المعلم ابوسعدو يحب اللحم بعجين .. ,
وهو مواطن سوري عاطل عن العمل .. وضعه المادي السيئ جدا منعه من ممارسة أشياء كثيرة من بينها أكل اللحم بعجين – طبقه المفضل .. ابو سعدو قرر الخروج من عالم الفقر و دخول عالم اللحم بعجين .. حصل على فرصة عمل في مطعم .. بعد نجاحه بإدخار مبلغ جيد من المال قدم استقالته , و هو الآن يملك أشهر مطعم في ( مشقيتا قرب اللاذقيه ) , متخصص فقط في إعداد اللحم بعجين يقصده يوميا عشّاق هذا الطبق من السوريين و غيرهم .. الآن أصبح ابو سعدو قادرا على أكل أكبر كمية من اللحم بعجين .. يفطر لحم بعجين .. ويتغدى لحم بعجين .. ويتعشى لحم بعجين .. و يعزم على لحم بعجين ..
و في السهرة يمزمز لحم بعجين.. !!
طيب أنا ( احب ) الكبسة ..
37 مليون بني آدم غيري .. كلهم يحبون الكبسة .. منهم 6 مليون عواطلي ( عواطلي يعني عاطل عن العمل )والمشكله أنه ولأ واحدا من هالعواطلية فكّر في تعلّم فن طبخ الكبسة.. وبكميات تجارية..
و فتح مطعم كصاحبنا السوري .. فنحن شعوب و قبائل نحترم الكبسة و نقدرها .. و لكننا نفضلها ساخنة بأيدي العمالة الأفغانية .. و الهندية .. .. وغيرها ,
( خاصة بعد حصول النساء على حقوقهن و تفرغهن للمشاركة في المؤتمرات و الحوارات الوطنية و غير الوطنية .. )
و هنا سأسلّم على الأخ غازي القصيبي و أقترح عليه أفغنة الطبق الشعبي في المملكة بدلا من سعودة الطهاة .. وفرفرته على المطاعم ..!!
للمعلومية , العاطلون عن العمل هم الفئة الأكثر تناولا للكبسة .. ربما من باب فش الغل بالأكل .. أو من باب المثل القائل .. أكل و مرعى و قلة صنعه .
عندنا مليون شاب عاطل يعشقون أكل اللحم بعجين و الكباب .. لم يخرج من بينهم ( كببجي واحد ) ..
( يشويها لهم ابن عمو لابو سعدو ) .. عندنا مليون عاطل يعشقون أكل الشاورما .. لم يخرج من بينهم معلم شاورما واحد .. يعدها لهم ( اخو لابو سعدو ) .. لدينا مليون عاطل يعشقون حلق اللحية و تحديد السكسوكة و تهذيب الشارب بشكل يومي لزوم صور المجلات و المنتديات و لهم فيها مآرب أخرى .. لم يخرج من بينهم حلاق واحد .. ( يحلق لهم ابن خالتو لأبو سعدو )
أيضا .. , لدينا أكثر من مليون كاتب و مثقف عطالين بطالين يدّعون الثقافة و يمارسون الصحافة و الإعلام و لم ينجح أحد في إصدار صحيفة أو إطلاق فضائية تحترم المشاهد .. أو تنظيم مهرجان له علاقة بالثقافة..
عندنا أكثر من مليون عاطل يعشقون الفرفره في الشوارع .. لم يخرج من بينهم سائق أجرة واحد .. لدينا أكثر من مليون عاطل يعشقون طلب البيتزا على طريقة الهوم ديليفري .. لم يخرج من بينهم سائق توصيل طلبات واحد .
الشيء الوحيد الذي نجح فيه عواطليتنا هو التطرف ..
الإرهاب الداخلي و ترويع أمن الوطن و المواطن ..
التصويت عبر الفضائيات فرفعوا من رفعوا في برنامج شاعر المليون و نكبوا من نكبوا في نفس البرنامج ... حتــــى
تسببوا في ازدحام خطوط التصويت و أشرطة الرسائل القصيرة ..
تسببوا في ازدحام المنتديات و صالونات الحلاقة ..
تسببوا في ازدحام خطوط الطيران و الرحلات الدولية ..
تسببوا في ازدحام فنادق الدرجة الأولى و الأخيرة ..
تسببوا في ازدحام المهرجانات الغنائية و الأندية الليلية ..
أيضا تسببوا في ازدحام السجون .. !!
يا ساده كونوا بشوات ( كأبو سعدو و أبناء عمومته ) ,
ليس من أجل طبق لحم بعجين ..
و إنما حتى لا نتحول نحن و ثقافتنا و صحافتنا و اقتصادنا إلى لحم بعجين
وفي ظروف غير غامضة .. !!