لا يوجد لاعب في تاريخ الكرة السعودية الطويل جمع المجد من اطرافه سوى الظاهرة والاسطورة «سامي الجابر» فهو وحده الذي حقق جميع الالقاب وصعد لجميع المنصات وساهم بلغة الارقام لا لغة العاطفة والميول والنفوس المتارجحة بين المطمئنة والامرة بالسوء في رقي وتطوّر الكرة السعودية والحدث الكبير في انتقالها «جذرياً» الى مصاف متقدمة توازي العالمية وتهبط عنها بقليل يمكن ان تصل اليه بعد الاكاديميات والاحتكاك.
ورغم ان الجابر «ظهر» وسط كوكبة هائلة من النجوم في ناديه او الكرة السعودية في بداياته الا انه استطاع بمهاراته الفذة وبفكره الراقي ان يحجز له موقعاً مهماً بين الكبار وما هي الا سنوات قليلة حتى استطاع ان يتربع على القمة تاركاً للاخرين النظر من اسفل باعجاب منقطع النظير.
وهي «مكانة» لم يتحصل عليها الا لانه يمتلك كل الامكانات اللازمة والاليات المنفذة على ارض الواقع فهو من خلال ناديه يصنف على انه اكثر لاعب سعودي «يسجل» في المباريات الختامية وباهدافه الحاسمة المثيرة تجيّر البطولات لفريقه بل هو الهداف التاريخي لناديه الهلال بل انه تجاوز لقب الهداف المحلي لناديه ولدوري بلاده ليتحصل على هداف الخليج والعرب واسيا في بطولات مختلفة ولان الارقام لايمكن ان تكذب او تدلس او تحابي او تجامل فقد اوردت اعلى سلطة رياضية في العالم «الفيفا» احصاءاتها الاخيرة قبل شهر من الزمان وفيها تربع الجابر على مكانة عالية صنفته اولاً بجوار عمالقة المستديرة «بيليه ومارادونا» وزاد على ذلك انه تحصل على المركز السادس في تاريخ الفيفا كاكثر اللاعبين تسجيلاً في التصفيات الموهلة لاكبر بطولات العالم واحتل المركز الثالث في قائمة اللاعبين «الاكثر» مشاركة مع منتخب بلاده بعد «العميد» الدعيع والمكسيكي «سواريز» ناهيكم الى انه يمتلك «شخصية» قيادية قادرة على التاثير على الاخرين والتفاعل الايجابي معهم وهي امور صقلت بالتعلم والثقافة والتربية الخلاقة الحسنة اضافة الى حسن اخلاقه وتصرفاته وطوال تاريخه الطويل لم يصدر منه ما يسيئ للاخرين او لشخصه حتى مع من ينال منه «في الرايحة والجاية» وهو رغم كل ما حازه وتحصل عليه لم يجد «الدعم اللوجستي» الذي وجده اقرانه بل على النقيض من ذلك كانت الالسن والاقلام «تسن» للنيل منه في كل المناسبات وان تحصل على منجز شخصي او جماعي جيرّ هذا الانجاز الى الجماعة او الظروف او الحظ او خطا فردي منه تنصب «المشانق» وتحضر «النوائح» وتقام الماتم.
ليس لفترة زمنية قصيرة بل انها تمتد لسنوات طويلة بدليل التهكم ب«ثمانية المانيا» لانه شارك بها وغض الطرف عن «ثمانية البرازيل». ،والادهى والامر ان سهام الانتقادات تطاله وهو في مهمة وطنية كما يحدث الان من بعض «كتاب الغفلة» وهي امور تسيء لاصحابها وتكشف عن سوء نواياهم.. فالعالم باسره يحتفي بابطاله وبانجازاتهم الشخصية في حين نحن «نقزم» هذه المنجزات وان استطاعوا فقد يمسحونا عن الوجود ولكن هيهات ان تحجب الشمس بغربال ولانه من فئة «مالئي الدنيا وشاغلي الناس» في حين هو ينام ملء جفونه فقد ترك لهم «القرحة والغثيان» وامتع العاقلين والباحثين عن ازدواجية المهارة الفكرية والتي يختص بها عمن سواه وترجل عن جواده الاصيل بعد ان امضى سنوات من البذل والعطاء والمتعة والمنجزات ليتحصل في الاخير على الحب الكبير واللقب الاكبر في تاريخ الكرة السعودية «الاسطورة».
** في العارضة ** * نقول مراراً وتكراراً ان لقب الاسطورة السعودية لا يستحقه سوى الجابر مع منافسه عميد لاعبي العالم الدعيع.
* في مباراة اليابان حرص البرازيليون على اهداء الكرات السهلة لزميلهم رونالدو ليتمكن من تحطيم رقم اسطوري في حين صنف الجابر على انه «اناني» لانه سدد كرة من على طرف الصندوق في لقاء اسبانيا.
* لانه «الجابر» فقد انتقد لانه تمتع باجازته وبقي في المانيا في المقابل غض الطرف عن اربعة اخرين بقوا هناك فقط لانهم ليسوا «سامي».
* لانه سامي الجابر فلن يتركوه في شانه فهو كالشجرة المثمرة يقذف بالحجارة الطفولية ويرد عليهم بالمنجزات العملاقة.
* ولانه سامي الجابر فقد اختار لغة الفلاسفة الحكماء في الرد على منتقديه واحتكم الى منهجية العقل الحصيف والعمل المثمر بدلاً من «الانزلاقات» التي يبحثون عنها.