بسم الله الرحمن الرحيم
حكم التمايل والإهتزاز أثناء القراءة
الاهتزاز والتمايل أثناء التلاوة ، عادة يتوارثها اللاحق عن السابق، ينبغي تركها وعدم التعود عليها ، وأهل الأندلس والمغرب الإسلامي كانوا يِؤد بونأولادهم إذا فعلوها ، واشتد كلامهم في النكير على من يفعلها ، ويقولون إنها بدعةيهودية ، تسربت إلى المشارقة المصريين ، ولم تؤثر عن صالح هذه الأمة . وقد ذكر ابنكثير عند قوله تعالى ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم ... ) : " أنه لما نشر موسى الألواح لم يبق على وجه الأرض جبل ولاشجر ولا حجر إلا اهتز ،فليس اليوم يهودي على وجه الأرض تقرأ عليه التوراة إلا اهتز ونغص لها رأسه ، كماقال الله تعالى ( فسينغضون إليك رؤوسهم ) والله أعلم " ا . هـ .
وقال أبو حيانفي تفسيره : " وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين ، فيما رأيت بديار مصر ،تراهم في المكتب [ الكتاتيب ] إذا قرءوا القرآن ، يهتزون ، ويحركون رؤوسهم ، وأمافي بلادنا الأندلس والغرب ، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن ، أدبه مؤدب المكتب ،وقال له : لاتتحرك فتشبه اليهود في الدراسة " ا . هـ . وبعض الناس قد يقول : إنأبناءنا وقراءنا لايقصدون التشبه باليهود ، وأن هذا من عادات بعض الناس ، والمنهيعنه الابتداع في الدين ، فيقال لهم : عدم معرفة الحكم لايعفي من العقوبة ، وهذاالتمايل مرتبط بتلاوة القرآن ، وقد يفهم منه أن التحرك مع التلاوة صفة ملازمة لهافيدخل ذلك في العبادة لارتباطه بالقراءة ، وما دام الأصل قد عُلم ، وهو فعل اليهود، وقد نهينا عن التشبه بهم ، فالأجدر بالمسلم تركه ، خصوصاً وأنه يتعلق بكتاب اللهتبارك وتعالى .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ينظر : فن الترتيل وعلومه، للشيخ أحمد الطويل 1 / 439 ، وتفسير ابن كثير – رحمه الله - 2 / 290 ، والبحرالمحيط لأبي حيان – رحمه الله - 4 / 42 ، وبدع القراء للشيخ بكر أبوزيد – رحمه الله