[frame="13 98"]
ان شاء الله يعجبكم مقالي
إن انشراح الصدر وراحته من أهم الأشياء التي يسعى الإنسان للوصول إليها ، قال تعالى : " رب اشرح لي صدري " ،فإن انشراح الصدر له أسباب عديدة منها :
قوة التوحيد: وهي سبب لانشراح الصدر وطرد الهم والغم، وتفويض الأمر لله تعالى الرب الحميد ، وأن يوقن بأن الله عز وجل وحده الذي يجلب النفع ويدفع الضر الشديد،وأنه تعالى لا رادّلقضائه ولا معقب لحكمه ،فهو الفعال لما يريد ، وهو عدل في قضائه، يعطي من يشاء بعدله، ولا يظلم أحداً فهو الرب المجيد.
حسن الظن بالله تعالى سبباً لانشراح الصدر ، وذلك بأن تستشعربأن الله تعالى فارجٌ الهم و كاشف الغم ،فإذا أحسن العبد ظنه بربه،فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب، قال الله تعالى: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }، ولقد جاء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله،وإن ظنّ شراً فله ".
كثرة الدعاء : سبباً لانشراح الصدر وخاصة أدعية أذكار الصباح والمساء مع شدة الإلحاح على الله بذلك، فيا من ضاق صدره وتكدر أمره، ارفع أكف الضراعة إلىمولاك،وبث إليه حزنك وشكواك ، واسكب العبرات لربك رب البريات ، في سائر الأوقات ، واعلم أن الله تعالى أرحم بك من أمك وأبيك وصاحبتك وبنيك.
ترك المعاصيو المنكرات والمبادرة لذلك لسبباً لشرح الصدر ، وذلك بتفقد النفس ، فإن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، واعلم بأن الذنوب باب عظيم يجلب على العبد المصائب والويلات، وكما قال الله تعالى :"وَمَآ أَصَابَكُمْمِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِير "ٍ، ولقد جاء أن العباس بن عبدالمطلب رضي الله تعالى عنه ، عندما استسقى قال في دعائه : اللهم إنه لم تنزل عقوبة إلا بذنبولا تنكشف إلا بتوبة .
أداءالفرائض والعبادات : سبباً لانشراح الصدر ، وكذلك المداومة على فعل الطاعات ، والإكثار من النوافل من صلاة وصيام وغير ذلك من بر وإحسان وصدقات، وهي من أسباب محبة الله تعالى لعبده، ولقد جاء عن أبيهريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن اللهقال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،وما تقرب إليّ عبدي بشيءأحبإليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافلحتى أحبه، فإذاأحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر بهويده التي يبطش بها،وإن سألني لأعطينه،ولئن استعاذبي لأعيذنه".
مجالسة أهل الخير والصلاح : سبباً لانشراح الصدر ، لأن مجالسة أهل الخير والصلاحوالاستئناس بسماع حديثهموالاستفادةمن علمهم وتوجيهاتهم ، هو مرضاة للرحمن، ومسخط للشيطان،وكذلك تجنب الوحدة وخاصة عند اشتدادالأمور عليك،فإن الشيطان يزيد العبد وهناً وضعفاً إذا كان وحيداً،فالشيطان من الواحد أقرب ومن الاثنين أبعد وليس مع الثلاثة،واعلم إنما يأكلالذئب من الغنم القاصية.
قراءة القرآنتدبراً وتأملاً سبباً لانشراح الصدر،وكذلك الإكثار من تلاوته آناء الليلوأطراف النهار،وهو من أعظم الأسباب في جلاء الأحزانوذهاب الهموم والأسقام، و تورث في القلب الطمأنينة والأمن والأمان ، ولقد قال الله تعالى : " الَّذِينَ آمَنُواْوَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ}
الرضا بالقضاء والقدر وما ألم بالبشر من صروف الدهر فهي كلها بيد الله خالق الجان والبشر.
وندعو الله أن يشرح صدورنا ويفرج همومنا ويلهمنا السداد والرشاد ومحبة العباد والنجاة من النار يوم التناد .
[/frame]