جناب "ميكي ماوس" أكرم عندهم من جناب رسول الله!!
وائل بن عبدالله الدهش
لا ينتهي العجب من منافقي الإعلام في بلادنا, فلا تكاد تمر حادثة أو تُثار قضية يثور لها غيوروا الأمة, إلا وتكون لهم فيها فضيحة جديدة, يُظهر الله بها عوارهم, ويكشف بها سوءاتهم, تتوحد بها صفوف المؤمنين, وتميز بها صفوف المنافقين! وصدق جل جلاله: ( لاَ تَحْسَبُوهُ شَرَّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْـرٌ لَكُمْ ),
لما اعتدى الشاتم الغاشم, والشانئ الخاسئ على خير الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين,ذلك التافه المسمى بالكشغري, ثارت أمة محمد صلى الله عليه وسلم غيرة على حبيبها, ونصرة لسيدها ولدينها,حتى غدى العالم "الإلكتروني" كموجة غضب نارية , اهتز لها عالمنا الإسلامي بل والعالم الغربي, كيف لا يكون ذلك, والمُعتدى عليه سيد الأولين والأخرين وإمام المتقين بأبي هو وأمي ونفسي ومالي عليه أزكى صلاة وأتم تسليم, فلا يمكن لمتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي كتيوتر والفيسبوك أو حتى ساحات النقاش والمنتديات أن لا يمر على مقالة أو تدوينة أو تغريدة تذب عن رسول الله وتهجو عدو الله, هذه الصورة الإلكترونية أو الإعلام الإلكتروني إنما يعكس الأمة على حقيقتها في مثل هذه الأحداث,
أما الصورة "الورقية" من الإعلام فعلى العكس تماما, ففي خضم ذلك الحدث ونار الغيرة والنصرة المتأججة في الأمة, تأتي تلك الصحف الورقية "البالية" وكأنها تعيش في عالم أو كوكب آخر! لا يمكن لمتصفحها أن يعرف حول القضية "أي شيء"!
ولما فضحهم الغيورون بعد أن نشروا إحصائية أفادت أن قرابة 313 مقالة كُتبت في صحفنا من نحو 204 من الكتاب في ذلك الأسبوع المتأجج بالغيرة الإلكترونية لم يكن منها في قضية شاتم الرسول إلا واحدة فقط! فلما حصلت الفضيحة, خرج منهم من يدافع عن نفسه أو من يدافع عنهم بحجج واهية مهترئة وأعذار هي أقبح من صنيعهم,
فرجعت بالذاكرة إلى الوراء لأسترجع ذكريات قضية فضيلة الشيخ محمد المنجد حفظه الله وميكي ماوس! وكيف ثارت غيرة هؤلاء الكتاب على هذه الشخصية الكرتونية فسطروا عشرات المقالات مما قارب المائة مقالة وخبر في صحفنا اليومية في فترة وجيزة! بل وصعّد منهم القضية من صعدها إلى الصحف والإعلام الأجنبي!
فقلت سبحان ربي, أجناب هذا الفأر الكرتوني عندهم أعز وأكرم من جناب محمد صلى الله عليه وسلم؟ لسان حالهم ومقالاتهم وهجمتهم تلك غيرة على ميكي ماوس! وسكوتهم وصمتهم عن عرض محمد صلى الله عليه وسلم ليقول ذلك,
أخاطب العقول الصحيحة! يا سادة, عالم وداعية من خيرة علماءنا ودعاتنا كما نحسبه ولا نزكي على الله أحدا وهو فضيلة الشيخ محمد المنجد, يتكلم عن الشخصيات الكرتونية واختيار أبطالها من قبل الغرب ثم مثل بميكي ماوس, وأنه في أصله فأر, ثم تكلم عن ميزان الفأر في الشريعة وأنه من الفواسق التي تقتل في الحل والحرم, فهل نقدم لأبناءنا فئران كشخصيات يعجبوها بها؟ ثم يُحرَّف كلام الشيخ أنه يفتي بقتل ميكي ماوس, ويشن مرفجوا الإعلام حربا شرسة في صحفهم البالية على هذا العالم بعشرات المقالات والأخبار؟
ولما يتكلم نكرة وغر تافه بزندقة صريحة يسب بها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ويطعن في دين الله ويهز ثوابت الشريعة, يصمت ألئك عنه! ولا نرى تلك الحملات الصحفية التي اعتادوها على أهل الشريعة والدين!مقالة واحدة فقط في رسول الله وقرابة المائة في ميكي ماوس؟ بالله عليكم على أي شيء يدل ذلك؟
لمن يكتب هؤلاء؟ وماذا يريدون؟ ومن يناصرون؟
وإن كنت أخجل أن أقدم هذه المقارنة, إلا أن فساق الصحف قدرهم الفويسقة والشيء بالشيء يُذكر!
فقالوا عن الكشغري جاهل وسفيه، خانه التعبير، تاب وأناب إلخ من الأعذار التي منعتهم كما يزعمون عن الكتابة عنه، وياليت شعري هل هناك من سبب أصلا للكتابة عن ميكي ماوس وقد حرفوا كلام الشيخ المنجد فضلا عن السؤال عن التماسهم الأعذار للعالم الداعية؟!!
يا أيها الفجار في الخصومة، أين أعذاركم وحكمتكم في التعامل مع المنجد في هذه القضية؟ وأينها مع الأحمد والتوسعة، والشثري والجامعة وهلم جرا، أليس هؤلاء العلماء الأجلاء أولى بالتماس العذر لهم وحسن الظن وحمل كلامهم أحسن المحامل؟
بينما لما تكلم الكشغري الأبتر بكلام لا يقبل التأويل ، وعلى خير البشر صلوات الله وسلامه عليه بل وشكك في وجود الله عز وجل أتيتم بالأعذار له تلو الأعذار، وخرست ألسنتكم وجفت أقلامكم عن نصرة رسول الله وهي التي تفجرت حمية لميكي ماوس؟والله إنه النفاق بعينه، أما عندكم ذرة حياء من ربكم، أو من الناس على الأقل؟
إن سلمنا لكم جدلا وتنزلا, فعميت أعيننا وصمت أذاننا, وقلنا أن معكم الحق في حملاتكم تلك, فأينها في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ إن كانت كتابتكم في المنجد وميكي ماوس صيانة للفتوى وحفظا للدين من التشويه, وكلامكم على الأحمد صيانة للحرم وحرمته, والشثري صيانة للوطن ووحدته ومشاريع الملك وهيبته, فأينكم عن صيانة دين الله وعرض نبيه صلى الله عليه وسلم؟ إنها خيانة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وليت هؤلاء المنافقون خرسوا وتوقفوا عند ذلك، بل كعادتهم قاموا بتخذيل الغيورين، ولمز المحتسبين، وتمييع القضية وصرفها عن الأساس إلى قضايا جانبية، فزادوا قبحا إلى قبحهم،
ومن عجائب المصادفة بين منافقي الإعلام والقضيتين أن كثيرا منهم نشط في استنكار من عيّر الشانئ بعرقه، وحجّم ذلك وأزبد وأرعد وكأن كل محتسب على الشانئ قام بهذة النزعة العرقية! ولهؤلاء أقول أين هذا "الدين" و "الورع" عندكم يوم لمزتم الشيخ المنجد في عشرات المقالات بعرقه؟ ألستم أنتم من أذاه بكونه "مقيم" لا سعودي!! بئس والله ما تصنعون! أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟
إن هؤلاء المنافقون لايكتبون لله ولا لرسوله وإن بدى منهم ذلك وتنسّكت أقلامهم يوما، وإلا هل هناك أعظم من الطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ووجود الباري عز وجل؟ فأين الأقلام؟
و لما ثارت ثائرة بعضهم كتب وقال : لا تشوهوا الدين بالغلظة! والمقصود "لا تفشلونا عند ساداتنا الغرب بهذا الغضب لنبينا" ونقول لهؤلاء المنهزمون إن كنتم ترون الغضب لله ولرسوله ولمقدسات الشريعة وقطعياتها مما يحرجكم عند ساداتكم ,فاخسأوا وأعلنوا ولاءكم لهم فإنها والله لاتزيدنا إلا عزة وشرفا وفخرا، كما تزيدكم نصرة ميكي ماوس خسّة و من أسيادكم قربة،
وأظن لو أن الكشغري تكلم في رسول الله عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه, وهو أمر عظيم وكفر يجب على الأمة أن تثور له، لثارت أقلام منافقي الإعلام دفاعا وغيرة كذلك، لا لله ولرسوله!, وإنما تقربا لأسيادهم النصارى! فهي مصيبة عندهم وأمر عظيم, ماذا سيقول الأمريكيون والأوربيون عنا إن تكلمنا في نبيهم؟،ولرأينا أعمدة الصحف تزخر بالمدائح لرسول الله عيسى بن مريم عليه السلام وفي قدره وإيماننا به وغير ذلك، ولكن عند حصول الأعظم من ذلك وكله عظيم, وهو التعرض لسيد المرسلين والرحمة للعالمين, لا نرى إلا تهوين القضية وتمييعها وصرف الناس عنها واعتبارها أمرا بسيطا يجب عدم إشغال العامة به!!؟
ومن المضحك حقيقة أن بعضهم يقول أن المحتسبين شخصنوا القضية وركزوا على الكشغري مع أنه تاب وأناب وندم، فنقول لهؤلاء نسلم لكم جدلا بذلك، ولا نطلب منكم الكتابة عن كشغري، أين كتابتكم نصرة لرسول الله وذبا عنه، أين كتاباتكم في معالجة قضية الإلحاد والتعرض للمقدسات والثوابت وتعزيز ثقافة الشك بالله تعالى؟
ألستم أنتم من كتب مئات المقالات في قضية الإرهاب؟ لماذا لا تعالجون قضية الإلحاد بكتاباتكم، تجاهلوا الكشغري، تكلموا عن "ما" و"من" أوصله لذلك؟ فهو ليس الوحيد وباعترافه هو, حيث قال أن مثله (كثير),فلماذا لا تتكلموا عن ظاهرة نقد المسلمات والقطعيات الشرعية؟ عالجوا هذا الداء المستشري، انقدوا مؤسسيه ومدارسه، فوالله أن زعزعة العقيدة والدين أعظم من زعزعة الأمن بالإرهاب، فإن التوحيد هو الأمن الحقيقي، فأين دفاعكم عنه؟
الحقيقة أن هؤلاء "المثقفون" لا يمكن أن يكتبوا عن هذه القضايا، ومَثَل من يطلب منهم ذلك كمثل من يطلب من الطبيب قدح الطب، ومن التاجر نبذ التجارة، ومن الشاعر هجاء الشعر!
فليس الكشغري إلا صنيعهم وأسيادهم، فكيف نطلب منهم محاربة أنفسهم، ونقد فكرهم،وحرب مدرستهم؟
إن ما قاله الكشغري بالنسبة لهم كلام يعيشونه في كل يوم، فيما يكتبونه من روايات، وما يتبادلونه في الجلسات، ويتقيأونه في المنتديات بأسماءهم المستعارة، بينما الكشغري كان أشجع منهم في المجاهرة بمقولات الكفر باسمه الصريح! وهم إن لاموه! فلمجرد التصريح منه فقط ، لا لأن ماقاله خطأ في نظرهم، ولكن لأن الوقت غير مناسب! فالكشغري من تلاميذهم, إلا أنه يصنف عند كبارهم بفعله هذا من المتحمسين المندفعين والمتعجلين في قطف الثمرة! ثمرة حرية الكفر في بلاد التوحيد!.