[align=center]
كان لرجل ابن وابنة يرعيان غنماً له , وبعد مضي زمن لاحظ الأب علائم الشحوب على ابنته , فسألها فلم تشك له من
شيء , غير ان حالها أخذ يسوء فأصبحت هزيلة نحيلة , فكرر الأب سؤال ابنته بدون طائل , فقرر ان يتابع الأمر
بنفسه , فصار يتعقبها في الفلاة , فاذا بأخيها يضع حدجة على رأسها ويأمرها ان تسير ثم يسدد بندقيته الى تلك
الحدجة فيصيبها من على رأس أخته , فهي في خوف دائم وهم مكبوت من أن تصيبها تلك الطلقة فتقتلها , وتجدر
الاشارة هنا إلى ان بنات البادية خاصة لايخبرن عما يضر بأخوانهن مهما بلغت التضحية ولدينا قصص لبعضهن
عرضن انفسهن للقتل أو الضرب المبرح مقابل التستر على أخوانهن وما يفعلون !
واللطيف أو المفجع في هذا الصدد أن شاباً من الحي سمع بهذه القصة و كيف صار ذلك الشاب ((صالح)) على
ألسنة الشباب فتيان وعذارى يمدحونه ويثنون على مهارته في الرماية , فقال ذلك الشاب : والله انني أستطيع
ذلك , فوضع حدجة على رأس أخته سلمى وأمرها بالمسير , فسدد الى الحدجة فأخطأها وأصاب رأس سلمى
فقتلها ! وفي ذلك يقول :
ياليتني صالح ولد عم بغدادْ
ما كان يا سلمى جمرتي فؤادي
أتمنى أن نالت استحسانكم تلك القصة من موروثنا الشعبي .[/align]