تعريف الحسد:
هو تمني زوال نعمة الآخرين، سواء تمناها الحاسد لنفسه أم لا، فهذا هو الحسد المذموم، اما اذا تمنى مثل نعمة غيره دون ان يتمنى زوالها عنه فتلك الغبطة المحمودة.
أسبابه:
ـ1 العداوة والبغضاء.
ـ2 الجهل بعواقب الحسد.
ـ3 ضعف الايمان.
ـ4 ضعف اليقين بقضاء الله وقدره وحكمته.
ـ5 حب الرئاسة والجاه.
ـ6 ضيق العطن.
ـ7 الخوف من فوت المقاصد.
ـ8 شح النفس بالخير على عباد الله.
ـ9 الخوف من سقوط المنزلة اذا ارتفعت مكانة قرنه.
ـ10 ظهور النعمة وتحدث الناس بها، ولهذا يكثر الحسد في القرى اكثر من غيرها، لأن النعم تبرز وتظهر فيها أكثر من غيرها.
ـ11 الكبر وسوء الخلق من قبل المنعم عليه، فهذا مما يسبب تسلط الناس عليه.
الوقاية من الحسد قبل وقوعه:
ـ1 عن عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرأهما عبد في دار فلا تصيبهم في ذلك اليوم عين أنس أو جن» (رواه الديلمي).
ـ2 عندما يخشى العائن إصابة عينه لغيره او لماله او ابنائه فليقل: ماشاء الله لا قوة الا بالله، لما روي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رأى شيئاً فأعجبه فقال ماشاء الله لا قوة الا بالله لم يضره».
ـ3 ستر محاسن من يخشى عليه الاصابة بالعين
ـ4 قراءة المعوذتين والتحصينات والادعية النبوية.
ـ5 وللوقاية من حسد الجن وعورات ابن آدم فقد روي عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم «ستر ما بين اعين الجن وعورات ابن آدم ان يقول الرجل المسلم اذا اراد ان يطرح ثيابة: بسم الله الذي لا اله الا هو» (رواه ابن السني)
ـ6 وقال صلى الله عليه وسلم: «ستر مابين اعين الجن وعورات بني آدم اذا دخل احدهم الخلاء ان يقول بسم الله» (رواه احمد)
ـ7 وقال صلى الله عليه وسلم: «ستر مابين اعين الجن وعورات بني آدم اذا وضع احدهم ثوبه ان يقول بسم الله الحكيم» (رواه ابن ابي الدنيا والطبراني في الأوسط).
ـ8 رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برقيه هي:
«بسم الله ارقيك من كل داء يؤذيك من شر نفس او عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك والله يشفيك» (رواه مسلم).
ـ9 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما ويقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة» ويقول: «إن أباكم ابراهيم كان يعوذ بها اسماعيل واسحاق» (رواه البخاري).
ـ10 للمريض ان يقرأ على نفسه الفاتحة وقل هو الله احد والمعوذتين وينفث في يديه ويمسح بهما جسده.
ـ11 فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض احد من اهله نفث عليه بالمعوذتين فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وامسحه بيد نفسه لانها اعظم بركه من يدي.
ـ12 عن ابي اسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه ان جبريل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده مغتماً، فقال: يا محمد ما هذا الغم الذي اراه في وجهك؟
قال: «الحسن والحسين اصابتهما عين » قال: صدق بالعين فان العين حق، افلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات، قال: «وما هن يا جبريل؟» قال: قل اللهم ذا السلطان عاف الحسن والحسين من انفس الجن واعين الانس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «فقاما يلعبان بين يديه» وقال : «عوذوا انفسكم ونساءكم واولادكم بهذا التعويذ فانه لم يتعوذ المتعوذون بمثله».
«تفسير ابن كثير ج4 ص 411».
تنبيهات هامة عند علاج الحسد:
من جانب الحاسد:
ـ1 ان يدرك انه بحسده معترض على قدر الله.
ـ2 وانه قد خرج من وصف المؤمنين.
ـ3 وانه تشبه بابليس وباليهود
ـ4 وانه تشبه بالكافرين عموما، لانهم لايحبون الخير للمؤمنين.
ـ5 ان يستحضر انه مبارز لله لانه بحسده معاد مؤمنا، والمؤمن من اولياء الله.
ـ6 على الحاسد ان يرحم نفسه من اثار الحسد من الهم والغم، ودوام النكد والكمد، بل ربما قتله الحسد.
لله در الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله.
ـ7 ان يعلم ان الرافع الخافض هو الله وحده.
ـ8 وانه اذا حسد فلن يضر محسوده، بل ربما انتفع المحسود بذلك خصوصا اذا وقع الحاسد في عرض المحسود.
ـ9 ان يعلم انه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها.
ـ10 ان يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع
ـ11 ان يتذكر عذاب الآخرة
ـ12 مجاهدة النفس على ترك الحسد
كيفية علاج المحسود إذا عرف الحاسد:
يؤتى الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيه، فيمضمض، ثم يمجه في القدح، ثم يغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخله ازاره ولا يوضع القدح في الأرض، ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبة واحدة وكل ذلك الغسل يكون داخل القدح.
(فتح المغيث في السحر والحسد من إبليس)
تنبيهات عند علاج المحسود:
ـ1 تقوى الله، وحفظ حدوده.
ـ2 الاستعاذة الصادقة بالله من الشيطان الرجيم ومن شر حاسد إذا حسد.
ـ3 الاكثار من قراءة القرآن
ـ4 الاكثار من ذكر الله والتحصن به
ـ5 الصبر على حسد الحاسد
اصبر على كيد الحسود
فان صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها
ان لم تجد ما تأكله
ـ6 قوة التوكل على الله.
ـ7 الاقبال على الله بقوة محبته، والاخلاص له، والضراعة اليه.
ـ8 كثرة الاستغفار، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والتي من آثارها تسلط الحاسد.
ـ9 فراغ القلب من الاشتغال بالحاسد، والتفكر به، وجعله نسيا منسيا.
ـ10 الصدقة والاحسان الى الحاسد، ومبادرته بالهدية، كي تنطفئ جذوة الحسد المستعرة في جوفه، وهذه شاقة على النفوس «وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم(35)» (فصلت: 35).
ـ11 تجريد التوحيد لله وحده.
(كلمات متنوعة في أبواب متفرقة)
ہہہ
المصاب بالعين يعالج بالرقية الشرعية
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز:
تعاني اختي من مرض، وقد غلب على ظننا انها اصيبت بالعين، وذلك منذ سنتين، وفي احدى الليالي القريبة وقبل الفجر رأيت احدى قريباتي وهي تنصحني بأخذ اختي لعلاجها عند شخص اسمته بأحد احياء مدينتنا، وقولها: انه سبق ان عالج مثل هذه الحالة بالرقية الشرعية، فبماذا تنصوحننا؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب: يشرع علاج المصاب بالعين بالرقية الشرعية، من الرجل الثقة المعروف بذلك، أو المرأة المعروفة بذلك، لكن اذا كانت الرقية من الرجل فإنه لا يجوز ان يخلو بها، بل يجب ان يكون معهما ثالث تزول به الخلوة.
وان عرف العائن شرع استغساله بأن يغسل وجهه وكفيه في اناء ثم يغتسل به المعين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق العائن: «واذا استغسلتم فاغسلوا».
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)
الاصابة بالعين وحكم التحرز منها
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
هل العين تصيب الإنسان؟ وكيف تعالج؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل؟
فأجاب: رأينا في العين انها حق ثابت شرعا وحسا قال الله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) (القلم 68)، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها أي يعينوك بابصارهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقت العين، واذا استُغسلتم فاغسلوا» رواه مسلم. ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجه ان عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال لم ارك اليوم ولا جلد مخبأة، فلما لبث ان لبط به فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: ادرك سهلا صريعا فقال: «من تتهمون؟» قالوا عامر بن ربيعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «علام يقتل أحدكم اخاه؟ إذا رأى احدكم من اخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة» ثم دعا بماء فأمر عامر ان يتوضأ فيغسل وجهه ويديه الى المرفقين وركبتيه وداخله ازاره، وامره ان يصب عليه وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه، والواقع شاهد بذلك ولا يمكن انكاره.
وفي حال وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي:
ـ1 القراءة:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا رقية الا من عين او حمة» وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم «باسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك من شر نفس او عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك».
ـ2 الاستغسال: كما امر به النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب
اما الاخذ من فضلاته العائدة من بوله او غطائه فليس له اصل، وكذلك الاخذ من اثره وانما الوارد ما سبق من غسل اعضائه وداخله ازاره، ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه. والله اعلم.
والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل، بل هو التوكل، لان التوكل على الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الاسباب التي اباحها او امر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: «اعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان هامة، ومن كل عين لامَّة» ويقول: «هكذا كان ابراهيم يُعَوًّذُ اسحاق واسماعيل عليهما السلام» رواه البخاري.
اخوكم : ســـــيـــــك