[glint]هـــلا وغـــلا [/glint]
سياسة التعليم:
تمهيد:
نعني بالسياسة التعليمية:
المبادئ التي يقوم عليها التعليم
والتي تحدد إطاره العام وفلسفته وأهدافه ونظمه.
وهناك مستويان لمناقشة سياسة التعليم:
المستوى الأول:
يعني بسياسة التعليم كما يعلنها المسئولون عن التعليم
في البيانات والوثائق الرسمية ويحددون فيها اتجاهات الدولة في التعليم.
المستوى الثاني:
نعرض سياسة التعليم كما في الواقع أو بمعنى آخر
كما نستخلصها من القرارات والإجراءات الفعلية التي تتخذ.
وأحياناً يتطابق كلاً المستويين وأحياناً أخرى نجد اختلافاً بينهما
نظرياً أو تطبيقياً. ونحن في هذا البحث سنتناول الموضوع
من منور المستوى الأول أي سنعرض سياسة التعليم
كما حددتها البيانات المعلنة.
المنظور الوصفي للتعليم:
معنى التعليم:
تحديد المقصود بمفهوم التعليم يمثل مشكلة أساسية،
ليس في حدود المعرفة النظرية لهذا المفهوم
وإنما للنتائج العديدة التي تترتب عليه،
والتطبيقات المختلفة التي ترتبط به ولعل رجوعنا لبعض الآراء
حول الموضوع يفيدنا في تحديد معنى التعلم
وما يمكن أن يترتب على تحديده من آثار.
وقبل الخوض في استعراض تلك الآراء
هناك في الواقع ثلاثة مفاهيم عامة
كان لها أثر كبير في التدريس وفي الخطط المدرسية والمناهج وهي:
التعلم كعملية "تذكر".
التعلم كعملية "تدريب العقل".
التعلم كعملية "تعديل في السلوك"
والمفهوم الأخير هو الذي يمثل حجر الزاوية في أغلب الاتجاهات الحديثة.
ونحن ننظر إلى التعلم على أساس أنه عملية تتضمن كل أنواع الخبرات
للحصول على نتائج تعليمية مرغوب فيها.
وأن التعلم يحدث عندما يتعرض التلميذ لخبرة كاملة
فيها العمل والنشاط –المعرفة- الغرض.
فالتعلم بهذا المعنى يغير من شخصية الفرد
بحيث لا يمكن أن يقال عنه أنه تعلم ما لم تتغير نظرته إلى الأشياء
ويتعدل سلوكه ويصبح أكثر قدرة على معالجة البيئة والحياة فيها.
وفي حدود هذا المعنى
تلتقي أغلب تعاريف التعلم فيعرفه جيتس Gates
مثلاً بأنه:
"تغير في السلوك له صفة الاستمرار وصفة بذل الجهود المتكررة
حتى يصل الفرد إلى استجابة ترضي دوافعه وتحقق غاياته".
ويعرفه ميرسل Mursell
بأنه –أي التعلم- يتضمن تحسناً مستمراً في الأداء.
وأن طبيعة هذا التحسن يمكن ملاحظتها نتيجة التغيرات التي تحدث
أثناء التعلم. فأوجه النشاط التي يبذلها الفرد يكون المقصود
فيها عادة في أول التعلم اكتشاف الموقف أكثر منها محاولة التمكن منه.
ولذلك فهي تتضمن غالباً الكثير من الاستجابات غير المميزة والخاطئة.
وباستمرار التدريب وبذل المجهود تقل الأخطاء
ويميل الموقف إلى التمييز والوضوح
ويصبح الفرد أكثر قدرة على التحكم فيه
وعلى إدراك العلاقات التي يتضمنها.
وهذان التعريفان (جيتس وميرسل) يختلفان عن تعريف جيلفورد Guilford
الذي يعرف التعلم بأنه:
"أي تغير في السلوك يحدث نتيجة استثارة"
وهو تعريف شامل لا يعطي حدوداً لعملية التعلم.
فتطبيق الاستشارة قد تمتد من متغيرات فيزيقية بسيطة
تستدعي نوعاً من الاستجابات لا يمكن أن نقول عنها
أنها متعلقة بمواقف أخرى غاية في التعقيد".
[blink]الخلاصة:[/blink]
ولعل من هذه التعريفات السابقة (جيتس وميرسل وجيلفورد)
ما يوضح حقيقة التعلم من حيث إنه:
تغير في سلوك الفرد أو (الكائن الحي)
ويمكن أن نقيسه نتيجة التحسن في أدائه.
وهو تغير يختلف في طبيعته عن الاستجابات التي تحدث
نتيجة عوامل ترجع إلى التكوين العضوي للكائن الحي
بل يحدث نتيجة تعرض الفرد أو (الكائن الحي)
لمواقف في البيئة الخارجية أو ظروف تثير فيه الرغبة للسيطرة عليها
والتمكن منها. ولا يتحقق هذا إلا نتيجة مروره بعدد من الخبرات
يمارس أثناءها أنواعاً من النشاط ويصل في النهاية
إلى التحكم في الموقف المعنى أو الوصول إلى حل بالنسبة له.
قيمة التعلم:
إن التعلم ليست في المعلومات نفسها
وإنما في استجابة نفس الطالب لها وتأثره بها
والتعليم عندما يفشل في توجيه حياة المتعلمين
فذلك لأن أنظمته وأساليبه تقوم على المغالاة في قيمة المعرفة
إغفال أهمية الوجدان والميول في حياة الإنسان.
جعلنا ننظر إلى غاية التعليم أنه كسب العلم
ولم يرق فهمنا للعلم فهما صحيحاً أو لم نفرق بين
العلم الحقيقي الحي الذي يتصل بتجارب المتعلم وأغراضه الحيوية
وبذا يصبح قوة فعالة في حياته-
أو بين المعلومات أو الأفكار الخالدة*INTER IDEAS
كما سماها الفيلسوف الإنجليزي هوايتهد
تشبيهاً لها بمحتويات البركان الخامدة
لأنها مجردة من القوة الدافعة،
فهي إذا دخلت العقل تبقى فيه منعزلة عن تيار تجارب المرء ووجدانه
إلى أن تطلب في امتحان أو في مناسبة أخرى
فتخرج من العقل كما دخلته ولم تؤثر أو تتأثر.
وفي هذا يقول الدكتور طه حسين
"إن التعلم ليس ترفاً، وإنما هو حاجة من حاجات الحياة وضرورة من ضرورتها".
"إنما التعليم كله على اختلاف أنواعه وفروعه
ضرورة من ضرورات الحياة في أي أمة متحضرة".
تاريخ التعليم:
إن دراسة تاريخ التعليم في البحث
ليست مقصورة على سرد وصفي للتاريخ فقط
ولكن أخذت دراسة الماضي لفهم الحاضر
ولكي تحقق دراسة التاريخ هذا الهدف
استلزم اتباع المنهج العلمي في استخلاص مفاهيم وحقائق،
وهذا ما تم اتباعه في هذه الدراسة،
وهذا المنهج يتضمن
"اعتبار التعليم ظاهرة اجتماعية تنشأ من عوامل موضوعية موجودة
في المجتمع فنمط التعليم السائد في المجتمع في وقت معين
لا يرجع إلى جهد فردي أو إلى عوامل ذاتية
بل إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة".
أيد د.طه حسين هذا بقوله:
"إن العلم لا وطن له ولكنه إذا استقر في وطن من الأوطان
تأثر بإقليميته وبيئته ليستطيع أن يتصل بنفوس ساكنيه".
والمنهج العلمي هو الذي يكشف لنا عن هذه الظروف ويربط بينها
وبين التطور التعليمي.
أو أن أوضح أن تلك الدراسة لا تطلب وصفاً أو ذكراً لأنواع التعليم بالتفصيل
بقدر ما تتطلب تحليل العوامل التي أدت إلى ظهورها أو اختفاءها أو تطورها.
نظام التعليم:
نشأت نظم التعليم نشأة طبيعية وتطورت مع تطور المجتمع الإنساني
في عصور الحياة المختلفة وتنوعت وتوسعت بتنوع المعارف الأساسية واتساعها.
فلقد قام التعليم في مبدأ الأمر لتعليم القراءة والكتابة وبعض أمور المعرفة،
ثم استمر الرد في النمو التعليمي
تحت تأثير تزايد الثقافة الإنسانية وتعقدها
وازدادت حاجته للبحث عن أفضل النظم التي تتبع في التعليم
سواء فيما يتعلق بسنوات الدراسة أو بمراحلها أو.. الخ،
ولقد تأثرت تلك النظم بالعديد من العوامل
التي ترتبط بظروف الحياة المتطورة في كل مجتمع.
ومن أهم هذه العوامل التي أثرت وما زالت تؤثر في النظم التعليمية هي:
الظروف الاقتصادية.
الثقافة السائدة.
الظروف الجغرافية.
نظم الحكم.
ومن هنا تعتبر النظم التعليمية نظماً قومية.
"فكل نظام تعليمي تمتد جذوة من ثقافة البلد وحضارتها-
هو نتاج عوامل كثيرة اقتصادية وتاريخية وسياسية واجتماعية
والحقيقة أن التعليم كأي مظهر من مظاهر الحياة في المجتمع
ما هو إلا انعكاس لظروف هذا المجتمع والقوى التي تتحكم فيه.
><>< بريديـــــــــات ><><
دمتم بخير
كلمــات مــن ذهــب
قال أحد الحكماء
لا ترضى قول أمرئ حتى ترضى فعله
ولا ترضى فعله حتى ترضى عقله
ولا ترضى عقله حتى ترضى حياءه