أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى ( ولقد بوأنا بني إسرائيل مبؤا صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) (92) سورة يونس .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيرها: أي أنزلهم الله وأسكنهم في مساكن آل فرعون وأورثهم من المطاعم والمشارب وغيرهما فما اختلفوا في الحق حتى جاءهم العلم الموجب لاجتماعهم وائتلافهم ولكن بغى بعضهم على بعض وصار لكثير منهم أهوية وأغراض تخالف الحق فحصل بينهم من الاختلاف شيء كثير وهو سبحانه يقضي بحكمه العدل الناشئ عن علمه التام وقدرته الشاملة .
وهذا هو الداء الذي يعرض لأهل الدين الصحيح وهو أن الشيطان إذا أعجزوه أن يطيعوه في ترك الدين بالكلية سعى في التحريش بينهم وإلقاء العداوة والبغضاء فحصل من الاختلاف ما هو موجب لذلك ثم حصل من تظليل بعضهم لبعض وعداوة بعضهم لبعض ما هو قرة عين اللعين وإلا فإذا كان ربهم واحداً ورسولهم واحداً ومصالحهم العامة متفقة فلأي شيء يختلفون اختلافاً يمزق شملهم ويشتت أمرهم ويحل رابطتهم ونظامهم فيفوت من مصالحهم الدينية والدنيوية ما يفوت ويموت من دينهم بسبب ذلك ما يموت .
فنسألك اللهم لطفاً بعبادك المؤمنين يجمع شملهم ويرأب صدعهم ويرد قاصيهم على دانيهم ياذا الجلال والإكرام .
( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
وصلى الله وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..........
محبكم
الداعية المعروف
الشيخ / عطا الله بن عبد الله العتيبي