التاريخ: الأحد 2004/08/08 م
صدق المسؤولون عن المنتخب الأول ومنهم المدرب فاندرليم حينما توقعوا أن المنتخب لن يتعدى في أفضل إنجازاته بكأس آسيا المركز الرابع، بل إنهم حينما أطلقوا تصريحاتهم كانوا متفائلين جداً، وليتهم في ذلك الوقت كانوا أكثر دقة بالوضع فقالوا : لن نحصل على أكثر من نقطة، رضي من رضي و "طق" من طق ! بل ليتهم وهم يمهدون للفاجعة أبدوا ندمهم على وصول المنتخب للنهائيات، لأن عدم وصوله رغم سوئه أفضل، على الأقل لكيلا يشاهد خيبتنا سوى جمهور محدود.
حقيقة وإن كنا ندرك جميعا قبل السفر إلى اليابان قبل سنتين وما بينه وبين السفر إلى الصين أن الجيل الذهبي ذهب ولن يعود إلا اننا لم نكن سنصدق أن الهيبة ستذهب أيضا مع المستوى وبهذه السرعة فنتوارى ضعفا أمام ثلاثة منتخبات، اثنان منها لم يأخذا وضعهما على الخريطة العالمية بعد لحداثة استقلالهما، وواحد يعيش فوضى وطن، ونحن نطالع ما يحدث لأسر لاعبيه صباح مساء !!
بل إن الخيبة تتسع إذا شاهدنا الثمرة التي يفترض أنها حصاد تصحيح مدته أربع سنوات ومضى منه سنتان !
إننا وطالما رأينا أن الترميم لن يفيد لأن الأساس ضعيف فعلينا ألا نوجع المنتخب ذبحا كمشرف تربوي جلس على كرسي آخر الفصل يهزئ معلما على ضعفه بمادته وما درى أن تعليمه الابتدائي هو السبب، لنخرج من عباءة المجاملة والتفاؤل في آن واحد، ولندرك أن انهيار الكرة السعودية "وكلمة انهيار هي التعبير الحقيقي عن الوضع" ليس وليد السنوات المتأخرة فحسب، بل هو حصاد أساس هش بدأ من فرق الحواري وطال الأندية التي لجأ المقتدر منها للترميم عن طريق شراء اللاعبين والضعيف إلى الغياب، وطالما أن هذا هو واقع الحال فلنعذر مدربي المنتخب السابقين ومن بينهم ناصر الجوهر وأجهزته الإدارية السابقة، فهي لا حول لها ولا قوة في ظل التصدع الذي شمل جميع النواحي.
لندرك أن جيل ماجد عبد الله وصالح النعيمة استغرق سنوات طويلة من البناء ليصل - متكئا على أجيال قبله - ليحقق كأس آسيا ويستمر مبدعا، ولكي نعيد صياغة مثيل لذلك الجيل علينا أن نصبر سنوات طويلة نخطط فيها ابتداء من إعادة النظر في وضع الأندية ونهاية بتصحيح الاحتراف، وهذه لا يكفيها أربع سنوات كما قرر بعد ثمانية ألمانيا المنهية عصر التغني بمقولة "أفضل دوري عربي"، بل يفترض أن ننتظر ما لا يقل عن عشرين سنة وهي فترة كافية جداً للبناء. ثم إنني أسأل : هل مدرب المنتخب هو مدرب بناء أم اختيار؟ .. الذي يتداول حين الحديث عن فاندرليم أنه أحضر ليبني المنتخب لكأس العالم 2006، والذي أعرفه أن البناء في النادي ودور مدرب المنتخب حسن اختيار عناصره وتوظيفهم فقط، فلماذا الخلط؟!
@ إن وضع المنتخب منذ الهزيمة في اليابان جعله قضية وطنية لا رياضية فحسب، ولذا انبرى كتاب المقالات في غير صفحات الرياضة ينقدون ويطالبون بانطلاق حركة تصحيحية، وهو ما حدث بالفعل دون رؤية بدايات عمل فعلية، ثم إن المنهجية غابت في بعض الكتابات حيث طغت الانفعالية على التحليل، وشاهد ذلك ما أعقب الخروج الأخير من الأدوار التمهيدية في الصين، ومن أدخل المنهجية راح يستعرض التاريخ، أما الحلول للخروج من المأزق فهي تكاد تكون معدومة، وليتكامل الطرح المصحح يفترض أن يخوض المعنيون بالحدث للبيان والتحليل لا التفرج فقط.
للمراسلة: