قصاصات عن معرفة العبد بربه
قصاصات عن معرفة العبد بربه
قال ابن القيم في كتابه إعرف ربك
:"عطاؤه كلام وعذابه كلام،{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}يس:82،
فإذا أشرقت على القلب أنوار هذه الصفات، اضمحل عندها كل نور،
ووراء هذا ما لا يخطر بالبال، ولا تناله عبارة... والله المستعان وعليه الاتكال"
قال الإمام القيم ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
( من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،
ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،
ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،
ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،
ومنه من يعرفه بالعزة والكبرياء،
ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،
ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،
ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،
وأعم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه ؛ فإنه يعرف ربًا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال،
منزه عن المثال، برئ من النقائص والعيوب، له كل اسم حسن، وكل وصف كمال،
فعال لما يريد، فوق كل شيء، ومع كل شيء، وقادر على كل شيء،
ومقيم لكل شيء ، آمر ناه، متكلم بكلماته الدينية والكونية،
أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء،
أرحم الراحمين، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين،
فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه،
وبحال السالكين بعد الوصول إليه) ا.هـ
"إن اللذة والفرحة وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه إنما هو
في معرفة الله – سبحانه وتعالى – وتوحيده والإيمان به...
وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه،
ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه" .
شيخ الاسلام بن تيمية
"العبد كماله في أن يعرف الله فيحبه، ثم في الآخرة يراه ويلتذ بالنظر إليه" ابن تيمية
وقال ابن القيم رحمه الله :
" من عرف الله بأسمائه و صفاته و أفعاله أحبه لا محالة "
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: وإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل:
أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته: الليل والنهار والشمس والقمر،
ومن مخلوقاته: السماوات السبع، ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما،
والدليل قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ
وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. )[سورة فصلت 37]
وقوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. )[سورة الاعراف54]
ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى: أنه قيل لابن عباس: بماذا عرفت ربك؟ فقال:
من طلب دينه بالقياس لم يزل دهره في التباس، خارجاً عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج،
عرفته بما عرَّف به نفسه، ووصفته بما وصف به نفسه،
فأخبر أن معرفة القلب حصلت بتعريف الله وهو نور الإيمان،
وأن وصف اللسان حصل بكلام الله وهو نور القرآن.