[عن سهل بن سعد، قال: مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا:
رجل من أشراف الناس؛ هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع،
وإن قال أن يسمع لقوله، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم. ثم مر رجل آخر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هذا؟ قالوا: يا رسول الله هذا رجل من فقراء
المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح،
وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله.
[فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، اسمعوا هذا الجواب الرهيب]فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا. متفق عليه.
يا الــــــــــلـــــه !!!!!!
هذا خير من ملء الأرض من هذا !!!!!!!!
ولا تذهب بعيدا!!!
واسأل نفسك هل أساوي عند الله شيئا أم أن هناك من هو خير من ملء الأرض من مثلي!!!
يا الـــــــلــــــه !!!!!!!!!!
كم هو أمر عظيم وشأن مهيب وسؤال هائي نسينا أن نسأله لأنفسنا !!!!
ولكي تعرف كم تساوي عند ربك
أسوق لك بعض الأمثلة ممن يساوون عند الله الشيء الكثير.
1- عن علي رضي الله عنه قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء (قيل في رواية: عود أراك)
فانكشفت ساقه فنظر أصحابه إليها، فضحكوا من حموشة ساقيه
(أي دقة ساقيه فقد كانت رفيعة للغاية لفقرهم)! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما تضحكون؟ والذي نفسي بيده لرجل عبد الله أثقل في الميزان من أحد.
صحيح رواه البخاري في الأدب المفرد.
يا الــــــلـــــه رجله أثقل من جبل فما بال قلبه لو وزن؟؟؟؟؟؟
2- عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ. متفق عليه.
يا الــــــلـــــه!!! هل تتخيل هذا؟؟؟؟ رجل عادي مثلي ومثلك له قدمان ويدان وجسد ...
. مثلي تماما.... وعندما مات اهتـــــــــز له عرش الرحمن.
يا الــــــلـــــه كم يساوي هذا عند الله ؟؟؟؟؟ وكم أساوي أنا؟؟؟؟
3- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رب أشعث (وفي رواية أغبر ذي طمرين لا يؤبه له)
مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره. رواه مسلم.
هل يمكن أن تتخيل هذا؟؟؟ عبد بكل المقاييس الدنيوية حقير ولكنه يقسم على من؟
على الله!!!!!!!
على الملك!!!!!!!
فيجيبه الله على الفور!!! يا الــــــلـــــه!!!!!
4- جاء في سير أعلام النبلاء من ترجمة محمد ابن المنكدر
رحمه الله: قال ابن المنكدر: إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل أدعو،
فإذا بإنسان عند اسطوانة (عمود) مقنع رأسه يقول: أي ربي إن القحط قد اشتد
على عبادك وإني مقسم عليك يا ربي إلا سقيتهم. [ يا الــــــلـــــه أنه يقسم على الله، فماذا حدث]
فما كان إلا ساعة وإذا بسحابة قد أقبلت ثم أرسلها فأمطرت الدنيا.
قال ابن المنكدر: وكان عزيزا علي أن يخفى علي أحد من أهل الخير.
رجل يقسم على الله وينزل الله مطرا من أجله وأنا لا أعرفه.
هذا في المدينة ولا أعرفه. فلما سلم الإمام من صلاة الفجر
وكان قد رآه قبل صلاة الفجر يقوم الليل، فقام الرجل وتقنع وانصرف، فقام ابن المنكدر
واتبعه حتى جاء بيتا ففتح ودخل فرجع ابن المنكدر لما علم بيت الرجل،
قال ابن المنكدر: فلما صليت الضحى أتيته في بيته وقلت له: أأدخل؟؟ فقال: أدخل.
فدخلت فوجدته ينجر (يصنع) أقداحا. فقلت: كيف أصبحت أصلحك الله؟
فاستشهرها وأعظمها مني(أي كيف محمد ابن المنكدر على علو قدره يسأل هذا السؤال)
فلما رأيت ذلك منه قلت له: إني سمعت إقسامك البارحة على الله،
يا أخي هل لك في نفقة تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة؟؟
(أي أن مثلك يجب ألا يتعب نفسه بل يجلس يعبد الله ويدعو للمسلمين)
قال: لا، ولكن غير ذلك. قلت: ما هو؟ قال: لا تذكرني لأحد.
ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت. ولا تأتني يا ابن المنكدر. فإنك إن أتيتني شهرتني للناس
. (الناس الآن لا يعرفونني وليس لي قيمة بينهم). قلت: إني أحب أن ألقاك؟؟
قال: إن كان فليكن في المسجد. قال ابن وهب أنه انتقل من تلك الدار
فلم يرى ولم يدرى أين ذهب. فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبينك يا ابن المكندر،
أخرجت عنا الرجل الصالح. وذكر هذه القصة أيضا أبو نعيم في الحلية.
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدناعلما
محبكم
ابوحفص