اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2011, 11:44 PM   رقم المشاركة : 1
sadem
رائدي برونزي
 
الصورة الرمزية sadem
الملف الشخصي






 
الحالة
sadem غير متواجد حالياً

 


 

تشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم

تشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم

"أحوال السلف"


لقد فقه سلفنا الصالحون عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة، فاستوحشوا من فتنتها،

وتجافت جنوبهم عن مضاجعها،وتناءت قلوبهم من مطامعها،

وارتفعت همتهم على السفاسف
فلا تراهم إلا صوامين قوامين، باكين والهين،

ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تشي بعلو همتهم في التوبة والاستقامة، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات.


وهاك طرفًا من عباراتهم وعباداتهم التي تدل على تشميرهم وعزيمتهم وهمتهم:

قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه،
ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.


وقال وهيب بن الورد:
إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل،

وقال الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان التركستاني:
ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة
إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه.

وقال أحد العباد:
لو أن رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه
فمات ذلك الرجل غمًا ما كان ذلك بكثير.

وقيل لنافع: ما كان ابن عمر يفعل في منزله؟
قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.




وكان ابن عمر إذا فاتته صلاة الجماعة
صام يومًا، وأحيا ليلة، وأعتق رقبة.

واجتهد أبو موسى الأشعري قبل موته اجتهادًا شديدًا،
فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟
فقال: عن الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأسَ مجراها
أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلها
أقلُّ من ذلك، قال: فلم يزل على ذلك حتى مات.

وعن قتادة قال: قال مورق العجلي:
ما وجدت للمؤمن في الدنيا مثلاً إلا مثل رجلٍ على خشبة
في البحر، وهو يقول: "يا رب يا رب" لعل الله أن ينجيه.

وعن أسامة قال: كان من يرى سفيان الثوري يراه
كأنه في سفينة يخاف الغرق، أكثر ما تسمعه يقول:
"
يا رب سلّم سلّم".


وعن جعفر: دخلنا على أبي التياح نعوده، فقال: والله إنه
لينبغي للرجل المسلم أن يزيده ما يرى في الناس من التهاون
بأمر الله أن يزيده ذلك جدًا واجتهادًا، ثم بكى.





وعن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز
رحمه الله قال: ما رأيت أحدًا أكثر صلاة ولا صيامًا منه ولا أحدًا أشد
فرقًا من ربه منه،كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه
ثم ينتبه فلا يزال يبكي تغلبه عيناه، ولقد كان يكون معي في الفراش
فيذكر الشيء من أمر الآخرة فينتفض كما ينفض العصفور من الماء
ويجلس يبكي فأطرح عليه اللحاف.

وعن المغيرة بن حكيم قال: قالت فاطمة بنت الملك: يا مغيرة،
قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصيامًا من عمر ابن
عبد العزيز ولكني لم أر من الناس أحد قط كان أشد خوفًا من ربه
من عمر، كان إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال
يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته جمعاء.



وكان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، ويصوم في الحر حتى يخضر
جسده ويصفر، فكان علقمة بن قيس يقول له: لِمَ تعذب نفسك؟
فيقول: كرامتها أريد، وكان يصوم حتى يخضر جسده ويصلي
حتى يسقط، فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له:
إن الله عز وجل لم يأمرك بكل هذا،
فقال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئًا إلا جئت به.





وقيل لعامر بن عبد الله: كيف صبرك على سهر الليل وظمأ الهواجر؟
فقال: هل هو إلا أني صرفت طعام النهار إلى الليل ونوم الليل إلى النهار؟
وليس في ذلك خطير أمر، وكان إذا جاء الليل قال: أذهب حرُ النار النوم،
فما ينام حتى يصبح.

وعن الحسن قال: قال عامر بن قيس لقوم ذكروا الدنيا: وإنكم لتهتمون؟
أما والله لئن استطعت لأجعلنهما همًا وا حدًا، قال: ففعل والله ذلك حتى لحق بالله.


وعن أحمد بن حرب قال: يا عجبًا لمن يعرف أن الجنة تُزيَّن فوقه والنار تُسَعَّرُ تحته
كيف ينام بينهما؟


وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطًا في مسجد بيته يخوّف به نفسه،
كان يقول لنفسه: قومي فوالله لأزحفن بك زحفًا، حتى يكون الكلل منك لا مني،
فإذا دخلت الفترة (الفتور) تناول سوطه وضرب به ساقه، وقال:
أنت أولى بالضرب من دابتي،
وكان يقول: أيظن أصحاب محمد r أن يستأثروا به دوننا؟ كلا والله
لُتُزاحمَنَّهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.





وكان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت: رجلٌ أصيب بمصيبة،
منكسر الطرف، منخفض الصوت، رطْب العينين، إن حركته جاءت عيناه بأربع،
ولقد قالت له أمه: ماذا الذي تصنع بنفسك؟ تبكي الليل عامته لا تسكت؟
لعلك يا بني أصبتّ نفسًا، لعلك قتلت قتيلاً، فيقول: يا أماه، أنا اعلم بما صنعت نفسي.


وقال هُشيم تلميذ منصور بن زاذان: كان لو قيل له
إن ملك الموت على الباب ما عنده زيادة في العمل.


وكان صفوان بن سليم قد تعقدت ساقاه من طول القيام،
وبلغ من الاجتهاد ما لو قيل له: القيامة غدًا ما وجد مزيدًا،
وكان يقول: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي.


وعن موسى بن إسماعيل قال: لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة
ضاحكًا قط صدقْتُكم، كان مشغولاً بنفسه، إما أن يحدث وإما أن يقرأ
وإما أن يسبح وإما أن يصلي، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال.


وعن وكيع قال: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى،
واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة.


وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها
إلا وجدناه مطيعًا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليًا،
وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوطئًا أو عائدًا أو مشيعًا لجنازة
أو قاعدًا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل.



فهؤلاء هم أنموذج السالكين الصادقين

.

فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
وهذه كانت سيرتهم في مجاهدة النفس ومغالبة الهوى
فاستحضرها عند هبوب ريح الكسل وسل الله حسن العمل








التوقيع :

رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هنا الشجاعة فقط .. فهل عندك شجاعة مثلهم ..؟؟!!! عبدالله المطيري :: منتدى الصور والكاريكاتير:: 9 02-06-2011 12:50 AM
كما تكونوا يولى عليكم <الأثري> المنتدى الإسلامي 7 22-10-2009 01:51 PM
حال الصحابة اوقات الشدائد, فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم أبوإلياس المنتدى الإسلامي 5 18-05-2007 06:16 AM



الساعة الآن 06:36 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت