دُمُوعُ غَرْنَاطَةْ
1-
غَرْنَاطَةُ الْأَجْدَادِ ، يَا مَجْدًا زَهَا
تَسْري بِكِ الْأَنْسَامُ تَشْدُو أُمَّةً
غَيْنَاءَ دَامَتْ رِفْعَةً
فَاحَتْ بِأَمْجَادٍ ، وَأَسْبَابِ الْعُلَا
دَامَتْ قُرُونًا ،خَضَّبَتْ
مُلكًا بِأَيْدِ الْعُرْبِ قَدْ جَابَ الْمَدَى
2-
رَغْمَ الْعِدَا ، ظَلَّتْ شُمُوسًا لَمْ تَغِبْ
قَامَتْ عَلَى دِينٍ وَعِلمٍ تَسْتَقِي مِنْ عَزْمِهَا
تَزْهِي بِهَا الْأيَّامُ إِحْقَاقًا لَهَا
طَافَتْ نَوَاحِي الْكَوْنِ ، أَعْلَامًا وَعَمَّتْ نَهْضَةً
تَعْلُو جِبَاهَ الْأَرْضِ مُلْكًا يَزْدَهِي
يَا ثَغْرَ مَجْدٍ فِي زَمَانٍ قَدْ خَلَا
بُنْيَانُهَا يَرْنُو لمَاضٍ لَمْ يَزَلْ
فَوْقَ الْبَرَى ، يدْعُو صُرُوحًا قَدْ غَدَتْ
حُلْمًا وَ آمَالَ الْوَرَى
3-
يَادَمْعَةً سَالَتْ حَنِينًا ، أَحْرَقَتْ
أَنْفَاسَ صَمْتٍ قَدْ سَرَتْ مِنْ حَسْرَةٍ
يَا مُنْتَهَى مُلْكٍ تَلَاشَى لَمْ يَعُدْ
4-
ضَاعَتْ قُرُونٌ وَانْطَوَتْ
أَمْسَتْ نَعِيمًا ، ثُمَّ أَضْحَتْ غُرْبَةً
قَدْ أُخْرِجَتْ مِنْ جَنَّةٍ ؟
أَمْ أَغْدَفَ الْأعْدَاءُ سِتْرًا كَالرَّدَى ؟
أَمْ أُغْطِشَ اللَّيْلُ الذِي دَامَتْ عُيُونُ الْبَدرِ فِيْهِ بَينَنَا؟
5-
كَيْدُ الْعِدَا فِيْنَا سَرَى
هبَّتْ رِيَاحٌ أَضْرَمَتْ حِقْدًا ،دَفِينًا قَدْ جَرَى
بَينَ الْهَوَى ، وَالْكَأسِ فِي لَهْوٍ غَوَى
مَاجَتْ لَيَالٍ فِي صَخُوبٍ أًسْكِرَتْ
صَارَتْ نِدَاءَاتُ الْوَغَى تَدْعُو الْغَوَانِي لَا الْعَوَالِي لِلْحِمَى
أَسْيَافُهَا أَمْسَتْ رُسُومًا ،زِيْنَةً
مَا عَادَ فِي أَغْمَادِهَا غَيْرُ الْعَوَادِي تَصْطَلِي أَيَّامَهَا
والْتَّفَّ أَعْوَانٌ ، وَصَالُوا فُرْقَةً
6-
يَا أُمَّةً صَارَتْ لِقيْدٍ حِيْنَ نَاخَتْ عِزَّةٌ
بَاتَتْ صُرُوحُ الْمَجْدِ تَعْوِي ،تَنْزَوِي
قَدْ دَبَّحُوا دَبْحًا رُؤُوسَ النَّخْوَةِ
وَجْدًا عَلَى لَيْلِ الْغَوَانِي ، والْجَوَارِي والْهَوَى
صَاحَتْ عُرُوشٌ كالدُّمَى
صَاحَتْ عَدُوِّي يَا غَيَاثِي مِنْ أَخِي
هَبَّ الْأَعَادِي كَي يَنَالُواالْنَّهْزَةَ
صَالُوا وَجَالُوا كَالرَّدَى
قَدْ أَضْرَمُوا نَارًا ، وَثَأرًا، غِيلَةً
ثُمّ اسْتَبَاحُوا أرْضَهَا حتَّى تَهَاوَى كُلُّ عَرْشٍ عِنْدَهَا
7-
دَمْعُ النَّدَى يَنْعِي شِفَاهَ الْوَرْدِ فِي فَجْرٍدَمَى
عِنْدَ الْمَغِيبِ الشَّمْسُ صَارَتْ كَالْغَوَادِي تَنْفَطِرْ
وَالْأَرْضُ تَحْسوُ مِنْ وَجِيْعٍ ، مِنْ دِمَاءٍ أنْهُرَ
مَاعَادَ غُصْنٌ أَو نَسِيمٌ يَرْقُصُ
فَوْقَ الرُّبَا تَبْكِي طُيُورٌ أَيكَهَا
تَحْتَ الثُّلُوجِ ، النَّارُ تَخْبُو ، تَتَّقِدْ
نَوْحُ السَّبَايَا رَاحَ يَرْجُو رَحْمَةً
8-
فِي لِيْلِ دُجْنٍ قَدْهَوَتْ (غَرْنَاطةُ) الْأَمْجَادِ يَا عِزَّ الْوَرَى
حتَّى تَلَاشَى عُودُهَا
وَاسْتَسْلَمَتْ
9-
يَا رَوْحَ أُمٍ قَدْ شَقَتْ ، تَأْسُوعَلَى مُلْكٍ هَوَى
تَهْجُو أَمِيْرًا قَدْ جَثَا
صَاحَت :أَتَبْكِي مِثْلَمَا تَبْكِي نِسَاءٌ عِرْضَهَا
فَلْتَبْكِ رُوْحًا قَدْ فَنَتْ
فَلْتَبْكِ مُلْكًا قَد زَوَى ، مَا صُنْتَهُ
ضَاعَتْ بِلَهْوٍأمَّةٌ
عَارٌ عَلَيكَ الْآنَ يَبْقَى لِلْمَدَى
10-
غَابَتْ شُمُوسُ الْعِزَّةِ
نَاحَتْ طُيُورُ الدَّوْحَةِ
سَالَتْ دُمُوعُ الْفْرْقَةِ
حَلَّ الْعِدَا فِي دَارِنَا حَتَّى اسْتَبَاحَ عِرضَنَا
11-
مَا أَشْبَهَ الْيَومَ الذِي يَمْضِي بِنَا
ضَاعَتْ كَأَمْسٍ أرضُنَا
صِرْنَا شَتَاتًا نَقتَتَلْ
نَسْتَعْذِبُ الْأَحْقَادَ فِيْنَا ،تَغْتَلِي
12-
يَا قُدْسُنَا: غَارَتْ أَمَانِينَا بِدَرْبٍ كَالرَّدَى
نَسترحِمُ الأمجادَ فينا قَد فَنَتْ
13-
فِي كُلِّ أرضٍ صَرخةٌ ، وَ كُّلِّ دارٍ دَمعةٌ
وَ الوَهمُ صَارَ مأربًا نعدُو بهِ إلى العِدا
يا اُمُّةً إبكِي علَى أيَّامِنَا
وَ مثلمَا نَبكِي عَلى أمجَادِنا
كأنَّنا نرى المدَى
غَرْنَاطَةُ الأجدادِ في مرمى العِدا
شعر : مراد الساعي
من ديواني الورقي ( الرجفة الكبرى )