[align=center]لو دامت لغيرك
اذا ماتولى احد صغار النفوس واصحاب المعادن الرديئة مسؤولية وجلسة على كرسي واصبح رئيساً على عشرة أو حتى خمسة من الموظفين نسي نفسه فتبختر وتجبر ومشى على الأرض مشية فرعون واعتقد انه بذكائه وعبقريته وصل إلى هذا المنصب وان من يعمل تحت رئاسته من الناس اقل منه شأنا واقل ذكاء فيحتقرهم ان لم يكن ظاهراً فبينه وبين نفسه والصفيق الساذج هو الذي ينم سلوكه وتعامله مع الذين يعملون تحت رئاسته عن سوء خلقة واستصغاره لهم وغروره بسلطانه عليهم ويعتقد انه يتحكم في ترقياتهم وأرزاقهم فيخافونه ويضعف إيمان بعضهم فينافقه ويتزلف إليه ويريق ماء وجهه ناسياً أن الله هو الرازق ذو القوة المتين .
ولا تعلم هذا النوع من صغار النفوس وأصحاب المعادن غير الأصلية ان الكرسي دوارة وهي حقيقة يعلمها كل الناس لكن البعض ينساها إذا ماجلس قوق كرسي دوار ينسى ان الكرسي لن يتوقف عن الدوران وانه في إحدى دوراته سيسقط منه ، وينسى الحكمة البالغة التي تقول ((لو دامت لغيرك ما وصلت اليك )) ويعرف هذا النوع من البشر أنه لم يصل إلى الكرسي بجدارة وعن استحقاق وإنما قذفت به الظروف أو الحظ أو الواسطة أو سوء الاخبيار في أحسن الأحوال .
المهم في الأمر أن الأسباب ليس لها علاقة بقدراته وعبقريته ومع ذلك تجده يسئ استغلال منصبه ويخل بأمانة عمله ويعطل الإنتاج بإشعال الفتن بين الموظفين وإشغالهم بأنفسهم وبالتوافه من الأمور وإذا اكتشف ان بينهم من هو افضل منه واكثر استحقاقا وجدارة وإنتاجاً اضطهده ونكل به أو أفسده أو أبعده فيخسر به العمل موظفاً ممتازاً وما أكثر المؤسسات التي خسرت وما أكثر الدوائر التي فشلت في تحقيق أهدافها التي وضعها لها اكبر المسئولين بسبب هذا النوع من الرديء من صغار المسؤولين.
لهذا فإن ((حسن الاختيار )) أمانة عظيمة ولا عمل ينجح بدون نظام
لذلك يجب ان يكون تعيين صاحب العلم الذي يفتقر لمقومات الشخصية القيادية.... مضيعة للعلم وخسارة على الإدارة فما بالنا بالذين ليس لديهم علم ولا موهبه ولا نفس أصليه تكون الخسارة مضاعفه والكارثه بهم أعظم
قال تعالى((إن خير من استئجرة القوى الأمين))[/align]