[size=5]«الشقاوة» في الصغر «شقاء» في الكبر :
:
قال تقرير طبي إن الأشخاص الذين يظهرون اضطرابات سلوكية خلال فترة المراهقة قد يعانون مع تقدمهم في العمر مشكلات شخصية، أو أخرى مرتبطة بصحتهم النفسية والعقلية، وذلك بناء على دراسة تابعت حياة آلاف الأشخاص على مدى 40 عاماً.
وشملت الدراسة 3500 مراهق في بريطانيا، وشارك فيها أساتذة أجروا عمليات تقييم للمراهقين المعنيين، مقارنة بنظرائهم العاديين، وذلك بناء على ملاحظات سلوكية، مثل عصيان الأوامر والكذب وعدم الالتزام وشرود الذهن خلال الحصص الدراسية وعدم الاستجابة للطلبات المباشرة.
وقال أيان كولمن، الأستاذ المساعد في جامعة ألبرتا للصحة العامة، إن «أهمية الدراسة تكمن في تأكيدها أن مشاكل المراهقين تتطور لتضر بقدرتهم على التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤثر لاحقا في علاقاتهم بسائر الناس وفرصهم بالحصول على وظائف جيدة، وصولا إلى صحتهم العقلية».
ومن بين أبرز ما ذكرته الدراسة، التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية، كان تأكيدها أن هذه النتائج لا تنطبق فقط على المراهقين من أصحاب الاضطراب السلوكي المتطرف، بل تسري أيضا على أصحاب المشاكل المحدودة أيضا.
فمن بين أفراد العينة الـ3500، كان هناك ألف طالب لديهم مشاكل محدودة، لكن معظمهم ترك المدرسة في وقت مبكر وواجه مصاعب الإفراط بتناول الكحول، وتورطت الفتيات بينهم بقضايا الحمل المبكر، وصولاً إلى الزواج فالطلاق السريع.
وقال الدكتور مارتن إيغوشي، من كلية لوس أنجلوس للصحة العامة، إن الدراسة لا تشير بالضرورة إلى أن كل من يعاني اضطرابات سلوكية سيعيش حياة شقية، لكنها تدل على أن هذه الاضطرابات قد تكون ناجمة عن الخلفية الاجتماعية أو عوامل مرتبطة بالصحة النفسية.
ويشرح إيغوشي موقفه بالقول: «من يولد في بيئة فقيرة قد يكبر في ظل الفقر ليبقى في المستوى الاجتماعي عينه، وكذلك فإن المصاب بأمراض نفسية لم يتم تشخصيها سيعاني من تفاقم هذه الأمراض مستقبلا».
وحذر عدد من الخبراء الذين اطلعوا على الدراسة من مخاطر ترك هذه النتائج من دون معالجة، طالبين تركيز الموارد المالية لرصد حالات سوء السلوك في فترة المراهقة، دون إخفاء خشيتهم من تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على إمكان توفير ما يكفي من الأموال للقيام بذلك.
م/ل[/size]