معاشر المسلمين، لقد خلقكم الله تبارك وتعالى لغاية عظمى ومهمة كبرى، ألا وهي تحقيق العبودية له سبحانه، يقول عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، فمن الذي خلقكم إلا الله؟! ومن الذي رزقكم إلا الله؟! ومن الذي يكلؤكم بالليل والنهار إلا الله؟! أَءلـٰهٌ مَّعَ ٱللهِ [النمل:61].
فوا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحدُ
وللـه فـي كـل تحريكـة وتسكينـة أبداً شـاهدُ
وفـي كـل شيء لـه آيـة تدلّ على أنـه واحـدُ
فإياكم ـ عباد الله ـ والغفلة عن سرِّ خلْق الله لكم في هذه الحياة، فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ [لقمان:33].
عباد الله، إن الله عز وجل يوالي نعمه على عباده لتكون عوناً لهم على طاعته والتقرب إليه، فإذا استعانوا بنعمه على معصيته، وفرّطوا في جنبه سبحانه، وأضاعوا أوامره، واستهانوا بنواهيه، واستخفوا بحرماته غيّر عليهم حالهم جزاءً وِفاقاً، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ [فصلت:46]، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11].
فلم ينزل الله بلاء إلا بذنوب العباد وتقصيرهم وإعراضهم عن ربهم وإقبالهم على شهواتهم، وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]، ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41].
وما ابتُلي المسلمون اليوم بقلة الأمار وغَوْر المياه، وانتشار الجدب والقحط، وغلبة الجفاف والمجاعة والفقر في بقاع كثير من العالم إلا بسبب ذنوبهم، وانتشار المعاصي بينهم، وعموم المنكرات في مجتمعاتهم، ولن يُرفَع ما هم فيه من شدةٍ وبلاء وجدب وقحط وعناء إلا بإقبالهم على ربهم، وعودتهم إلى دينهم، وكثرة توبتهم واستغفارهم لربهم من تقصيرهم. فالذنوب ـ يا عباد الله ـ ما حلَّت في قلوب إلا أظلمتها، ولا في نفوس إلا أفسدتها، ولا في ديار إلا أهلكتها، ولا في مجتمعات إلا دمرتها، يقول ابن القيم رحمه الله: "وهل في الدنيا والآخرة شر وبلاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي؟!".
فالمعاصي ـ يا عباد الله ـ تقُضُّ المضاجع، وتدع الديار بلاقع.
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذلَّ إدمانُها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانُها
أمة الإسلام، لقد أنزل الله تعالى غيثين لعباده، أولهما غيث القلوب والأرواح، بما أنزل الله من الوحي على أفضل رسله وخاتم أنبيائه نبينا محمد ، وهذا الغيث مادة حياة القلوب، وصفاء الأرواح، وبه سعادة الدنيا والآخرة، وهذا الغيث هو ما يفتقده الناس اليوم على الحقيقة، بل إن ضرورتهم إليه وحاجتهم له أشدُّ وأكبر من الغيث الثاني الذي هو غيث الأرض بالأمطار.
ولقد خرجتم ـ يا عباد الله ـ تستغيثون ربكم لهذا الغيث، وإنه لجدير بنا أن نهتمَّ بغيث القلوب والأرواح، لأن به حصول الغيث الحسي، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ [الأعراف:96].
فعلينا ـ يا عباد الله ـ أن نتفقّد قلوبنا هل رَوِيت من هذا الغيث أم هي ظامئة؟! يجب علينا أن ننظر في صحائفنا هل هي ربيع بهذا الوحي أم هي مجدبة؟! ينبغي لنا أن نصلح ما فسد من حالنا، وأن نطهر قلوبنا، ونسعى لزيادة إيماننا وإصلاح عقيدتنا ومجتمعاتنا، ليحصل لنا ما نؤمِّله ونرجوه.
إنه إذا أجدبت القلوب والضمائر، وقحطت الأحاسيس والمشاعر من المُثُل والقيم المعنوية حصل الجدب والقحط في الأمور الحسية.
إخوة الإسلام، لقد شكوتم إلى ربكم جدبَ دياركم، وتأخّر المطر عن بلادكم وأوطانكم، فما أحرى ذلك أن يدفعكم إلى تلمُّس أسبابه، فإذا تشخَّص الداء عُرف بعد ذلك الدواء.
وإن من أسباب منع القطر من السماء ـ يا عباد الله ـ غفلة العباد عن طاعة ربهم، وقسوة قلوبهم بما ران عليها من الذنوب والمعاصي، وتساهلهم بتحقيق الإيمان والتقوى، وتقصيرهم في أداء الصلاة وإيتاء الزكاة، يقول : ((لم ينقُص قوم المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا)) خرجه الحاكم والبيهقي وصححه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما[1].
وإن من الأسباب لمنع القطر ـ يا عباد الله ـ إعراضَ كثير من الناس عن التوبة إلى ربهم واستغفاره، وهما من أعظم أسباب نزول الغيث، يقول تعالى عن نوح عليه السلام: فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12]، وقد خرج عمر رضي الله عنه للاستسقاء فلم يزد على الاستغفار، فقيل له في ذلك، فقال: (لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يُستنزل بها المطر)[2].
معاشر المسلمين، إنه ما نزل بلاءًُ إلا بذنب، ولا كُشف إلا بتوبة، وإن ذنوبنا ـ يا عباد الله ـ كثيرة وعظيمة، وإن تقصيرنا شديد وكبير، وإن شؤم الذنوب والمعاصي لعظيم وخطير، ألم نقصِّر في الإيمان والعبادة والإخلاص والتقوى؟! ألم تظهر المنكرات وتعمّ المحرمات وتنتشر الموبقات في كثير من المجتمعات؟! أما هذه الصلاة قد طاش ميزانها عند كثير من الناس وهي ثاني أركان الإسلام؟! أما هذه الزكاة المفروضة قد بخل بها كثير من الناس وألهاهم التكاثر والتنافس في الأموال عن إخراج حق الله فيها؟! أما هذه الموبقات والجرائم من القتل والزنا والربا وشرب الخمور والمسكرات وتعاطي المخدرات موجود في كثير من المجتمعات؟! أما ظلم العباد وغشهم ومطلهم حقوقهم وبخسهم في المكاييل والموازين والمقاييس منتشر بين صفوف كثير من المسلمين وفي أسواقهم ومعاملاتهم؟! أما مُلئت بعض قلوب ضعاف النفوس بالحسد والشحناء والحقد والبغضاء؟! أما مظاهر التبرج والسفور والاختلاط وهي من أكبر دواعي الفساد ظاهرةٌ منتشرة في كثير من المجتمعات؟! أما هذا الزخم الهائل من المناظر السيئة والمظاهر المحرمة موجود في بعض المجتمعات، مع ما تقذفه القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية والوسائل الإعلامية، مع التقصير في القيام بواجب الدعوة إلى الله والحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو قوام هذا الدين، وبه نالت هذه الأمة الخيرية على العالمين؟! أما هذا القصور في مجالات التربية والإصلاح ظاهر للعيان؟! فأين الغيرة الإسلامية؟! وأين الحمية الدينية؟! وأين الشهامة العربية؟! وأين الكرامة الإنسانية؟! فرحماك ربنا رحماك، وعفوك يا مولانا، وعافيتك يا الله، أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَـٰتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ [الأعراف:97-99].
ألا ما أحلم الله على عباده، لكن لعلنا نُرحم ونُغاث بحال المستضعفين، من الشيوخ الركع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنه ليس طلب الغيث بمجرد القلوب الغافلة، والعقول اللاهية، وإنما يتطلب تجديد العهد مع الله، وفتح صفحة جديدة ملؤها الطاعة، بعيداً عن المعاصي والمحرمات، وإصلاحاً شاملاً في كل مرافق الحياة، فحاجة الأمة إلى الاستغاثة العملية التطبيقية لا تقل أهمية عن استغاثتها القولية، وإنه مع كل هذا التقصير فعفو الله واسع، ورحمته وسعت كل شيء، وعفوه عمَّ كل التائبين، فما ضاق أمر إلا جعل الله منه مخرجاً، ولا عظم خطب إلا جعل الله معه فرجاً، ها هو مولاكم جل وعلا يدعوكم للتوبة والإنابة، والدعاء والاستغفار، قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر:53]، وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ [طه:82]، أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلأرْضِ أَءلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]، وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55، 56]، وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ [الشورى:28].
أيها الإخوة في الله، وما أنزل الله بأهل الأرض من شدّة، ولا أصابهم من محنةٍ إلا ليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، ولينظر سبحانه من يُحدث منهم توبة. وإن من حكمته جل وعلا أن لا يديم عباده على حاله واحدة، بل يتعهَّدهم بالشدة والرخاء، ويبتليهم بالسراء والضراء، وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، وإنما يُخوّفكم الله بالجفاف والقحط والجدب ومنع القطر وشدة المؤونة في الأرزاق لئلا تستمروا في الذنوب، وتصروا على الغفلة، وإن مواهب ربنا لجليلة، وإن عطاياه لجزيلة، بابه مفتوح، وعطاؤه ممنوح، وفضله يغدو ويروح، فاشكروه على الآلاء والعطاء، وارجعوا عن الذنوب والأخطاء، واطلبوا كل شيء منه سبحانه، وأخلصوا له التوحيد والعبادة، فهو المتكفِّل جل وعلا بإنزال الغيث، وتقدير الأرزاق، وتوجهوا إلى الله في هذه الساعة المباركة، وهذه الأزمنة والأمكنة المباركة، بالتوبة والاستغفار، حققوا التوبة إلى الله من ذنوبكم، بشروطها الشرعية، بالندم على ما حصل من الذنوب والإقلاع عنها، والعزم على عدم العود إليها مرة أخرى، ردّوا المظالم إلى أهلها، من كانت عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، جرّدوا القلوب ـ يا عباد الله ـ من الحسد والحقد والبغضاء والشحناء والغيبة والنميمة والبهتان، أدوا زكاة أموالكم، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تنقصوا المكيال والميزان، تسامحوا وتراحموا، لا تحاسدوا ولا تباغضوا، صلوا الأرحام، وبروا الوالدين، وأحسنوا إلى الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، أكثروا من الصدقات والإنفاق والجود في سبيل الله، وكونوا على الخير متعاونين، فمتى علم الله إخلاصكم وصدقكم وصحة توبتكم وإنابتكم وإلحاحكم عليه بالدعاء أغاث قلوبكم بالإنابة إليه، وبلدكم بإنزال المطر عليه.
لا إله إلا الله غياث المستغيثين، وجابر المنكسرين، وراحم المستضعفين، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه ، اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانه إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانه إنا كنا من الظالمين، رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ [البقرة:286]، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ [الأعراف:23]، عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَنَجّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ [يونس:85، 86].
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا واسقنا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان واليقين، وبلادنا بالخيرات والأمطار يا رب العالمين، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل علينا مدرارا، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً سحًّا غدقاً طبقا واسعا مجلِّلا نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم أغثنا غيثاً مباركا، تحيي به البلاد، وترحم به العباد، وتجعله بلاغا للحاضر والباد، اللهم أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم لك الحمد على ما أنزلت من الغيث، اللهم فزدنا منه، اللهم فزدنا منه، وعُمَّ به أرجاء البلاد يا رب العالمين، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأسقنا من بركاتك، وأنزل علينا من بركات السماء، وأخرج لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا القحط والجفاف والجوع والجهد، واكشف ما بالمسلمين من البلايا، فإن بهم من الجهد ما لا يكشفه إلا أنت، اللهم اكشف الضر عن المتضررين، اللهم اكشف الضر عن المتضررين، والكرب عن المكروبين، وأسبغ النعم على عبادك أجمعين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله، لقد كان من سنة نبيكم بعدما يستغيث ربه أن يقلب رداءه[3]، فاقلبوا أرديتكم اقتداء بسنة نبيكم ، وألحوا عليه بالدعاء، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم لا تردنا خائبين، ولا عن بابك مطرودين، ولا من رحمتك محرومين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد النبي المصطفى، والرسول المجتبى، والحبيب المرتضى، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى، وسلم تسليماً كثيراً.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه ابن ماجه في الفتن (4019) ، والبيهقي في الشعب (3/197) ، وصححه الحاكم (4/540) ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة (106).
[2] أخرجه عبد الرزاق (4902) ، وسعيد بن منصور (5/353) ، وابن أبي شيبة (29485) ، والبيهقي (3/351) بسند جيد إلى الشعبي قال : خرج عمر يستسقي فذكره ، قال أبو زرعة أبو حاتم : الشعبي عن عمر مرسل. تحفة التحصيل (ص 164).
[3] سنة قلب الرداء أخرجها البخاري في الجمعة (1011) ، ومسلم في الاستسقاء (894) من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه.