خواطري الذهنية
الصمت يبعث إحساس بالضجر من واقع ممل ،مما يمكن أن يولد من هذا الصمت مقت للمجتمعات المتفككة أو لنقل المجتمعات الانعزالية الانهزامية.
هذا هو واقعنا الحزين الذي يئن من مثاليات أكل عليها الدهر وشرب .
كانوا يشنفون مسامعنا بجملة مفادها الصمت من ذهب ، مما ولد لدينا مثالية سلبية متمثلة حتى بالصمت عن الحق ، أو لنقل قتل الإبداع في الرأي وصنعه.
هل تعتقدون أن جيل واكب كل هذه المصائب والنكبات وعاش تحت رايات العيب وعدم مخالفة العادات والتقاليد والتي قد تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف ، أن ينتصر لدينة ونفسه من براثين الاحتلال وقتل عزة النفس؟؟؟
أشعر أحيانا بـأنني أسبح ضد التيار ، أو لنقل بأنني أحرك سكر مياه البحر بمعلقة شاي صغيرة .
كم هو أحساس جميل أن تعيش في عالم مثالي يخلو من فرض الرأي ، واحترام الأشخاص لشخصهم لا لمكانتهم الاجتماعية أو الوظيفية أو الدينية أو المادية .
هذه أمنية يصعب تحقيقها والتعايش معها ، كي تعيش في مجتمعنا باجتماعية يجب أن تصاب بمرض الانفصام بالشخصية حتى تتمكن من مواكبة جميع الاتجاهات المتنافرة.
نعم متنافرة ... ومتضادة ... خذ مثلاً : الاتجاهات الدينية السنية تفرقت وأخذت كل جماعة تلعن أختها من باب تسييس الدين (ربط الدين بالسياسية) والبحث عن المصالح الشخصية والمناصب الإدارية والتقرب إلى السلطة ،فهل هذا هو الدين الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم في زمن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم؟؟؟
والتنظيمات الفكرية الأخرى أشد من هذا وبالاً، فمتثيقف حقير يبيع دينه ووطنه من أجل الظهور الإعلامي أو لحضور سهرة ماجنة في أحد أحقر الأماكن على تراب هذا الوطن الغالي ، مع العلم بأن هذه التيارات بالأصل لم تكن موجهة لنا ولم تكن تستهدفنا ولكن الباحثون عن مشية الحمامة اقتبسوها لنا من أجل الظهور بمظهر الثقافة الفكرية ....هداهم الله لجادة الصواب .
كم أنت جميل يا وطني، ولكنك تحتاج إلى عقول تحيا على ترابك الغالي ، اكرر وأقول عقول لا أجساد خاوية من الإحساس مجردة من التفكير ، وقلوب تعشق الانتساب لعقيدتها السمحاء التي نقلت العالم من الجهل للنور ومن زمن العبودية إلى المساواة ومن احتقار إلى افتخار بالمرأة .
دعوني أبعثر خواطري .......
دعوني أعيش أحلامي الوردية.....
دعوني أرسم لكم خارطة لمجتمع مثالي لا يمت بصلة لمدينة أفلاطون الفاضلة التي بنيت على مهاترات فكرية .
أتعلمون.....أما تعلمون.... وماذا ستفعلون لو كنتم تعلمون..........
دعوني أرحل لك أعيش وحدي .... وتعيشون بصمت مزعج ،و شجاعة كشجاعة النعامة ....
لكم تقديري واحترامي