عَــودة ! ...,
(1) .. كَآن مِن الأجدر ..!
أن تكون أول حكآيآي .. ذَات اللون الأبيض في عُمر الطفولة !
ولكنّ ..
بعد قرآتي لِ حكآيةِ ( كآرليس الحبيبة ) ..~
عندها .. تذكرت تِلكَ المواقف التي عشتها بِكل ألم ..!
سَـ أروي عن ( غيَابُ السنَا ) ..!
,
كَـان رَجُلاً يملكَ قوةً في البنية وَ الشخصية العظيمة !
وَ في يومٍ ما خذلته قواة !!
وَ رحلت بعيدًا جِدآ عنه دون أن تخبره ...!
,
هو أبي الذي في ذاتِ فجرٍ فقد نصف قوته !
غَادرتٌ سريري ..!
جريًا أنا وَ أخوتي بعد أن سمعنا من أمي الحبيبة الذي جرى لِ أبي ..
وَلجنًا على الحبيب.. الذي مَا إن رأى خوفنا إبتسم بِ الرغم من الألم الذي يشعر به !
كَان يقول ( لا عليكم .. أشعر بِ أنني بخير كبير .. اذهبوا استعدوا للمدرسة ) !
أي مدرسةٍ ستمنعننا من الخوف والحزن ..,
ذُهب بِ أبي للمستشفى ..
إستقبلة خالي .. هناكَ ..إتصل بنا بعد أن عرف اسباب ذلِكَ الألم ...
- الحمد لله جلطة خفيفة ! وَعدت .., وسيتبقى عدة أيام في المستشفى .,
يَـاه يآ أبي لو تعرف ذلك الألم الذي عشعش في دواخلنا ..!!!
..,
خَرج أبي بمنة من الرحمن العزيز .. بعد عدة أسابيع ..
عادَ ولم تعد قوتة !!!
والله بِ الرغم انه لا يستطيع المشي الا بمساندة احدٍ ما ..
إلا وكأنني ملكت مفاتيح السعادة ...!
أصبحت مدربة أبي .. لِ المشي ..!
يآه ..
يَا لحلاوة تِلكَ الأيام !!
يده ملتفة على كتفي وَ نمشي خطواتِ بسيطة !
حتى أتقن أبي السير ببطْ دون أن يتكىء على أحد .. يا للفرحة التى رآقصتنا إنذاك ..!
..,
ومع فجرٍ أخر .....!!!
امي : مَاذا عن أرجلك .. اتشعر بهما ..!؟
- اليمنى لا أشعر بها ..!! كذلكَ يدي لا اشعر بهما ..
ربّاه .. مالذي أصاب أبي ؟!!!
..
- خال ماذا قالوا ؟
- ادعوا له فهو بحاجة لِ دعائكم ؟
- ألم تتعداه تِلك الجلطة المقيته !
- أدعي له ...!
..,
ومرت الأسابيع ..!
وخرج أبي !!!
لم يخرج مَاشيًا ...!
ولا بمساندة مَاجد أو خالد ؟!
ولا حتى أنا !!
هذه المرة خرج بِ الكرسي المتحرك ..,
وَ أواه ياقلب !!
صحيح أننا لم نشعر بِ تلك الفرحة السابقة ...
ولكن كنآ نداري بعضنا البعض وكل شخص منا يواسي الأخر ..!
أتعلمون ..
حتى صوته هرب بعيدًا جِدًا ...!!
..
يَا لِ تلك السنوات ..,
أتذكرها يا أبي .؟!
اتذكر كيف كنت تحاول ان لا نرى عجزك ؟!
بعد أن ترتشف الماء من يدي .. تبعد يدي مبتسما .. وتحاول ان تكون قادرا لِ مسك ذلِك الكأس ..
وَ تتناثر قطرات من الماء ..
كنت أتمنىء أن امسك بها وَ أرغمها البقاء في ذلك الكأس حتى تسعد ..,
اتذكر عاركنا ...!
من سيجلس عن يمينك ؟!
أتذكر جيدًا حين أطعمكَ الزبادي ..الذي لم أكن أحببه من قبل !!
وَ أمسح ما يتخلل لحيتكَ المُتشبعةِ بِ الوقآر منـه ..,
مدآعبتك لِ الصغيرة رآيسل .. التي مازلت تتذكركَ رغم صغر سِنها إنذاك ..,’
.......,
وفجرٍ أخر ..!!
شعِر أي بِ التعبِ الشديد ...,
وَ ذهبُ به للمستشفى ..
أدخلوكَ لعنايتهم ..وكنت بعناية ربي قبل عنايتهم .,
أجبروني على أن يأخذوني إليك ..!
لم أستطع ..!
والله لم استطع ..يا أبي ..,
أشعر بِ الألم الكبيرر جِدًا ..!
وحينما أخبرتني أختي عن برودة جسمكَ ..!
و أنك لم تشعر بوجودهم
بكيت كثيرًا جِدًا .. أختبأنا أنا واختي كي نبكي ..!!
فَ الأخرين متعبون لا نريد أن يزداد تعبًا .. وخاصة الحبيبة أمي ..,
حتى وجدتنا أختي الكبرى التي نهرتنا عن ذَلِكَ ..ودموعها تسابقها ..!
لم تمكث كثيرًا يَ أبي ... فقط خمسةٍ من الأيامِ وَ أربعة ليال..
أخرجوه مِن المستشفى ..!!
لم يكنْ على الكرسي المتحرك ..!
لا والله ..!
فَ الراحلون عن الدنيا لا يحتاجون لها ...!!
..........
أبي فـِ فجرِ السبت الموافق 5/6/ 1427 هـ ..
وقبل أن تغمض عيني ..
سمعت صوتا من خلفِ الباب ..
أحسست بِ الألم المباغت ..!!
خرجت لِ أعرف مالأمر ..
وجدت أخي يتكلم مع أختي ب صوت خافتٍ جداً ..
قلت ما الأمر ؟
- وفاء إحدى أضراسها تألمها ..!!!
لم يكن يعرف للكذبِ طريقًا .. فَ المقصدوه نَائمة !!
عندها خآرت قواي ..!
وعلمت دون أن ينطقوا ..!!
أنزلوني لِ الدور الأرض ..!!
بكيت بحرقة دون صوت .. حتى لا يعلم الأخرين فجأةِ ..!
آواه عليكِ أماه ...!!
ماذا كنت ستتحملين ؟!
فقدُ حبيبكِ وزوجكِ ؟!
أم بكآءنا وتعبنآ الذي أرقكِ ...!!!
.,
مرت تِلك الساعات دهوراً .منذ الفجر ..حتى ظهر ذلِك اليومْ ..,
.,
حَان وداعك يَـ أبي ..,
أخذونا أخوتي لِ المسجد الكبير ..!!
أمسكني أخي .. ضمني بقوة .. لانني لم أعد أشعر بِ الرغبة بِ المشيء !
أدخلونا على أبي ..!
لم أستطع أن أقبلكَ .. يضمني أكثر ويقربني أكثر و أكثر لِكَ ..(لم أكن من قبل أحتاج للمساعدة كي أقبلك )) ..
ما إن وصلت إليك قبلت جبينكَ .. ضممتك .. أشعر ببرودة جسمك بين حينِ وآخر !
ورآئحتك .. لم أنساها ابدًا ..
لم أعد أريد الحياة في تلك اللحظات ..!!!
ليس جزعًا من القضاء . ولكن المصيبة كبيرة جِدًا ...والله ..,
ودعتُك هنآكَ يا أبي ..
وودعكَ الكثير ..!
لم أكن أرغب بِ الوداع ..
ولكن الرحيل لا ينتظر إذنًا من أحد .,
ودعتُك هنآكَ .. وَ أستقبلت الألم في قلبي ..!
رحيل أبي .. موجعًا جِدًا ..
رحيل أبي .. أودع في قلبي حزنًا لن يندمل أبدًا .,
رحمك الله يَ أبي رحمة واسعة ..,
وأسكنك الفردوس وجميع موتآي وموتى المسلمين ..,
وجمعني الله بِكَ.. ووالدتي وأحبتي ,
( مازالت في الذاكرة حكآيآ ) ..!