كان بوسعي أن أكتب عن المحروسة بيروت وعبق تاريخها . . وعن مناظر الحب والبراءة وعن المشردين والصراعات التي تمزقها قطعة قطعة .
هذه المدينة بقيت لوحدها تلملم جراحها بعد أن أبتعد عنها الرفاق
صمدت"المدينة التي لا تموت " في وجه ضربات الزلازل المدمرة،والطوفان الذي غمرها ،والحرائق والحروب التي اشتعلت بها . . وأشعلتها غير مره عبر التاريخ ،لكنها لم تستطع أن تداوي جرح الأقارب . . الدعارة المستوردة، والتي أثقلت زوايا وكبد المدينة.
بالتأكيد هي ليست المدينة الافلاطونية. . وليست يثرب . . ولا حتى مدينة العذراوات . . لكنها تدنست بفعل فاعل . . بفعل الخليجيات اللاتي دنسن الأرض .
في السوليدير الدعارة تتصدر المكان
رائحة البغي تشتمها رغما عن أنفك
تلامس حواسك الخمس . . وحتى السادسة !!
أقسم إني رأيت خليجية مثقلة الخطى في السوليدير وهي ترتدي " إسترج " شفاف دون أن ترتدي ملابس داخلية !!
لا تستطيع للوهلة الأولى إحصاء عدد حبات الخال على مؤخرتها
لكنك بالتأكيد ستتمكن من ذلك بالنظرة الثانية . . وهو ما فعلته !!
لكم أن تتخيلوا؟؟!!
هناك . . ليس بإمكانك إلا إن تساير التيار البشري الذي يجرفك ذهابا ومجيئا في الممر الضيق بين المقاهي المتناثرة . . ممر ضيق يقودك إلى عالم " واسع " و " مفتوح "
على مصراعيه . . عالآخر !!
وإن تلطف عليك الرحمن ووجدت لك مقعدا مع رفاقك ، فعليك أن تجلس بكامل هندامك وأناقتك وكبريائك حتى تعطي إنطباعا بأنك من علية القوم وهم المستهدفون هناك . . أو على الأقل لكي تمنحك قابلية للترقيم .
هنالك . . المظاهر الخداعة في أفضل حالاتها
الكل في كامل هندامه
والكل كاشخ الأمير والفقير على حد سواء لا أنسى " مزنه " تلك الشمطاء التي جلست بجانبي في أحد مقاهي السوليدير و"هايطت" بما فيه الكفاية عن ابنتها وابنها والحاشية التي ترافقهم حتى آثرت هجر المكان مكرها .
و لا يقتصر جدول زيارات الخليجيين إلى بيروت على السوليدير فحسب، بل يتضمن إكمال ما تبقى من الليل وحتى بزوغ خيوط الفجر الأولى في "جراند كافيه " بالروشة
يا لقلبي . . رضي الله عنه
رأيت واحدة من أجمل نساء الأرض
رأيت هلا
سندبادية العينين . . ذات الملامح
الملكية والجبين القمري
ابتسمت لي قبل أن أغادر المكان
ليخرج ذلك النقاء من محجر عينيها بعد أن أشعلتهما شوقا
لأرحل إلى غرفتي البيروتية ليصارع نظري الفسق مع عواهر بيروت
تذكرت حينها قول الشاعر :
أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً ... بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرار مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي ... صَفـوَ الحَيـاةِ وَأَنّي لا أَودعـُهُ
في هذا المقهى الشاطئي . .
يجتمع الخليجيون بالخليجيات
أو الخليجيات بالخليجيين .. الأمر سيان
على مدخل المقهى سيارات خليجية فارهة
وخليجيون كثر يبدون من أرقى طبقات المجتمع . . قله هم كذلك
الهدف المعلن في هذه الجلسة "الأرقيلة" فيما هنالك بالطبع نوايا أخرى !!
ولتجسيد هذه النوايا يتعين عليك الذهاب إلى دورة المياه، حيث تلتقي بالآخرين . . أو بالأحرى بالأخريات .
أما الأديسانس . . فهذا له حكاية أخرى حكاية تهدم الروح وتدمي القلب
ومن لا يعرف " الأديسانس" هو منتجع بحري على شاطئ الجبيل
بالطبع ليست الجبيل الصناعية التي لا تبعد عن الخفجي سوى كيلو مترات
بل هي الجبيل اللبنانية . . حيث تمتزج الطبيعة الخلابة بالوجه الحسن
من المباح في هذا الشاطئ ،أن يمارسن النساء السباحة بالمايوه فقط دون غيره !!
تصعق وأنت تسترق السمع بأن هؤلاء النسوة يقولن " كذا " و " جذي" و " جي " .
سببن لي الألم دون قصد ،لأنهن أنانيات !!
ولنعود إلى بيروت ، إلى العهر الخليجي المستتر
هناك الكثير من الخليجيات يضعن لاصقات على أنوفهن
كانت سمة بارزة في بيروت خلال هذه الإجازة
وهي إشارة جلية على إجراءهن عمليات تجميل
وهذا مؤشر واضح على ارتفاع معدلات القبح بينهن
من البديهي أن نستاء حينما لا تقدم لنا الحياة ما نريده
لكن من المهم إدراك المعنى الحقيقي للسعادة
وهي الحالة العقلية التي تحدد مسار تفكيرنا وحياتنا
لكن المتواجدون هناك بحاجة إلى طب سلوكي . . لا طب تجميلي
كم يتعين علي أن أدفع من الخيبات حتى لا أتعب نفسيا ؟؟
هي ليست المرة الأولى التي أزور بها بيروت
ولن تكون الأخيرة بإذن الله
لكنها تدنست أكثر . . تلوثت أكثر . . جرحت أكثر
ماذا عسى بيروت أن تداوي ؟؟
جرح الحريري
جرح تويني
جرح جميّل
أو جرح العهر المستورد ؟؟
يا وجعها . . أخذت منها المصائب أكبر من عمرها !!
رحم الله النساء اللاتي غطن شعورهن إحتراما لقهوة الصباح
وتلحفن شالاتهن صباحا وينامن عليها ليلا.
وإلى كل الظهور المنحنية خشوع . . لا عهرا
إلى من يحملن طهر الكون .
فاصلة: الإحتشام ضمير الجسد