أصْيَد بن سلمة السلمي
رضي الله عنه
إسلامه
بعث رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سريّة ، فأسروا رجلاً من بني سُليم يقال له الأصيد بن سلمة ، فلمّا رآه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- رقّ له ، وعرض عليه الإسلام ، فأسلم000
إسلام والده
وكـان لـه أب شيـخ كبيـر ، فبلغـه ذلـك فكتـب إليـه :(000
مَنْ راكبٌ نحو المدينة سالماً00000حتى يُبلِّغَ ما أقولُ الأصْيَدا
أتركتَ دينَ أبيكَ والشمّ العُلى00000أوْدَوا وتابعتَ الغداة محمدا
فـلأيّ أمرٍ يا بني عققتنـي00000وتركتني شيخاً كبيراً مفندا
فاستـأذن النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فـي جوابـه ، فـأذن لـه ، فكتـب إليـه :(000
إنّ الذي سمَكَ السماءَ بقدرةً00000حتى علا في ملكه فتوحدا
بعثَ الذي لا مثله فيما مضى00000يدعو لرحمتهِ النبي محمدا
ضخم الدسيعة كالغزالة وجهُهُ00000قرناً تأزّرَ بالمكارم وارتدَى
فدعـا العبـادَ لدينـهِ فتتابعـوا00000طوْعاً وكْرْهاً مقبلين على الهُدى
وتخوَّفوا النّارَ التي من أجلها00000كان الشقيّ الخاسرُ المتلددّا
واعلـم بأنّـك ميّـتٌ ومحاسـبٌ00000فإليَّ مِن هذي الضلالةِ والرَّدَى
فلمّـا قـرأ كتـاب ابنـه أقبـل إلـى النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فأسلـم00000
عمرو بن ثابت بن وقش
رضي الله عنه
استشهاده
كان أبو هريرة يقول : حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يُصلِّ قط000فإذا لم يعرفه الناس سألوه : من هو ؟000فيقول : أصيرم بني عبد الأشهل ، عمرو بن ثابت بن وقش000وكان يأبى الإسلام على قومه ، فلما كان يوم خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى أحد بدا له في الإسلام فأسلم ، ثم أخذ سيفه فعدا حتى دخل في عرض الناس ، فقاتل حتى أثبتته الجراحة000
فبينما رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به ، فقالوا :( والله إن هذا للأصيرم ، ما جاء به ؟)000فقالوا :( ما جاء بك يا عمرو ؟ أحَدَبٌ على قومك أم رغبة في الإسلام ؟)000قال :( بل رغبة في الإسلام ، آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ، ثم أخذت سيفـي فغدوت على رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- ثم قاتلت حتى أصابنـي ما أصابني )000ثم لم يلبـث أن مات في أيديهم ، فذكروه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال :( إنه من أهل الجنة)000
الأعشى المازنيّ
الشاعر
واسمه الأعشى : عبد الله بن الأعور المازني ، ويُقال له الحرمازي ومازن وحرماز أخوان من بني تميم000
الأعشى وامرأته
أتـى الأعشـى النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- وأنشـده :(000
يا مالكَ الناس وديّان العـرب00000إني لقيتْ ذِرْبَةً من الذُّرَب
غدوتُ أبغيها الطعام في رجب00000فخلفتني في نِزاعٍ وهَرَب
أخلفـتِ العهدَ ولطـتْ بالذنب00000وهُنّ شرُّ غالِبٍ لِمَنْ غَلَب
وسبب هذه الأبيات أن الأعشى كانت عنده امرأة اسمها معاذة ، فخرج يمير أهله من هجر ، فهربت امرأته بعده ناشزاً عليه ، فعاذَتْ برجل منهم يُقال له مطرف بن بهصل ، فجعلها خلف ظهره ، فلمّا قدم الأعشى لم يجدها في بيته ، وأُخبر أنها نشزت عليه ، وإنها عاذَتْ بمطرفٍ ، فأتاه فقال له :( يا ابن عم عندك امرأتي مُعاذة ، فادْفَعها إليّ )000فقال :( ليست عندي ، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك )000وكان مطرف أعز منه ، فسار الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فعَاذَ به وقال الأبيات ، وشكا إليه امرأته وما صنعت ، وأنّها عند مطرف بن بهصل ، فكتب النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- الى مطرف :( انظر امرأة هذا مُعاذة ، فادفعْها إليه )000فأتاه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقُرِىء عليه فقال :( يا مُعاذة ، هذا كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيكِ ، وأنا دافِعُكِ إليه )000قالت :( خُذْ لي العهد والميثاق وذمة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا يُعاقبني فيما صنعت )000فأخذ لها ذلك ودفعها إليه ، فأنشأ يقول :(000
لعمرك ما حبّي معاذة بالذي00000يغيّره الواشي ولا قدم العهد
ولا سوء ما جاءت به إذ أزلها00000غواة رجال إذ ينادونها بعدي