:
:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاتة
:
الخالد والشيخ ومنيف يشخصون علل الفريقين ويفتحون طريق البطولات
النصر والأهلي ..قضية معقدة حلولها سهلة
الأهلي والنصر
فريقان كبيران ومن أعرق الفرق السعودية
كانت لهما صولات وجولات حفظها التاريخ ولن ينساها
غابا ردحاً من الزمن عن منصات الذهب
ولأنهما محل اهتمامنا مثل جميع الأندية
تبحث (قووول اون لاين)
أسباب غياب هذين الفريقين العريقين عن البطولات
وكيف يعودان لمنصات الذهب،
وذلك من خلال آراء خبراء في الرياضة السعودية.
الخالد: 3 أسباب وراء الفشل .. و4 عوامل تكفل العودة
* التغيير الفني ضعضع الأهلي
* الفراغ الإداري أطاح بالنصر
* المدرب الوطني مطلوب فورا
البداية كانت مع المدرب القدير الكابتن عبدالعزيز الخالد مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي قال: " أولاً في عالم كرة القدم هناك مطلب مهم جداً وهو نجاح العملية التدريبية من خلال مثلث مهم وهو عمل إداري جيد وعمل فني جيد ولاعبين قدراتهم عالية وينفذون المطلوب وهناك جوانب أخرى قد تؤثر على العمل ولكن هذا المثلث متى ما توافق فتوقع النجاح والعمل الإيجابي وفي رأيي أن هذا المثلث موجود في الأهلي والنصر هناك عمل إداري جيد في كلا الفريقين وهناك لاعبين جيدين والدليل انضمام عدد كبير منهم للمنتخب السعودي والمنتخبات الأخرى، ودعنا نختصر الأمور في عدة نقاط، النقطة الأولى: وهو العمل الفني وهذا ربما يكون محط علامة الاستفهام, في الأهلي كثرة تغيير المدربين أخل بالاستقرار الفني بشكل كبير, وواضح أن الأهلي في هذا الموسم بالذات يشهد عملا إداريا مميزا جداً وهناك لاعبين على مستوى عال جداً خاصة في ظل استقطاب بعض اللاعبين مثل كامل الموسى وكامل المر وغيرهم ولكن في تصوري لم يوفق مسؤولو الأهلي في سرعة تغيير المدربين، وأعتقد أن الأهلي يحتاج إلى استقرار فني ويعطون الثقة المدرب ومن ثم محاسبته والاجتماع معه من المختصين, كذلك في الأهلي لم يكن المعسكر بحضور المدرب المسؤول وشاهدنا مشاكل على المستوى اللياقي وعلى مستوى الإصابات والحضور الفني داخل أرض الملعب بسبب عدم إحضار المدرب بوقت مبكر, وجميع هذه الجوانب مهمة ".
وأضاف الخالد منتقلا بالحديث للنصر: " أما النصر فإن المدرب تاريخه جيد والنصر استطاع استقطابه من وقت مبكر وإدارة النصر تعمل بشكل جيد ورائع وتم استقطاب عدد من اللاعبين المميزين والعمل الفني معقول إلى حد كبير ولكن هناك مشكلة طرأت في العمل الإداري من خلال الرواتب وغيرها وهذا ما شاهدناه إعلامياً وإن كان المهتمون بالشؤون النصراوية ينكرون هذا الشيء, ولكن أعتقد أن له دور كبير جداً في عدم وجود الاستقرار الإداري خاصة عندما استقال سلمان القريني وهو إداري ناجح ومعروف ومهم ثم كثر الحديث عن عامر السلهام وكذلك هو إداري مميز, إذن نختصر هذه الأمور بشكل عام ونقول: عدم وجود الاستقرار سواء الفني أو الإداري له تأثير على الفريقين سواء الأهلي أو النصر وهذا في تصوري يؤثر على العمل " .
واستطرد الخالد: " النقطة الثانية النصر والأهلي قدرهم أنهم تأخروا عن البطولات لفترة طويلة خاصة أنهم يمتلكون جمهورا كبيرا جداً وعريضا ويعتبرون من الأندية الكبيرة التي يساندها جمهور كبير, وهذا الجمهور الآن يشكل ضغطا نفسيا كبير على الإدارة واللاعبين بشكل كبير جداً سواء في الأهلي أو النصر والمطالبة المستمرة بتحقيق النتائج لا تساعد النصر ولا الأهلي على البناء والتحضير فدائماً يلعبون مباراتهم تحت الضغط النفسي وتحت الضغط الجماهيري وهذا يؤثر على عمل الإدارة وعلى أداء اللاعبين داخل أرض الملعب لذلك تجد التغيير باستمرار على مستوى المدربين واللاعبين واللاعب يحتاج إلى وقت حتى يتأقلم مع المدرب واللاعب الجديد أو قليل الخبرة لابد أن تصبر عليه حتى يمتلك الخبرة فإذن هذه الضغوط تؤثر نفسياً على أداء اللاعبين " .
ويكمل المدرب الوطني والخبير حديثه: " النقطة الثالثة: النواحي المادية ويبدو أن الأندية التي تنافس بقوة ترصد مبالغ مالية ضخمة جداً من خلال الشركات الراعية أو دعم أعضاء الشرف ولو أخذنا مثالا في الاتحاد ثم الهلال ثم الشباب لوجدنا دعما ماليا جيدا يساعد الإدارة على العمل الجيد واستقطاب لاعبين أجانب مميزين, الأهلي والنصر لم يوفقوا بشكل كبير باللاعب الأجنبي كما هو حال الهلال والاتحاد والشباب وهذا ربما يكون نقطة سلبية في النصر وفي الأهلي.
وأضاف الخالد قائلاً: " تغيير المدربين وتغيير اللاعبين الأجانب وعدم الصبر على اللاعبين وعلى المدربين له دور كبير جداً وهذا سببه الضغط النفسي والكبير على الإدارة من قبل الجماهير والنصر بالذات لا يحقق البطولات ومع ذلك الجمهور يحضر ويحفز ويدعم وهذا يشكل عبئ على اللاعبين وعلى الإدارة وهنا لا أقصد أن على الجمهور الانسحاب ولكن هذا قدر النصر أن يلعب تحت حضور جماهيري كبير ويطالبه بالنتائج دائماً وبالتالي هذا له أثر سلبي وليس له أثر إيجابي وإلا المعروف أن الجمهور له تأثير إيجابي, أما تغيير اللاعبين والمدربين له تأثير سلبي حتى على مستوى اللاعبين السعوديين ونشاهد الآن لاعبين بارزين في أندية في الممتاز كانوا في وقت قريب في النصر مثل الخوجلي وشريفي وفيصل سيف وشراحيلي وأحمد سعد وأحمد الخير وكلهم الآن يلعبون في الممتاز مع الفتح والرائد والأندية الأخرى ويقدمون مستويات مميزة وهذا دليل على عدم الصبر لأنهم لا يتحملون الضغط وبالتالي يتم التغيير بشكل مستمر وهذا دائماً يؤثر على الاستقرار الفني" .
وأردف المدرب القدير: " مستوى النصر هذا الموسم واضح والعمل الفني في النصر جيد ويوجد تغيير واضح وأداء اللاعبين داخل الملعب مميز وتم استقطاب لاعبين مميزين ويبدو لي أن النصر أميز حتى لو كانت النتائج ليس بطموح النصراويين أنفسهم ولكن يوجد عمل جيد والنتائج ليست الدليل الأوحد على أن العمل جيد أو لا وتظل المنافسة موجودة فإذا أنت تعمل غيرك يعمل فعندما تعمل ربما الفرق الأخرى والأندية المنافسة تعمل مثل عملك وبالتالي الميدان لا يتسع إلا لفريق واحد ولكن بصراحة النصر هذا الموسم أنا شخصياً توقعت أن يكون حضوره ملفت وتوقعت له المنافسة لأن هناك عمل إداري جيد وعمل فني جيد وعدد من اللاعبين المميزين داخل أرض الملعب ولكن الآن من خلال النتائج أثرت على استقرار الإدارة " .
وأعطى الخالد الوصفة لعودة الفريقين، قائلاً: " أولاً الصبر من قبل الإدارة ومن قبل الجمهور ويجب ألا يضغط وأنا ألاحظ النصر والأهلي معظم مبارياتهم كأنها مباريات نهائية وهذه مشكلة من حيث الضغوط النفسية التي على الجميع وشاهدنا مباراة النصر مثلاً والوحدة ومباراة الأهلي والتعاون رغم أن الفريقين على المستوى الفني وعدد الفرص أكثر بكثير من التعاون والوحدة ولكن لا زال الضغط وهاجس الخسارة وهاجس الضغوط الجماهيرية والخوف من الجمهور ومن الإعلام وربما أعضاء شرف بعيدين عن النادي يطالبون كذلك بنتائج، ثانياً .. يجب العمل على الاستقرار الفني مع (رأي شخصي) أنه يجب أن يكون هناك مدرب وطني موجود في الأهلي ربما يكون يوسف عنبر مثلاً ومدرب وطني في النصر يمكن أن يكون يوسف خميس أو علي كميخ أو صالح المطلق فهؤلاء قريبون من النادي وهم يعلمون قدرات اللاعب بشكل أكبر ثم يعطون الاستقرار فلو كان هناك أي هزة فنية يكون هناك مدرب موجود يعمل شيء من التوازن حتى إحضار مدرب جديد أو استمرار المدرب السعودي وهو قادر وأنا أراهن لو أتى طاقم فني سعودي متكامل بمدرب ومساعدين ومدرب لياقة ومدرب حراس في نادي النصر على سبيل المثال يوسف خميس وعلي كميخ وصالح المطلق وسليمان العيسى كمدرب حراس ودعم من قبل الجميع أنا أراهن على نجاحه لأنهم قادرين وقريبين من النصر " .
ويواصل الخالد حديثه عن الحلول الممكنة لعودة الفريقين لمنصات التتويج، فيقول: " ثالثاً .. يجب أن نعلم أن المنافسة موجودة ولا يمكن أن تعمل لوحدك فأنت تنافس فرقا تعمل مثلما تعمل أنت وهذه حال كرة القدم وهناك أندية عالمية كبيرة لا تحقق نتائج رغم أن لها اسم كبير في عالم كرة القدم ولا شك أن الأهلي والنصر من الأندية التي لها تاريخ كبير على المستوى السعودي والخليجي ولها حضورها ولكن هذه حال كرة القدم هناك أندية مميزة وأندية غير مميزة، رابعاً .. في عالم الاحتراف الكلمة للمال والموارد المالية الجيدة من الشركات الراعية أو أعضاء شرف داعمين يقفون وقفة صادقة وهذه المطالبة الحقيقية وأنا شخصياً كرياضي أتمنى من أعضاء الشرف في الأهلي وفي النصر أن يقفوا وقفة صادقة سواء بالدعم المالي أو المعنوي أو التحفيز بالحضور والمساندة وهذا مهم جداً بالنسبة لمسيرة الأهلي والنصر" .
واختتم عبدالعزيز الخالد قائلاً: " عودة النصر والأهلي للمنافسة والحضور الفني بشكل عالي لمصلحة الكرة السعودية وأندية جماهيرية كبيرة مثل الأهلي والنصر عندما تحضر بشكل جيد سوف ترفع مستوى الكرة السعودية وسوف تجعل الأندية الأخرى المنافسة تعمل بشكل أكثر من مضاعف وهذا ينصب في الأخير لمصلحة الكرة السعودية " .
محمد الشيخ: افتقادهما للعناصر المؤثرة أبعدهما عن الذهب
* تغيير المدربين والصراعات الداخلية حطم الطموحات
* السيولة الضخمة ستعيدهما لمنافسة
* القرار بالناديين صناعة إعلامية
وتحدث لــ(لقووول اون لاين) الأستاذ محمد الشيخ الكاتب بصحيفة الرياض الذي قال: " من وجهة نظري أن الأمور ليست فنية فقط هي أولاً تعتمد على الجانب الإداري ومن ثم النواحي الفنية, في النصر والأهلي تكاد تغيب الاستراتيجية الإدارية الحقيقية ومن يتابع الفريقين على الأقل خلال العشر السنوات الفائتة يجد أن هناك تقلبات إدارية سواء على مستوى مجالس الإدارات أو على مستوى الهيكلة الإدارية للفريق نفسه, هذا التباين وهذا التغير ينتج أيضاً تغير في الإستراتيجية وتغيير في الأفكار وبالنتيجة ينعكس ذلك على الجوانب الفنية, عدم الاستقرار الإداري انعكس على عدم الاستقرار الفني ولو لاحظنا في النصر وفي الأهلي كثرت تغيير المدربين من جهة وأيضاً كثرت تغيير اللاعبين سواء المحليين أو الأجانب وهذا الأمر أفقد الفريقين هويتهما " .
وأضاف الشيخ: " لو تكلمنا عن الفريقين بالتفصيل سنجد في الأهلي معضلة رئيسية تتمثل أولاً في غياب العناصر ذات القيمة الفنية الكبرى سواء محلياً أو بالنسبة للعناصر المستقطبة من الأجانب ولذلك الأهلي أكثر ما عاناه عانى من غياب العنصر الأجنبي المؤثر فالأهلي أكثر الفرق وقوعاً في شرك الأجانب (المضروبين) إن صح التعبير, ناهيك عن أن الفريق لا يملك الكتيبة التي تساعده على مقارعة فرق بحجم الهلال والاتحاد وكذلك الشباب, ففريق يفتقد للعناصر المؤثرة في بنك الاحتياط لا يمكن أن يصارع على موسم طويل جداً ولذلك ظل الأهلي يختطف البطولات ذات النفس القصير والأهلي لم يغب عن البطولات على الأقل السنوات العشر الماضية حقق بطولات محلية على مستوى كأس ولي العهد وحقق بطولة الخليج في العامين الماضيين وكذلك حقق البطولة العربية ولذلك هو لم يغب عن البطولات إنما حقق بطولات ذات النفس القصير ولكنه لم يستطع تحقيق بطولة الدوري منذ قرابة 26 عام والسبب يعود إلى أنه لا يملك الثقل الذي يمكنه من تحقيق مثل هذه النوع من البطولة التي تحتاج إلى كتيبة كبيرة من اللاعبين بحيث يتساوى الاحتياطيين مع الأساسيين, ناهيك عن أنه لم يستفد من دعم العنصر الأجنبي سواء حينما كان عدد الأجانب ثلاثة أو بعد ذلك حينما زاد عدد العناصر الأجنبية إلى أربعة, وحينما نتحدث عن أربعة أجانب فنحن نتحدث على الأقل عن ما يزيد على 40% من قوة الفريق وناهيك على أنهم أجانب بمعنى أنهم نسبياً 40% أما فعلياً فهم أكثر من ذلك باعتبار أنهم قيمة فنية كبرى بما أنهم أجانب, ولذلك طالما الأهلي ظل يراوح في الخلل على مستوى الإستراتيجية الإدارية وكذلك على مستوى التغييرات الفنية المتكررة سواء على مستوى المدربين أو اللاعبين المحليين أو الأجانب سيظل أيضاً يراوح مكانه بحين لا يستطيع أن يعود الأهلي الذي تتمناه جماهيره, ومتى ما حدث الاستقرار ومتى ما حدث الدعم المادي الحقيقي ومتى ما تمت عملية استقطاب في عناصر مؤثرة واستطاع أن ينافس الهلال والاتحاد تحديداً على جلب العناصر المؤثرة من الفرق الأخرى عند ذلك بمقدور الأهلي العودة للبطولات ".
ويضيف الشيخ: " أما النصر في هذا الجانب قضية أخرى النصر أولاً عاني من صراعات داخلية هذه الصراعات تسببت في انقسام النصراويين على نصرهم ولذلك تتغير في النصر الإدارات ولا تتغير المشاكل حدثت هذه المشاكل سواء في رئاسة الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) أو في رئاسة للأمير ممدوح بن عبدالرحمن أو في رئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن أو في الرئاسة القصيرة للأمير فيصل بن سعد وحتى اليوم برئاسة الأمير فيصل بن تركي هذه الانقسامات النصراوية النصراوية أفرزت خلل على مستوى الفريق ناهيك عن إن الفريق عانى ما عاناه من غياب السيولة المالية الكبيرة التي تجعله قادر أيضاً في الدخول في الصراع لاستقطاب لاعبين مؤثرين أمام الهلال والإتحاد, في السنتين الماضيتين حينما أتى الأمير فيصل بن تركي استطاع أن يأتي ببعض الصفقات أقول بعض الصفقات النوعية التي غيرت من وجه الفريق من فريق كان يصارع في فترة على مراكز المؤخرة إلى فريق استطاع أن يصل إلى المركز الثالث وهو المركز الذي لم يصله منذ ستة مواسم ولذلك ففريق النصر عندما تحقق له الاستقرار والدعم المادي القوي عاد, أما اليوم ففريق النصر يشتكي من ضايقة مالية قد تعيده إلى المربع الأول, ومتى ما استطاع النصر أن يستقطب اللاعبين المؤثرين والنجوم الذين يستطيعون الأخذ بيده لتحقيق البطولات فالنصر قادر بالفعل على العودة للبطولات وهو مؤهل للعودة للبطولات لكن هذا لا يأتي فقط بالتنظير أو بالكلام وإنما يأتي بالفعل والاستقرار أولاً وتكاتف أعضاء الشرف ثانياً وبضخ سيولة مالية كبيره وبموازنة والمهم هي الموازنة الحقيقية فالنصر اليوم يشتكي من عجز مالي ما يقارب 40 مليون وهو رقم غير طبيعي بينما نتكلم عن الهلال الذي صرف في الموسم الماضي قرابة 250 مليون ومثله الإتحاد الذي صرف ما يقارب 200 مليون, هذه الأرقام التي تجعل من الهلال والاتحاد هم الأعلى كعباً من بين الأندية ليس على مستوى السعودية بل على المستوى الآسيوي, ومتى استطاع النصر وأيضاَ الأهلي من توفير موازنات بهذا الحجم ومن تحقيق عناصر الاستقرار الإداري والفني فإنهما عند ذلك قادران على اقتسام كعكة البطولات مع الهلال والإتحاد عدا ذلك سيظلان ضيوف شرف على المشهد البطولي وإن استطاعا أن يخطفا بطولات فسوف تكون من بطولات النفس القصير" .
وأضاف محمد الشيخ قائلاً: " مشكلة الأهلي والنصر أن سياساتهم تقوم دائماً على ردود الأفعال الناتجة عن الإعلام النصراوي والأهلاوي أو الصادرة من أنصار النادي أو الجماهير تحديداً هذه السياسة سياسة ردة الفعل هي التي تجعل عملية تغيير المدربين سريعة ولك أن تتخيل أن زينجا الذي لم يمض عليه حتى الآن سواء 7 أسابيع رسمية مع الفريق هناك من ينادي بإقالته منذ الأسبوع الرابع في الدوري وكذلك الأهلي بمجرد أن خسر الثلاث مباريات أُقيل مدربه وثق تماماً لو أن الأهلي مضى بخساراته كما فرط في مباراة التعاون الماضية وقبلها مباراة الإتحاد لطلب أيضاً بإقالة المدرب الجديد ولذلك بناء السياسة الإدارية على ردة الفعل وليس على الفعل أو المواقف الإدارية والعلمية والمنطقية هي التي بالفعل تؤدي إلى هذا التغيير الدائم في المدربين وكذلك على مستوى اللاعبين ولك أن تتخيل أن النصر والأهلي فرطوا في لاعبين محليين وأجانب كانوا متميزين لمجرد أنهم لم يروقوا للإعلام الأهلاوي أو النصراوي أو لأنصار الفريقين " .
وأردف محمد الشيخ: " حقيقة نحن استبشرنا بالفريقين أولاً من جهة الأهلي من حيث الاستقطابات التي أحدثها بداية الموسم حينما تعاقد مع كامل المر وكامل الموسى قلنا بأن الأهلي قادر على الدخول في المنافسة ولا نقول أنه يستطيع إزاحة المنافسين, وأيضاً فريق النصر في حراكه الجاد في نهاية الموسم الماضي في التعاقد مع زنيجا والتعاقد مع الأجانب وباستقطاباته المحلية مثل عبدالرحمن القحطاني قلنا أن النصر أيضاً سيكون قادر على معالجة أوضاعه والدخول منافساً لكن أعتقد أن الأهلي عانى من مدربه النرويجي وسوء استقطاباته على مستوى الأجانب فجلب أربعة مهاجمين وأغفل معاناته التي تكمن في منطقة الظهر, النصر أيضاً عانى من ضايقته المالية والتي انعكست على أوضاعه الإداريه والفنية في الفريق ولذلك أعتقد أن هذين السببين شكلا أو كانا بمثابة عصا في دولاب الفريقين بمعنى أن الأزمة الفنية في الأهلي والمالية في النصر عرقلت مشروع عودة الفريقين للمنافسة ".
وأضاف الشيخ: " أعتقد أن الجمهور عامل مساعد وليس عاملا رئيسي بمعنى أن الشباب لا يملك جمهورا ولكنه يملك تنظيما إداريا ويملك قدرة مالية ويملك نجوما، هذه العناصر الثلاثة هي التي حققت لفريق الشباب ما تحقق من بطولات ورغم أنه لا يملك جمهور, صحيح أن الجمهور مؤثر ولكنه عامل مساعد وليس رئيسيا, الجمهور وحده لا يمكن أن يعيد الفريقين لساحة البطولات " .
منيف الحربي: تغيرت الظروف والأشخاص وظلت السمات نفسها
* عليهما إعادة صياغة ثقافتهما
* (الانتماءات الضيقة) ضيعت الناديين
من جانبه، قال الأستاذ منيف الحربي الكاتب بجريدة الشرق الأوسط: " بداية من الصعب أن يكون هناك تشريح فني ( كما يطلب السؤال ) لفريقي الأهلي والنصر منذ ابتعادهما عن البطولات حتى الوقت الحالي ، فالشخوص والظروف مرت بتغيرات كبيرة وتحولات حادة لكن الغريب أن السمات أو الملامح الفنية ظلت تهيمن على شخصية كل فريق رغم اختلاف الأحوال وتبدل المعطيات .. وإن خرج أحدهما من هذه الشخصية فهو سرعان ما يعود لها عند أول هزة طبيعية !!، لا يمكن التوسع دون شرح واف ومفصل ربما تضيق به المساحة .. لكن سأختصر برؤية خاصة تتمحور حول الثقافة ( إن صحت التسمية ) أو البيئة الموجودة في كلٍ منهما والتي لم يأت حتى الآن الشخص القادر على صياغتها من جديد ، مع احترامي لكل الأسماء ! " .
وأضاف منيف الحربي: " إذا كان لي أن أجيب بكلمة واحدة حول أسباب الغياب فسوف أقول ( الثورية ) ولشرح ذلك أحيلك لمقالة كتبتها في جريدة الشرق الأوسط مطلع 2010م .. وكان عنوانها ( النصر نادي ثوري ) ومنها ..
[ في برنامج إضاءات سأل تركي الدخيل ضيفه الأمير تركي بن خالد : هل لازلت عند رأيك بأن الهلال والاتحاد مؤسسات بينما النصر والأهلي شركات ؟ فأجاب الرياضي الخبير والذكي بنعم ..!
هذا التشبيه البليغ والموجز جاء داخل نطاق ( تجاري ) هو أقرب لما ينبغي أن تكون عليه الأندية ، لكن لو خرجنا إلى إطار أوسع واتجهنا لمقاربة سياسية لوجدنا الهلال والاتحاد أنظمة رأسمالية بينما النصر والأهلي أنظمة ثورية تقريباً .
الثورة من معانيها التغيير الذي يحدثه الشعب ومن مفرداتها الرائجة ( الكفاح ) ولديها شعارات رنانة وتظاهرات براٌقة .. ألم يسمِّ الأهلاويين أنفسهم بالمجانين ( مجانين في حبه مجانين )؟ ألا يبرع النصراويون في تسويق شعارات من قبيل ( النصر بمن حضر ) ؟ ألا يبدع الناديان في شحن المدرج ومنحه شعور بأنه السند وأنه قادر على إحداث التغيير ؟
في المقابل تميزت الأنظمة الرأسمالية بالتطور الاجتماعي والاقتصادي مع الإيمان بالليبرالية والديمقراطية .. أي أنها تعتمد على الإنجاز عكس الثورية المعتمدة على إلهاب المشاعر وتسويق الهتافات..!!
الأهلي يختلف عن النصر رغم انتماءهما للنموذج ذاته ، فالحراك في الأخير أكثر نشاطاً وسقف الطموحات أعلى ، وفيما يعني الأصفر تحديداً أتفهم أن تكون شخصيته العامة بهذا التكوين في مرحلة معينة ، لكن استمرار هذا الإرث الثقافي رغم تغير معطيات العصر يعيق التصحيح المنتظر ويؤخر الانطلاقة المفترضة ، وأجزم أن هذا النسق أثر كثيراً في التعاطي مع المشكلة الخليجية الأخيرة .. صحيح أن مباراة الوصل ربما لن تعاد في كل الأحوال لكن أقصد إدارة الأزمة بصورة حضارية مغايرة !
النصر كيان عريق متميز بنوعية انجازاته وشخصياته وتاريخه .. وله جماهيرية طاغية تمتد عبر الخليج والوطن العربي ، ولأننا نعيش زمن انفجار المعلومات والاتصالات فالنادي يحتاج إلى الخروج من إطاره القديم ولبس عباءة العمل المؤسساتي .
هذا التحول هو التحدي الأكبر الذي أشك أن الإدارة الحالية قادرة على القيام به .. هذا التحول أيضاً سيتم بصورة أكثر سرعة ونموذجية لو أقترب منه رجال بفكر الأمير حسام بن سعود ، غير أن المعضلة الحقيقية تكمن في أن الثقافة النصراوية لا تستوعب مثل هذا الأنموذج بالتالي حرمت النادي من عقليات فذة وحالت دون استفادته من أسماء كالأمير حسام والأمير تركي بن خالد وغيرهما الكثير ..! ] .. انتهت المقالة وآمل أن تكون وافيه حيال الإجابة على سؤالك عن أسباب الغياب !!
وحول تغيير المدربين واللاعبين وهل ساهم في عدم عودة الأهلي والنصر قال منيف: " لا .. لا .. تغيير المدربين بكثرة قد يكون ساهم في المزيد من الإرباك لكنه نتيجة وليس سبب ، فهو نتاج عدم الاستقرار العام الذي أدى بدورة لعدم الاستقرار على لاعبين أو مدربين لمدد طويلة ..! "
وأردف الحربي: بقدر سهولة الإجابة تأتي صعوبتها !!
كيف يعود الفريقان لمنصات البطولات ؟
المسألة ببساطة مدرب ممتاز لاعبين أجانب ومحليين مميزين وأجواء عمل احترافية واستقرار إداري .. لكن هذه المعادلة تحتاج لفكر يجعلها نظاما وشخصية لا مجرد حالة طارئة تمر بالفريق لعام أو عامين ثم تعود بعدها الأمور لسنوات الضياع !!! ما لم يتخلص النصر والأهلي من انتماءات الدوائر الخاصة والتقديس الذي يعيشانه بانتماءات ضيقة فلن يعودا للمنصات لأن الزمن تغير ولابد أن يسايره العمل إذا ما أراد أن يكون مؤسسياً حضارياً منفتح على كل المساحات والأطياف !!
وأضاف منيف الحربي: " القاعدة الجماهيرية الكبيرة حافظت على تواجد الفريقين وتعزيز مقاومتهما للمصاعب ، لكن الجمهور وحده لا يمكن أن يفعل شيئاً فدوره مختلف تماما " .
وعن مدى التغيير الإيجابي هذا الموسم قال الحربي: " نعم أشاهد تغييرات إيجابية لكنها تخلط الصحيح بالأخطاء، بالتالي لن تفلح بالجمع بين ماء العمل الجماعي المطلوب ونار الفردية الطاغية حتى لو ارتدت قناعا ".