يعيش مواطن طاعن في السن وزوجته العجوز حياة بلا كهرباء، قاضيين الليل في الظلام وغير قادرين نهارا على تحمل تقلبات الجو واستخدام أية أجهزة كهربائية بعد أن فصلت شركة الكهرباء التيار الكهربائي عنهما بتوجيه من أمانة المدينة المنورة.
ومنذ شهر رمضان، يدفع المواطن سعد سمير التميمي ثمنا باهظا لتعقيدات الإجراءات البلدية وغياب نظام يمنع قطع وسائل الحياة الرئيسة، كالماء والكهرباء، عن المواطنين في مثل سنه مهما تكن الذريعة طالما يلتزم المواطن بسداد تكلفتهما.
يقول سعد التميمي: "فوجئت بحضور ممثلين من البلدية وشركة الكهرباء بنية قطع الكهرباء بسبب مخالفة لدي في البناء تمثلت في إنشاء غرفة جديدة داخل الحوش ووضع عازل عن الأمطار". ويوضح: "سارعت إلى البلدية مبديا استعدادي لتحمل أية مخالفات حتى لا يقطع عني التيار الكهربائي".
ويعتقد التميمي أن الأخطاء يمكن أن تكون واردة خاصة مع عدم علمه بكافة أنظمة البلدية إلا أنه لم يرتكب خطأ شنيعا وتصرف في ملكه.
وبعد أن عرض المواطن استعداده لتحمل المخالفة المسجلة عليه، طلب منه المراجعة لاحقا لحين استكمال الإجراءات، إلا أنه فوجئ مرة أخرى بقطع التيار الكهربائي عن منزله في رمضان المنصرم.
يقول التميمي: واصلت مراجعة البلدية دون نتيجة، وقابلت رئيس البلدية الفرعية المسؤولة عن الحي ولم أخرج بشيء، ثم فوجئت بأن أمانة المدينة المنورة قد خاطبت إمارة المنطقة زاعمة أنني لا أراجع البلدية ومعتبرين ذلك سببا لقطع الكهرباء عني.
احتاج التميمي إلى جولات واسعة بين أروقة البلدية قبل أن يكتشف ما أثار لديه الشك، فمعاملاته كانت تدور باسم ابنه محمد الذي يعمل خارج المنطقة، علما بأنه ليس للأخير أية علاقة بالمنزل.
ويضيف: هذه ليست المرة الأولى التي أواجه فيها المشكلة، فنفس البلدية الفرعية كانت قد سجلت معاملة عام 1414هـ باسم والدي المتوفى منذ نحو 70 عاما.
ويعتقد ابن صاحب المنزل، حمدان سعد التميمي، أن والده يواجه ضغطا مدروسا من أمانة المدينة المنورة في سبيل إلغاء الصك الشرعي واستحواذها على الأرض.
ويشير حمدان إلى نزعة قديمة لدى الأمانة في الحصول على الأرض قبل أن يوثق والده امتلاكه لها بصك شرعي عام 1422هـ "حين باشرت أمانة المدينة ممارسة الضغوط للتنازل عن الأرض أو جزء منها على حد قوله.
ويشير الأخير إلى الإجراءات التي يصفها بالغريبة التي اعترضت معاملة والده لدى البلدية في سبيل استعادة التيار الكهربائي، ويتساءل "كيف يمكن تبرير وجود اسم أخي الذي ليس له علاقة بمعاملة والدي واسم جدي المتوفى منذ أكثر من نصف قرن خاصة أن معاملة أبي معروفة جيدا لدى الأمانة بحكم المدة وبحكم ملاصقة منزله لمبنى البلدية؟.
ويذهب حمدان ووالده إلى أن البلدية مصممة على ممارسة كل ما يمكن لتعطيل أية خطوة يتخذونها لإنهاء المشكلة، ويدللان على ذلك بأنها رفضت إعطاء تصاريح للتصرف في الأرض رغم أن الأب أفرغها لابنه للخروج من المأزق
******
لا تعليق