"الرأس العربية في ميزان الأحذية الغربية"
قام الأمريكيون بتدنيس القرآن الكريم في غوانتانامو لقهر المعتقلين المسلمين, ولا نظن بأنهم أول من فعلوا ذلك . ألم تفعلها أمن الدولة الناصرية أيام زعيم الماسونيين العرب عبدالناصر في معتقلات الإسلاميين؟ ألم تفعلها مخابرات سوريا في زنازين الإسلاميين؟ ألم تفعلها تونس والمغرب وليبيا والعراق من قبل في معتقلات الإسلاميين؟
إن فعلها الأمريكيون أوأذنابهم في بلدان العرب فهو لن يبخس أو يضر القرآن شيئا , هو حبر على ورق جوهره في لوح محفوظ لن يصلوه ولو طالت أعناقهم عنان السماء . حفظه الله بمسلمين حافظوا عليه أو أهملوه فلن يضره عمل عمله كافر أو ملحد, من أهله أو غير أهله, كلماته تعلو في الآفاق, وتقرع كل أذن صماء, وفي علوه في الآفاق يغوص أعدائه من مسلمين عملاء وغير مسلمين في قبور وظلمات تتبعهم رماح مسلمين أشداء في أدبارهم إلى أعماق الأرض ومجاهلها, وغيظ في قلوبهم لم تستطع أيديهم النجسة وأيدي عملاء قذرة صافحتها من أن تنال من مجاهدين, فنالت أوراق وحبر من غيظ وكيد أعمى قلوبهم وقلوب موالين لهم كشفوا عوراتهم للقاصي والداني .
إن دنّسّه قوم غير مسلمين فهذا ليس بعجيب كونهم غير مؤمنين به, ولكن أن يدنسه ملحدين من أهله هنا مكمن السفالة . إن تدنيس القرآن من قِبل أحفاد القردة والخنازير والكفرة كتدنيسهم لأعراض عملاء سجدوا لهم, فأصابوا عملائهم وأخطأوا الهدف . فلو تم تدنيس شعار زائف أو راية ساقطة لهب علماء السلطة وأصحابها بالتنديد والإستنكار.
لو أن في هذه الأمة أصحاب سلطة ذو قوة لهم حمية على شرف لكانوا هبوا لنصرة أعراض تنتهك في فلسطين والعراق وباقي بقاع الأمة, لكن لا أعراض لمن ننادي , حتى الشجب هنا مستنكر.
يقولون عن إسرائيل وأميريكا إرهابيتين. هما إرهابيتين لكن ليس كمثل المستعمرات العربية بأي حال من الأحوال. فسجناء أميريكا وإسرائيل من مواطنيهم ومواطنينا لا يلقون التعذيب الذي يلقاه الإسلاميون في سجون العرب . إن غوانتانامو يعتبر مصيفا ومنتزها بالنسبة للمعتقلات العربية, فعلى الأقل نعلم بما يجري للمعتقلين هناك وفي أبو غريب بالعراق. لكن هل يعلم أي عربي ماذا يجري في معتقلات العرب؟ وهل دخل إسلامي معتقلا عربيا وخرج منه؟ أو أن مصيره معروف؟ بل إن المعتقلين العرب في سجون أميريكا وإسرائيل لم يُقتل ولم يُعدم منهم معتقلا, وكلهم معروفون أين هم, بل وحتى اليهودي قاتل إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل محكوم عليه بالمؤبد ويلقى معاملة ليس كمثلها أي مواطن عربي (حر) في قاموس أعجمي, وعندهم معتقلون عرب متهمون بقتل يهود ولم تحكم عليهم محاكمهم بالإعدام واكتفوا بالمؤبد, فمن الإرهابي إسرائيل وأميريكا أم الدول العربية؟
ونرى كل إسلامي عربي يفر بدينه إلى الغرب من بطش دولته فيحيمه الغرب من أهله, فمن الإرهابي؟ كم من لاجىء مسلم عربي مطلوب للإعدام ويعيش حرا طليقا منعما مترفا في بلاد الغرب !
ما ساد الغرب في بلادنا إلا بحثالة نكرة عملاءا له, باعوا شعبهم بالرخيص حتى أصبح النعال أثمن منهم .
القذافي زير النساء لم يعترف بإسقاط طائرات الغرب ومع هذا قام بدفع التعويضات لهم بالمليارات من أموال شعبه المحروم, وإسرائيل أسقطت طائرته المدنية واعترفت ولم تدفع شيئا. وإيران أسقطت أميريكا طائرتها المدنية بالسفير الباكستاني في الخليج العربي واعترفت ولم تدفع شيئا. وأسقطت أميريكا طائرة مصرية فوق المحيط الأطلسي تغص بخيرة الضباط المصريين وتغاضت مصر عن ذلك ولم تدفع شيئا .
وكم قتلت أميريكا مواطنينا مسلمين في مختلف البلدان عن طريق الخطأ ولم تدفع شيئا وإن دفعت للبعض فكان المبلغ ورقة واحدة من فئة المئة دولار!!!
أليس هذا المبلغ يساوي ثلث ثمن حذاء عسكري أميريكي؟
إلى متى سيظل المواطن المسلم والنعال سيان ؟
إلى متى سيظل المواطن العربي يهتف بحياة زعيمه؟