بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة السلام
يروى أن ذئبا من الذئاب قد دخل على قرية يسودها الهدوء والسكينة وعرف نفسه إليهم بأنه من مدينة السلام هذه المدينة متميزة عن باقي المدن بالكرم وطيبة أهلها والود والتراحم فيما بينهم وعندما كثرت التساؤلات عنه أخذ يمثل أمامهم أنه الإمام المتبع وأنه حذامي فإذا قالت حذامي فصدقوني فإن القول ما قالت حذامي .... !
من كل حلف عليها في سريرته * * * مثل الأفاعي وفيها السم يشتعل
يصادق فيغدر... يؤمن بسفك دم هذا وبأكل حق هذا ويصور لهم الأكاذيب حتى اكتشف أمره ثم أخذت هذه القرية بالشكوى إلى من فيهم الخير من البلدان المجاورة حتى لفت التهم لمدينة السلام وشوهت الصور المأثورة عن تلك المدينة فأصبحت مدينة السلام مدينة الأشباح والأشرار ...
هذه قصة أوردتها لمطلع حديثي عن تمثيل البلد بالخارج
إلى القراء الأعزاء :
من رام نيل العز فليصبح عـــلى * * * بلوغ المنايا واقــتحام الـمظائقي
وكـذلك /
إذا المرء لم ينهض بما فـيه مجده * * * قضى وهو كل في خدود العوائق
المجد العزة الكرامة الأصالة العادات التقاليد المتبعة في ديننا الحنيف لا بد من الوعي والإدراك وقوة البصيرة والنظرة الثاقبة لأبناء بلدنا الحبيب والوطن الغالي لكي نمثل البلد حق تمثيل ونبلغ الرسالة إلى البلدان الأخرى بأننا كلنا كتلة واحدة جمعها الله لنشر الدين الحنيف ...
هي كلمات أردت بها أن أوصل إلى ذهن المواطن الصالح بأن من يخرج خارج البلاد , سياحة أو عمل أو تجارة بأن يتصف بالإستقامة والأخلاق العالية أهم الصفات التي يتحلى بها المواطن الصالح وكذلك احترام الآخرين وتقديرهم ومودتهم في حدود الدين, إما على النقيض من ذلك فإن عدم مراعاة الأوامر والتكبر والتغطرس والإستعلاء والتهجم في الوجه والأساليب الجافة في المحادثات أو المناقشات تحط من قيمة الوطن والمواطن في نظر الآخرين وتبعد عنه في الوقت الذي يعي فيه المواطن إلى انشاء أوثق العلاقات مع المجتمعات السياسية والحكومية والفردية لأجل البلد.
لابد من أن يعي حتى الممثلين بالخارج بأن كتابتي هذه خاصة لهم والمواطن بشكل عام بأن يتميزوا بالذكاء والفطنة وبعد النظر ... يجب أن يكونوا ذو نظرة ثاقبة وبصيرة واعية حتى يتمكنوا من الحكم على الأمور التي يتعاملون معها في واقعها ... ولا أن يحكموا على الأمور في ظواهرها ... ويجب أن يتميزوا بموهبة الملاحظة وحب الإستطلاع وهي من الصفات التي ترتبط بمعرفة ماذا يفكر به الغرب تجاه البلد وتحسين الموقف في واقعه وأيضا المرونة والصمت والشجاعة الأدبية والثقافية والمادية وأيضا الصبر والجد والمثابرة والكرم .. بهذا تكون الرسالة قد وصلت نيابة عن خادم الحرمين الشريفين والشعب الكريم والوطن الغالي وبهذا نكون قد غيرنا نظرة الشعوب وكبح الأكاذيب المصورة تجاه بلدنا الغالي.
هذا ما أحببت أن أطرق به مسامع وقلوب القراء الاعزاء وكل من يحرص على سمعة البلد فإن شاء الله كلنا المواطن الصالح .
الفقير إلى عفو ربه
أبو سماهر الشمري
ألمانيا - بون 5/10/1427 هـ