[align=justify]تحدى الله الكفار بالقرآن :
طلب الله من الناس إذا كانوا يشكون فى الوحى المنزل على عبده محمد(ص)أن يجيئوا بسورة من مثل وهو مصدر القرآن وأن يدعو شهداءهم من غير الله وهم آلهتهم المزعومة حتى يجيئوا بالسورة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "وبين الله لهم أنهم لم ولن يفعلوا وهذا يعنى أنهم لن يأتوا بالسورة الآن وفى المستقبل وفى هذا قال "فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا "وكرر الله نفس الطلب بسورة يونس فقال "فأتوا بسورة من مثله "وكرر الله الطلب ولكنه زاد عدد السور لعشر فقال بسورة هود"قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات "وكرر الطلب ولكنه زاد المقدار لحديث مثل القرآن كله فقال بسورة الطور "فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين "وبين الله لنبيه (ص)أن الإنس والجن لو اجتمعوا حتى يجيئوا بمثل القرآن فلن يستطيعوا حتى ولو ساعد بعضهم بعضا وفى هذا قال بسورة الإسراء "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "والسؤال ما هو رد الكفار على هذا الطلب المتكرر ؟إن ردهم هو أنهم قالوا :لو نريد قلنا مثل هذا وفى هذا قال بسورة الأنفال "وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا "ولم يقولوا شيئا وذكر الله قول أحدهم وهو سأوحى مثل ما أوحى الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام"سأنزل مثل ما أنزل الله "والسؤال الآن ما السبب فى اكتفاء الناس بهذا الرد دون إتيان بمثل السورة أو العشر أو القرآن كله ؟والجواب السبب هو أن الله هو مصدر الوحى لن يعطيهم الوحى المشابه ومن ثم فإن المأتى به سيكون باطل أى كذب ولمعرفة الكفار بأن كذبهم لو ألفوه من عندهم سيظهر على حقيقته امتنعوا عن تأليف سورة أو عشر أو القرآن كله .[/align]