ذكرَ لي أحد ( الدعاة ) الذين وفقهم الله إلى الحكمة والعقل في دعوتهم ، أنه زارَ مع مجموعة من الناس المقابر ودلّهم على السنة الصحيحة في زيارة القبور واحترام الموتى وطريقة الدعاء الشرعي ، وأن المقابر لا توقد فيها السرج ولا تُجعل فيها الأبنية والقبب وغيرها من الوصايا الشرعية .
قال : ثم أخبروني أنّ ولياً يقطن هذه المقبرة وهو في الجهة الأخرى ، فلما أتينا قبر الولي – حسبما يدّعون – وجدنا له ( حِمى ) أي منطقة محمية لا يجوز لأحد أن يدخلها ولا يمس شيئاً فيها وإلا فالولي يغضب !
يقول فسألتهم : كيف عرفتم أنه ولي ؟ قالوا : ألا ترى الشجرة التي بجانب القبر كيف هي طويلة وعريضة ؟
قالَ : سبحان الله يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ليسوا أولياء ؟ ليس على قبورهم أشجارا بهذه الصفة !
انتهى الموقف ،
وليس المقصد هنا التقليل من شأن الميت ، لكن المقصد أن بعض الناس يعتقد أشياء لا صحة لها ويجعل لها قداسة وحُرمة وربما تطور الحال فصاروا يتقربون بالقربات لصاحب هذا القبر !