مملكة سبأ (1200 ق.م-275 م) هي مملكة يمنية قديمة وهناك اختلاف حول مرحلة نشأتها إلا أنها ظهرت بوضوح في القرن العاشر ـ التاسع قبل الميلاد كانت أقوى الاتحادات القبلية في اليمن القديم ولم يرتبط اسم اليمن بأي مملكة بقدرها. استطاعت المملكة تكوين "فيدرالية" قبلية في البلاد ضمت مملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين وكل القبائل التابعة لهذه الممالك وأسسوا عددا من المستعمرات قرب فلسطين والعراق كما تشير نصوص آشورية وبعض الوارد في العهد القديم يعطي لمحة عن وجود سبئئ قديم في تلك المناطق الكثير من تاريخ المملكة السياسي غامض ونجح المستشرقين في إعادة كتابة تاريخ هذه المملكة وتنقيته من الخرافة والوضع الذي شابه من الإخباريين بعد الإسلام فلم تتوفر لهم المصادر المناسبة لسرد هذا التاريخ.
شهدت المملكة فترات صعود وهبوط متعددة وتعد واحدة من أطول الممالك عمراً واستقلالية عبر التاريخ إلا أنها ضعفت في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد تقريباً بسبب اكتشاف الرومان للرياح الموسمية وزوال الاحتكار والهيمنة اليمنية على التجارة البحرية على البحر الأحمر ولكنها كانت مملكة زراعية كباقي ممالك اليمن فهبوط نشاطهم التجاري البحري دفع زعماء القبائل لاستبدال النظام "الفيدرالي" القائم بحكم شمولي أوحد ،كانت الغلبة فيه لمملكة حمير وأحلافهم من كندة ومذحج في القرن الثالث الميلادي بعد حروب ونزاعات طويلة ضد قبيلة همدان ومملكة حضرموت
وسبأ اسم قبيلة من القبائل القديمة ،أما معناها فقد وردت نظريات كثيرة معظمها بطابع قصصي خيالي بلا دليل ولكن أشارت نصوص خط المسند إلى معنى قاتل أو حارب بلفظة "سبأ" ضمت هذه القبيلة عشائر عديدة إما بالحلف أو القوة ،وهي في عرف النسابة وأهل الأخبار جد من الأجداد القدامى التي يعود إليهم أصول كثير من القبائل العربية بل جل القبائل اليمانية تعود بسلسلة نسبها إلى سبأ ومن ثم إلى شخصية يعرب بن قحطان والأدلة الأثرية بشأن ذلك لم تكتشف بعد فسرد النسابة تأثر بطريقة اليهود في تعقب الأنساب وشبه تأليه الشخصيات القديمة بل كانت التوراة مصدرهم الذي استقوا منه تلك الأسماء بالإضافة لزيادات من عندهم وتعريب لأسماء تبدو في ظاهرها عبرية فهناك قبائل سبئية بلا شك بالإضافة لقبائل حضرمية وقتبانية ومعينية لم تكن جزءا من المملكة السبئية. ومرد ذلك أن النسابة وأهل الأخبار لم يعرفوا شيئا يذكر عن مملكة معين ومملكة قتبان فقد انتهى ذكر هذه الممالك ودخلت في مملكة حمير قبل الإسلام بعدة قرون.
كان السبئيون وثنيين وإلههم القومي كان إل مقه يليه آلهة القبائل الخاصة فلكل قبيلة إله يعقب الإله القومي كانوا آباءً للقبائل وفق معتقداتهم القديمة بالإضافة لتقديسهم للإله عثتر أكبر الآلهة والتي اجتمعت ممالك اليمن الأربع وقبائلها على تقديسه ذكرت سبأ في ثلاث كتب مقدسة لأتباع الأديان الإبراهيمية وأشهر القصص هي قصة ملكة سبأ وزيارتها للملك اليهودي الأشهر سليمان.
اشتهرت المملكة بسدودها وأشهرها سد مأرب القديم وسيطرتهم على الطرق التجارية التي أهمها طريق البخور وطريق اللبان ونقلوا نظام كتابتهم القديم المعروف بخط المسند إلى المواقع التي سيطروا عليها في شمال الجزيرة العربية، وشمال إثيوبيا وكان لهم نظام كتابة آخر عرف باسم الزبور