وكيف لا أرتـقـي بالحب منزلـة
ومن أحب هو من فـلـذة الكـبـد
أستغفـر الله أبكتـني مقـالتـهـا
زرني فـديتـك لا تنأى ولم تـعـد
أجبتها ودمـوع العـين سـاكبـة
حضني لك جنـة ما شـئت فابـترد
اليوم تمضين عرساً دمت في دعـة
وفي غد تأتـي بالأحفـاد والتـلـد
فيملـئوا منزل الأجـداد عـربـة
ويكسروا كل كأس لومست بـيـد
فتزجريهم كسرتم كأس جدكـــم
يا سعـد أوف ويا مقـداد لا تـعـد
كف الملام فما في الزجر فائــدة
للكأس وقت ولن يبقى إلى الأبــد
وهل تظنين أني قد برمت بـهــم
فمثـل عمـري لا يـزري على أحــد
هيا العبوا كيف شئتم هذا داركــم
كأسي عتيــق وقد أشـري من الجـدد
هيا احضنوا جدكم إني بكم فـرح
هيا اركبوا فوق ظهري وامتطوا جسدي
نمضي إلى السوق والأسواق مشرعة
فالإيس كريمو بها أشهى من الشهـــد
أنتم عطيـة رب جـل في كــرم
أعيـذكـم باسمه من شـر ذي حسـد
يا منية الروح يا قلبي وعاطفتــي
حـان الرحيل فصوني العهد واتئـدي
إن التسرع في الأحكام منقصــة
وفـي التريـث حكم العاقـل الرشـد
أيان تمضين بالحسنى فلم تجـدي
إلا الجميـل ولن يقلـيـك من أحـد
تجارب الدهر والأمثال قائلــة
صن العهود وأوف الوعد إن تـعــد
يا بنت أستاذ علم لا أظن بـك
ظناً يعيب وأنت من غراس يـــدي
رضعت من خلق جم وموهبـة
تسمو بعـقلـك لا تثـريب في صعـد
كنت معي مثل أم رحمة وضنا
عليــك بعد إلـه الكـون معتمـدي
بل أنت عـندي مثل الفرض أرقبـه
يحثني فيه أخلاقي ومعتـقــــدي
إن قلت بابا صغت أذن وعاطفـة
هذا النداء كصوت الطائر الغـــرد
وملت نحـوك مثل الطفل منشرحاً
جذلان ملتهياً في غصنك الرغـــد
والقلب نحوك خفاق يجـاذبـــه
شوق إليك ومالي عنك من جلـــد
بالله يا طفلتي مري على كبــدي
تبصري وانظري سكناك في الكبـد
فهل تري منزلا بالحب مشتمـلاً
كمثل سكناك بين القلب والخلـــد
لو خلد الدهر ذا عطف ومرحمـة
لكنت أنت فـدتك الروح من ولــد
براً وعطفاً وأخلاقاً وحسن ثنــا
ما شابها عائـب أو قـول منتقـد
تشابه الشمس في الإشراق منزلة
والبدر إن قارب العشرين في العدد
محبة لجميع الناس في شغــف
لم تعرف الغل أو فيها من الحسـد
كأنها دانة في حرزها حفظـت
حتى أتاها نصيب من بني مـعـد
فحازها واستحق السبق وانتقلت
إلى مضارب لم تبعد عن البـلـد