[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأملات جديدة في قوله تعالى
"ليلة القدر خير من ألف شهر"
يقول المولى عز وجل في سورة محمد الآية 24
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
نظرة فاحصة جديدة وليس تكرارا لما هو معروف من أن
ثواب قيام هذه الليلة أفضل من ثواب العبادة لمدة
ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا .
فهذه الليلة تبدأ من غروب الشمس حتى طلوع فجر اليوم التالي لها.
أي انها في المتوسط سيكون طولها 12 ساعة
صحيح أن طول الليل يتغير من فصل لآخر فيصل إلى 14 ساعة في الشتاء
ويتناقص حتى يصل إلى عشر ساعات في الصيف .
وقد يجادل البعض من أن الليل يطول ويقصر أكثر من ذلك عند الاقتراب من القطبين،
ولكننا لغرض هذا الموضوع سنعتبر أن طول هذه الليلة هو 12 ساعة.
وللعلم فإن العرب قديما وحتى قبل الاسلام كانوا يقسمون الليل إلى 12 ساعة
ولكنها لم تكن مرقمة بل كانت تعطى كل ساعة إسم خاص بها
وعدد هذه الساعات لا يتغير بتغير الفصول بل طول الساعة فقط هو الذي يتغير
وبعض هذه الاسماء لساعات الليل قد ذكر في القرآن الكريم.
فساعة الليل الاولى كانت تسمى الشاهد أو الشهادة أو الشفق
وساعة الليل الثانية كانت تسمى الغسق أو العتمة
وساعة الليل الثالثة كانت تسمى العتمة أو الغسق
وساعة الليل الرابعة كانت تسمى الفحمة أو السدفة
وساعة الليل الخامسة كانت تسمى الموهن أو الجهمة
وساعة الليل السادسة كانت تسمى القطع أو الحذوة
وساعة الليل السابعة كانت تسمى الجوشن أو الزلفة أو الجوسم
وساعة الليل الثامنة كانت تسمى الهتكة أو النهزة أو العبكة
وساعة الليل التاسعة كانت تسمى التباشير أو السحر
وساعة الليل العاشرة كانت تسمى الفجر الاول أو الفجر
وساعة الليل الحادية عشر كانت تسمى الفجر الثاني أو الصبح أو المعرض
وساعة الليل الثانية عشر كانت تسمى الفجر المعترض أو الصباح أو الاسفار
والنهار أيضا كان يقسم إلى 12 ساعة
أشهرها ربما البزوغ والزوال والضحى والعصر والاصيل
فلو اعتبرنا أن متوسط طول الليلة هو 12 ساعة
فهذه الساعات الاثنى عشر هي خير من ألف شهر
أي أنها خير من 30,000 يوم
إذا اعتبرنا الشهر الكامل يساوي 30 يوم
والتي تساوي 30,000 * 24 = 720,000 ساعة
أي أن 12 ساعة من ساعات ليلة القدر هي خير من
720,000 ساعة مما سواها
ومعنى هذا ان ساعة واحدة من ساعات ليلة القدر
هي خير من
60,000 ساعة مما سواها
( بقسمة 720,000 على 12 )
ولو أخذنا الامر أكثر
فإن هذه الساعة تتكون من 60 دقيقة
فالدقيقة الواحدة من ليلة القدر
هي خير من 1000 ساعة مما سواها
ولنستمر أبعد من هذا
فهذه الدقيقة من ليلة القدر تساوي 60 ثانية
فالثانية الواحدة من ليلة القدر هي خير من 1000
/60 = 16.666 ساعة أو 16 ساعة و40 دقيقة
ولنقل لغرض التقريب انها 16 ساعة ونصف
ومن المعروف أن الاطباء ينصحون البالغين بالنوم من 7 إلى 8 ساعات
ولنأخذ متوسط ساعات النوم المطلوبة ب 7 ساعات ونصف
فلو أننا نضيف ساعات النوم المطلوبة للشخص البالغ
للرقم السابق الذي حصلنا عليه
وهو 16 ساعة ونصف تكون النتيجة 24 ساعة
ومعنى هذا ان العبادة بثانية واحدة من زمن ليلة القدر
هي خير من عبادة يوم كامل
مما سواها مضافا إليها ساعات النوم بإعتبارها ضرورية.
أليس هذا فضل كبير يمن به علينا المولى عز وجل ؟
وأليس في هذه العمليات الحسابية البسيطة
لطائف قرآنية تخشع القلوب
وتخاطب العقول بمنطق سليم ودقة حسابية فائقة ؟
فسبحان من قال
"أفـلا يتـدبرون الـقـرآن
ولـو كـان من عـند غيـر اللـه
لوجـدوا فيه إخـتـلافـا كثـيرا "
دعـــاء اليوم
أللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ فيهِ مايُرضيكَ ،
وَ أعُوذُ بِكَ مِمّا يُؤذيكَ ،
وَ أسألُكَ التَّوفيقَ فيهِ لِأَنْ اُطيعَكَ وَلا أعْصِيَكَ ،
يا جواد السّائلينَ .
مع التحية و التقدير[/align]