بعيداً عن السياسة والتي أشهد الله أنني كفرت بها وأتعهد أمامكم أن لا أتوب من هذا
الكفر ، قلت بعيداً عن السياسة سأحدثكم عن ظاهرتين يجمعهما مصطلح " فن "
وبعيدة كل البعد عن السياسة .
الرياضة فن .
الغناء فن أيضاً .
وبعيداً عن فتاوى العلماء والتي أصبحت أرى كل يوم فتوى تنسف ما قبلها .. !
تخيلوا فقط :
ميسي الأرجنتيني وهو يرتدي سروال طويل ولا يأكل لحم
الخنزير وديانته ربي سيحاسبه عليها ولا يلعب للنادي الكتلوني .
فقط بين قدميه كرة وهو يتحكم بها وكأنه كاهن أو ساحر
تخيلوه معي وهو يراوغ خمسة إلى ستة لاعبين ويمرر كرة
لا يستطيع أذكى مدافع أن يفطن لها .
تخيلوا معي ميسي بصوت رؤوف خليف وهو يصرخ :
غدّار ميسي غدّار .
و سأكذب عليكم لو قلت أنني برشلوني فأنا مدريدي ودمي أبيض مع أسود
ولكن ريال مدريد حينما يلعب تتشنج أعصابي حتى يأتي الفرج أو يخرج مهزوم
وحينها لا أنام وأنا أردد :
وزائرني كأن بها حياء *** فليس تزور إلا في الظلام
وهذه الزائرة ليست حمى مرض بل حمى هزيمة ريال مدريد .
تخيلوا كاظم العراقي وهو يغني بلا إيقاعات موسيقية ويتأوهـ :
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي ..
ولكن .. !
فقر الحال .. عسر الحال مأساتي .
أو وهو يردد :
تذكر كلما صليت ليلاً
ملا يين تلوك الصبر خبزاً
تذكر قبل أن تغفوا على أيّة وسادة
أينام الليل من سرقوا بلاده ؟؟
تأملوا ملامح وجهه وهو على خشبة المسرح <<< لم يعد هناك خشب .. !
لاحظوا حركات يديه وتعابير وجهه لتعلموا أن الفن ليس طقطقة
أو كلمات أناس لا يوجد لديهم أي حس شعري
أو أداء ألحان لو شئت لأخجلت من لحنها بلحن لا يأخذ معي
دقيقتين وثلاثين ثانية .. !
هنا أتسائل فقط .. !
من صنع ميسي هل هو لحم الخنزير أم الشيرت القصير أم النادي الكتالوني
أم الفقر ؟؟
و كذلك القيصر كاظم من جعل منه ظاهرة هل هو نزار المغضوب عليه حتى وهو
ميت أم ألحانه التي يمارسها كفلسفة وليست فن أم تأوهاته وتعابير وجهه وحركات
يديه أم الفقر ؟
الحقيقة وبما أنني كفرت بالسياسة فقد بدأت أؤمن بالتاريخ والذي
يقول أن ميسي كان أفقر نفر في الأرجنتين حين كان عمره 13
وكاظم باع السيكل حقه واشترى آلة عود وهو في سن الثالثة عشر
وقيل الرابعة عشر وجاء برواية السادسة عشر .. !
يا قوم :
أصبحت أعاني من أمراض عضوية ونفسيه وراجعت هيك مستشفى وعيادة
ونصحوني جميعاً بعدم الحديث عن السياسة أو الخوض فيها والإبتعاد عن الفتاوى
التي تصدر كل يوم وقالوا لي تابع مباريات برشلونة ومنهم من قال إسمع لكاظم الساهر .
همسة للأوغاد :
آل سعود حفظهم الله وأبناء السعودية الأوفياء حافظوا على بلدهم لأكثر من مائة عام
ولديهم القدرة أن يحافظوا عليه حتى يرث الله الأرض ومن عليها فكفوا عنّا جشائكم
و إن كان لكم مطالب فآل سعود لم يقفلوا أبوابهم بوجه أي مواطن وتأكدوا أن أول من سيقف
لكم ويحثوا في وجوهكم هم المواطنين .. !
كتبه على عجل : درويـش
.