[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:80%;background-color:black;border:10px solid green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية
.
.
في عام 1351هـ أعلن الملك عبد العزيز، رحمه الله، توحيد أجزاء هذه البلاد الطاهرة تحت اسم المملكة العربية السعودية بعد جهاد استمر 32 عاما أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله لتنشأ في ذلك اليوم دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل لها ولجميع المجتمعات البشرية.
في هذا اليوم المجيد الذي غير مسار الأحداث في العالم أجمع، تكونت المملكة العربية السعودية وأصبحت من الدول الرائدة عالميا خاصة في العالمين العربي والإسلامي، وهي تعيش حتى الآن في موجة تطور لا تنتهي منذ إعلان المملكة، حيث تسير الحياة فيها بجهود قادة هم امتداد للمؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، متمثلة في قائدنا خادم الحرمين الشريفين وملك القلوب وفخر العرب الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله. دولة تمتلك مثل هؤلاء القادة الأبطال لابد لها أن تكون دولة رائدة، ولهذا فاليوم الوطني للمملكة يجب أن يحتفل به العرب والمسلمون جميعا لأن في هذا اليوم كان الأمان في بداية خدمة الحرمين الشريفين وتحمل شرف خدمة المسلمين بكل أمانة وترحاب مما أعادت نشر ورفعت الإسلام عاليا.
لا تعني هذه الذكرى المتميزة مجرد مناسبة وطنية عابرة فحسب وإنما وقفة تأمل وإعجاب في قدرة الملك عبد العزيز على التحدي والبناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل وتوفيق من الله أولا ثم بالإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل أمور الحياة.
ويجب أن نشيد بهذا البناء الراسخ الذي ارتفع عاليا بوجود هذه المملكة التي أصبحت معلما أساسيا من معالم الحضارة الإسلامية الحديثة الحاسم في إعلاء كلمة المسلمين وفي تأكيد الصلة الإسلامية بين أبناء الأمة الإسلامية على اختلاف جنسهم وجنسياتهم.
من الصعب أن نتحدث هنا عن رجل في قامة وعظمة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ وذكراه العظيمة، في ذكرى يومنا الوطني، حيث تحتاج إلى الكثير من الوقت.. ولا يكفي؟ لأن مسيرة وسيرة هذا الرجل القائد يندر أن توجز بلقاء. فمهما كتب عن الملك عبد العزيز فهو لم يعط حقه كاملا، مهما بلغ من الثقافة والإنصاف والدراية بشخصية مؤسس هذا الكيان العظيم.
وقد كان الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ على علم ودراية بالحالة العامة في الجزيرة العربية في معظم أجزائها فلم تكن هناك أي هوية أو وحدة سياسية مع عزلة اجتماعية مهلكة وفقر وفاقة شديدين وغياب تام للأمن وشعور مطلق بالخوف بمعنى أدق كان يتخبط الجزيرة الثالوث الرهيب (الجوع والخوف والمرض).
وما سمعناه من الآباء والأجداد لا يتسع المقام لحصره ويكفي أن أضرب مثلاً واحداً، وهو معروف في كل أجزاء الجزيرة العربية قبل توحيدها، وهو أن «الخارج من داره لأي غرض مفقود والعائد إليها مولود» فالغارات على المدن والقرى وبين القرى والقرى والبادية وعلى عابري السبيل هي الحدث المتصل، حتى غدت بعض الجرائم مثل (قطع الطريق، السرقات، الغزو) من الأعمال المقبولة والمبررة عند كثير من الناس.
واستذكر في هذه الذكرى المشرقة باعتزاز وتقدير للملك عبد العزيز طيب الله ثراه على ما حقق لهذه البلاد المترامية الأطراف ولمواطنيها من خير كثير نتج عنه وحدة أصيلة حققت الأمن والأمان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهاده وعمله الدؤوب فكانت أمنا وأمانا وبناء ورخاء. حيث شهد توحيد هذه البلاد ملحمة جهادية تمكن فيها الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ من جمع قلوب وعقول أبناء وطنه على هدف واعد نبيل جعلهم يسابقون ظروف الزمان والمكان ويسعون لإرساء قواعد وأسس راسخة لهذا البنيان الشامخ فتحقق للملك عبد العزيز هدفه النبيل الذي استمر في العمل من أجله سنين طويلة.
فلا شك أن الملك عبد العزيز عبقرية سياسية قلّ أن يتمتع بها نظراؤه من أبطال التاريخ فكان صاحب رأي وحكمة وكلمة وعقل، صان البلاد ووحدها وحسن الزراعة والمواصلات والصحة وازدهرت في عهده التجارة واهتم بالحجاج وراحتهم.
ورحل الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بعد أن أرسى منهجا قويما سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه المستمدين من شرع الله المطهر كتاب الله وسنة رسوله. وتولى أنجاله من بعده مقاليد الأمور في البلاد فتتبعوا خطاه وساروا على نهجه فحققوا الكثير من الإنجازات.
حيث يزداد يوما بعد يوم احترام العالم أجمع وتقديره للدبلوماسية السعودية التي حققت العديد من الإنجازات المشهود بها سواء على الصعيد الإقليمي أو على الساحة الدولية على اتساعها وكثرة الفاعلين فيها.
احترام العالم وتقديره للمملكة ودبلوماسيتها لم يأتِ من فراغ وإنما هو نتاج طبيعي لأسس وثوابت وركائز مميزة قامت عليها الدبلوماسية السعودية منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبد العزيز - طيب الله ثراه - والتزام أبنائه الميامين من بعده، هذه الركائز والثوابت قائمة على الحكمة والاتزان والموضوعية في التعامل مع الأحداث والمستجدات على الساحة الدولية وتعزيز التضامن العربي ونصرة الحق وإغاثة الملهوف وسلوك الطرق الودية في حل الخلافات مع الغير، وتغليب مصلحة الشعوب على ما عداها. كل هذه الثوابت والمرتكزات التي تقوم عليها الدبلوماسية السعودية.
فالمملكة أصبحت ضمن الدول المتقدمة في شتى المجالات، إضافة إلى ثقلها السياسي عالميا. فقد قدمت الحكومة كل الدعم اللازم للمواطن السعودي في كافة المجالات الصناعية والزراعية والتجارية وإن قرب انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية يأتي تتويجاً لجهودها في مجال التجارة وتنمية الاستثمارات الداخلية، ولا يخفى على القاصي والداني الجهود الحثيثة والجبارة التي تبذلها المملكة في المجالات الأخرى لتطوير علاقاتها مع دول العالم كافة وتنسيق وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية ودول العالم ولا تزال المملكة تقدم كل الدعم وتسخر كافة الإمكانات لدعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
لقد حققت المملكة العربية السعودية من المنجزات ما يستوجب الإعجاب والانبهار، من توفير الرخاء للمواطن السعودي، وتعزيز البنيات الأساسية في مواكبة حثيثة لوتيرة النمو الاقتصادي والحركة العمرانية الهائلة إلى جانب وضع أسس جديدة لتنظيم المملكة وترسيخ قواعد الشورى.
واليوم الوطني يجعلنا نعتز بماضينا ونفخر بحاضرنا ونتطلع لمستقبلنا المشرق إن شاء الله. اليوم الوطني هو يوم خالد يحثنا على الدعاء للسواعد التي أرست هذا الكيان الشامخ والسواعد المستمرة في عمليات البناء والتنمية وحفظ الأمن.
ومما مكن الملك عبد العزيز من تحقيق أهدافه وطموحاته بعد توفيق الله: عبقريته الفذة وحسن خلقه وتعامله مع القريب والغريب. فكل من قدر له مقابلة الملك العزيز من عامة الناس أو الوفود أو القادة، يشهد له بدماِثة الخلق والفراسة وحدة الذكاء وكرم الضيافة وإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف والجرأة في الحق والقوة والحزم على الظلم والجور، والهيبة وعلو الهمة في غير تكبر، والتبسط مع العامة في غير تصنع...
رحم الله الملك عبد العزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجميع أبنائه الذين تعاقبوا على الحكم من بعده. وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين الأمير سلطان والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الأبي وأدام على مملكتنا الحبيبة بالمزيد من السؤدد والفخار وباطراد الأمن والآمان والرخاء والازدهار.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]