س : هل صحيح أن مما يستفاد من قوله تعالى ( عرف بعضه وأعرض عن بعض ) أن التنبيه على الخطأ مطلوب ، ولكن كثرة اللوم لا فائدة منها ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لخلقه القويم لم يكثر من التثريب على زوجتيه ؟
ج : الحمد لله وبعد .. نعم؛ هذا صحيح ، ولهذا يقول صاحب المحرر الوجيز: "وقوله تعالى " واعرض عن بعض " أي تكرما وحياء وحسن عشرة قال الحسن ما استقصى كريم قط" اهـ وفي الوسيط لسيد طنطاوي: "وقوله - سبحانه - : { عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ } بيان للمسلك السامى الذى سلكه - صلى الله عليه وسلم - فى معاتبته لحفصة على إفشائها لما أمرها أن تكتمه والمفعول الأول لعرف محذوف أى : عرفها بعضه . أى : فحين خاطب - صلى الله عليه وسلم - حفصة فى شأن الحديث الذى أفشته ، اكتفى بالإشارة إلى جانب منه ، ولم يذكر لها تفاصيل ما قاله لها سابقا .لسمو أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - إذ فى ذكر التفاصيل مزيد من الخجل والإحراج لها . قال بعضهم : ما زال التغافل من فعل الكرام ، وما استقصى كريم قط " اهـ . والله أعلم. سليمان الماجد