السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كوني أنثى ، موضوع قيم ورائع
ويحمل في طياته الحكم الجمة
نقلته لكم لروعته وأهميته
v
v
v
v
~¤¥¤~كوني أنثى~¤¥¤~
يعتقد الكثيرون أن المرأة لا يُمكن مخاطبتها بالعقل بل بالعاطفة!
والواقع أن الرجل هو الذي لا يمكن أن تخاطبه زوجته بالعقل.. بل بالعاطفة..
ولا يعني الأمر - انعدام العقل هنا.. أو هناك.. لا سمح الله! - الجميع بحمد الله عاقلون!
والجميع يفهمون لغة العقل!
ولكن المهم ليس هو الفهم..
المهم حقاً.. هو التأثير!
إذا أرادت المرأة أن تؤثر في زوجها حقاً فيحسن بها أن تبتعد تماماً عن لغة العقل..
وأن تجعل قلبها يتكلم..
الرجل ضعيف جداً أمام قلب المرأة..
ويكاد يذوب رقة وإن تظاهر بالتماسك!
ولكنه عنيد - والمسألة لمجرد التوضيح لا التشبيه - حين تُخاطب المرأة فيه عقله.. حين تجعل عقلها هو الذي يخاطب عقله..
إنه يتحوَّل هنا إلى صخرة..
ويقسو قلبه..
ولا يوجد أرق من القلب.. ولا أقسى!
إن المرأة ذات الشخصية القوية، والعقلية الواضحة، يحسن بها أن تنسى هذا تماماً حين تكون بمحضر زوجها، وأمامه، وبين يديه، وتريد أن تسعده، وتسعد معه..
لأن سعادة الرجل مع أنثى.. لا مع رجل يشبهه..
ولا يعني هذا اقتصار قوة الشخصية على الرجل، وانحصار لغة العقل في الرجال، ولكنه يعني، أثناء الحديث عن السعادة الزوجية، الوجه الذي يجب أن تظهر به المرأة، لكي تسعد مع زوجها، وتسعده..
هذا الوجه يجب أن يكون وجه أنثى خالصة..
هنا كوني أنثى من أعلى رأسك إلى أخمص قدميك..
كوني الأنثى ضعيفة الشخصية أمامه، والمنسابة بأحاديث العواطف الناعمة، ولا يعني هذا - بحال - تخليك عن شخصيتك القوية، أو إلغائك لعقلك، ولكن لكل مقام مقال..
والرجال هم الذين قالوا:
حدثوا الرجل على قدر عقله.. وقدر عقل الرجل يختلف في كل مقام..
حين يكون مع الرجال فهو ينتظر حديث العقل..
وحين يكون مع زوجته فهو ينتظر حديث العاطفة والقلب..
وهو يعرف كيف يتعامل مع رجل أقوى منه شخصية..
ولكنه لا يعرف كيف يتعامل مع امرأة أقوى منه شخصية!
هو مع الرجل الأقوى منه شخصيّة إما أن يداريه ويحذر منه ويحاسب على كل قول أو تصرف يعمله معه إذا كان الله قد بلاه به كأن يكون رئيسه في العمل مثلاً..
وإما أن يهرب منه كما يهرب من ثقلاء الدم..
ولكن الأمر مع زوجته شيء آخر..
فإذا كانت قوية الشخصية شديدة المراس فإنه يحتار.. ثم يكتئب..
وقد يحتار.. ثم يختار!
فهو لا يمكن أن يداريها ويجاملها كرئيسه في العمل، لأنها ببساطة ليست رئيسته بل زوجته الذي يُفترض - كما عرف في كل تاريخه وثقافته - أن تطيعه وتلين معه وتشعره أنه هو الرجل وأنها هي الأنثى..
ولا يقتصر الأمر على الرجل العربي أو الشرقي كما يظن كثيرون.. فالرجل الغربي وغير الغربي ينفر من المرأة التي تطغى شخصيتها على شخصيته، ولا يرتاح لها، ولا يسعد معها، كما يتنافر مع المرأة التي لا تجيد غير حديث العقل.. فهو لم يتزوجها لهذا.. وهي لا تكمل فيه هذا.. ولا هو الشيء الذي يريده.. ولا هو الشيء الذي ينقصه..
الذي ينقصه هو الكلام الحنون والضعف الأنثوي اللذيذ - ولو كان مفتعلاً - وحديث المرأة للرجل.. لا حديث الرجل للرجل..
ما الفائدة؟!
وحين نقول للمرأة ذات الشخصية القوية:
"ليني مع رجلك"..
نعني هذا تماماً.. ولكنَّ هناك فرقاً بين أن تليني معه أو تليني له، في الأول أنتِ تمارسين طبيعتك الحلوة في أن تكوني رقيقة مع زوجك وأنثى أمام رجلك، وهذا يسعدك قبل أن يسعده، ويسعدك مراراً:
المرة الأولى: بممارسة طبيعتك التي تحنين لها في أعماقك..
والثانية: برؤية سعادة زوجك بممارسة أنوثتك أمامه، وإظهارك اللين معه.. وإسعاد الآخرين يسعد الإنسان السوي.. ويزيد مقدار السعادة إذا كانوا من المقربين ولا يوجد أقرب من الزوج في هذا المقام..
والثالثة: بما تحصدينه من نتيجة ذلك الزرع، بل ذلك الزهر والورد، فسوف يقبل عليك زوجك بحبور، ويحرص على إسعادك وتدليلك، ويشعرك صادقاً بأنوثتك، لأنه هنا يستطيع ممارسة دوره كرجل.. وهذا ما تريد أي امرأة فاهمة..
اللين مع الزوج مطلوب دائماً..
ولكن اللين للزوج يختلف حسب الظروف
ويد المرأة الذكية ميزان..
وتمثال العدالة في الثقافات الأخرى على شكل امرأة..
فالمرأة العاقل تستشعر العدالة..
وإن كنا لا نعترف بالتماثيل!
المهم أن اللين للزوج يختلف حسب الظروف..
فإذا كان طلبه يضر المرأة، فإن اللين مرفوض، واللين بمعنى الموافقة للاستجابة للطلب..
ولكن الأسلوب المزعج في الرد مرفوض أكثر..
وإن كانت المرأة لقوة شخصيتها قادرة على الرد بأسلوب مزعج، ودون أن تخاف..
كل شيء يمكن التعبير عنه بعدة أساليب.. وتعبير الرفض بأسلوب جيد مدروس وحازم معاً يرضي الرجل نسبياً ولا يكسر كرامته وكلمته.. أما تعبير الرفض بأسلوب فج.. مستفز.. فإنه يجعل الشرر يتطاير من عيني الرجل، ويشعره بكسر كرامته وكلمته وبأنه الأسفل!
وهذا يزرع الحقد لدى الرجل..
والمثل الناضج يقول:
"عاملي زوجك كصديق.. واخشيه كعدو.."
إن من سعادة أي رجل عاقل في هذه الدنيا أن تكون زوجته قوية الشخصية..
ولكن بشرط لا يكاد يتنازل عنه أي رجل في هذه الدنيا.. أيضاً..
هذا الشرط هو:
أن تكون قوية الشخصية مع غيره..
ضعيفة الشخصية أمامه..
وضعف شخصية المرأة أمام زوجها لا يعني بحال من الأحوال - ولا من الناحية الشكلية أيضاً - أن يعطي الأمر انطباعاً بالدونية، أو بالخوف والرهبة، ولكنه يقدم الانطباع الصحيح والسليم وهو أنها أنثى وهو ذكر، وحتى حين تكون شخصيتها القوية طاغية وتأبى إلا أن تمارس هذا الدور فيحسن بها أن تقمعها في داخلها أمام هذا الرجل بالذات: زوجها.. فهذا حق إنساني له عليها.. ولا تعني كلمة (إنساني) هنا الشفقة بحال، بل وضع الأمور في مواضعها، ويصح أن نضع بدل حق (إنساني) حق (اجتماعي) ولكننا لا نريد أن يؤخذ هذا الحق كشيء مفروض من الخارج، بل من صميم الذات الإنسانية..
إن الحياة الزوجية تقوم على التفاهم والمشاركة، ولكننا سنجد أنفسنا في بداية الأمر ونهايته نعني: التفاهم بين رجل وامرأة، والمشاركة بين رجل وامرأة، ويجب على كل طرف أن يقوم بهذا الدور لتسعد الحياة الزوجية، وإلا فإن إطلاق كلمتي التفاهم والمشاركة على علاقتهما لا يعني شيئاً، لا يعني خصوصية التفاهم بين الزوجين والمشاركة بين الزوجين، فكل الناس يتفاهمون..
وكلهم يتشاركون في العمل وفي أشياء كثيرة..
قلنا إن الرجل العاقل يسعد جداً بأن تكون زوجته قوية الشخصية بشرط أن لا تمارس هذا الدور معه، إلا للضرورة طبعاً.. لماذا يسعد؟ لأن قوة شخصية زوجته كسب هائل له ولأولاده ولمركزه ولنجاحه طالما كانت معه "وديعة لابقة" أما إن انقلب السحر على الساحر، أما إن مارست المرأة دور الرجل، وصارت أقوى منه أمامه، وتتحداه، وتخرج بلا إذن ولا حتى خبر، وتسهر في العزائم والزواجات بدون أن تعبره، ولا يهمها "لا تخاف منه" لأن شخصيتها قوية.. فتلك هي الكارثة.. وهي تصيب الرجل بالإحباط والإحساس بالذل والهوان.. تجعله يحتار في أمره ثم يختار.. وهو في الغالب يختار زوجة ثانية تكون عكس الأولى.. زوجة تحسسه أنه رجل