي يمكن أن تؤذي".يمكن لهذه العاطفة الزائدة أن تؤثر على الأم بشكل سلبي أيضاً. هي ستشعر دوماً أنّها أمام امتحان أن تكون أماً ناجحة ومحبة. وهذا ما يضعها أمام ضغط وتوتر عصبي مستمر، قد ينعكس على صحتها الجسديّة .