يعد المعلم من أهم الشخصيات التي تؤثر على تربية النشء إن لم يكن أهمها على الإطلاق؛ فالطالب يقضي مع معلميه ما لا يقل عن ست ساعات متصلة يومياً طوال العام الدراسي يكون الطالب فيها في أفضل حالات نشاطه وحيويته، وقد صدق قول الشاعر الذي وصف المعلم بأنه كاد أن يكون رسولا، وتعتقد فئة غير قليلة من المعلمين أن دورهم يقتصر على تقديم المادة العلمية فقط للطالب متناسين دورهم التربوي الذي لا يقل أهمية عن دورهم التعليمي، ويجب أن يدرك المعلم أن سلوكه محسوب عليه؛ لأنه قدوة للطلاب ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن الطالب يعتبر المعلم بمنزلة والده داخل المدرسة فهو يراقب سلوكه وتصرفاته وهما ما يتركان أثراً كبيراً على الطالب بعد ذلك.
ودور المعلم التربوي كل متكامل لا يتجزأ فتصرفاته داخل صفه وحديثه مع طلابه داخل وخارج الصفوف ومشاركاته طلابه خلال يومهم الدراسي ومساعدته لهم في حل مشكلاتهم التعليمية والاجتماعية والنفسية كل ذلك داخل ضمن العملية التربوية.
وقد فطن المتخصصون في التربية لذلك فظهر الاتجاه الذي ينادي بأن يتم إشراك المعلم في تنفيذ الخطط العلاجية والنفسية للطلاب فيما يعرف بمؤتمر الحالة (فريق عمل متخصص في الدراسة النفسية والاجتماعية للطالب بينهم معلموه).
وإنني أهيب بالسادة أصحاب التراخيص ومديري المدارس الاهتمام بالدور التربوي للمعلم وسلوكه داخل وخارج الصفوف، وليعلم المعلمون أن سلوكهم محسوب عليهم أمام طلابهم حتى وإن كان خارج المدرسة.
متوسطة وثانوية أنس بن مالك